أكون إرادة والإرادة طاقة والطاقة قوة والقوة عمل وإبداع وتواصل وإصرار وتضحية وإيمان بالقدرة على الإنجاز والتحقق والتطور والنماء. والمجتمعات التي تكوّنت رفعت رايات "أكون"،وعملت بما أوتيت من إمكانيات لتأكيد ذاتها وإبتكار موضوعها والتأسيس عليه وتطويره،والتسامق معه في آفاق المطلق الرحيب.
والعرب دوّت فيهم إرادة الحياة منذ ثلاثينيات القرن العشرين،وما استوعبوا آلياتها ومناهجها ومهارات التعبير الحضاري عنها،فاستكانوا وقنطوا،وتنازلوا عن دورهم وقدراتهم وما فيهم من التطلعات الواعدة والبراعم الناهضة،فانكبوا على ما مضى وما انقضى وصار المستقبل عدوهم والحاضر خصمهم.
والبشر بأممه وأوطانه يمكنه أن يكون في أي وقت يشاء،فلا عذر عنده ولا وقت محدد لليقظة والتحفز والتنبه والتوثب والانطلاق،فكل الأوقات مناسبة وجميع الأجيال مؤهلة وتكنز إرادة الكينونة الأفضل والأقوى،وما عليها إلا أن تتفاعل بعزيمة مؤمنة بالوصول إلى الهدف والتمكن من الإنجاز.
فالعرب يمكنهم الابتداء الآن وسيحققون ما يريدون وسيلحقون بالذين سبقوهم،وسيكون لهم دور وشأن،وما يفصلهم عن هذا المقام الحضاري اللائق بهم إلا أقل من بضعة عقود،تتواصل فيها الجهود وتتكاتف الأجيال وتتعاضد وتتجمع وتعطي خلاصة ما عندها،وتقفز نحو المستقبل بوثبات شاسعة ذات تعبير متميز ومنير.
فلا يأس ولا عجز ولا انكسار وخمول واندحار في ظلمات البائسين الخائرين المنهكين المفرّغين من العزيمة،والقدرة على التقدم بخطوات واثقة إلى الأمام.
ولو تمعن العرب بالمجتمعات التي نهضت وتألقت،لتبين لهم بأن الكثير من الدول العربية كانت أكثر رقيا وتحضرا وتقدما منها في منتصف القرن العشرين،لكنها قد حظيت بأنظمة سياسية وطنية مؤمنة بمواطنيها وبقدرات الشعب على التحقق والرقاء،فكانت وتقدمت واعتلت آفاق القوة الاقتصادية والابتكارية وارتفعت ساريات أعلامها في أرجاء الدنيا المتنعمة بما تقدمه للبشرية من إنتاج أصيل.
والعرب لقادرون ومتمكنون بما يتوفر عندهم من الثروات العقلية والعلمية والمادية،وبما يكنزونه من موروثات حضارية يمكنها أن تتفتح وتفصح عن مكنوناتها،في أي وقت يشاء فيه العرب ويختارون سبيل أكون.
فقل كن فسيكون!!
واقرأ أيضاً:
العقل السليم في النُطق السليم!! / الحاجة ضد الاختراع!! / البلدية والمدينة!! / كليات وأمنيات!!