ما هي الأخلاق سؤال طرحه أحد الحاضرين على عدد من المجتمعين وهم في محتدم نقاش عن الأخلاق وما عرفَ جوابا واضحا لها، فهي في وعيهم ومداركم ضبابية ومحصورة بالعلاقة الجنسية ما بين الذكر والأنثى، فالأخلاق في المفهوم الشائع تتعلق بسلوك الأنثى (الأم، الأخت، الزوجة، والبنت) وحسب.
تقول إحدى الحاضرات لا يهمني أن يذهب ابني مع فتاة لكن ابنتي لا وألف لا!! وعندما قيل لها لماذا؟ قالت: لا أدري، لكنه سلوك غريزي مزروع فينا!!
وأعاد السؤال: ما هي الأخلاق؟! وانفعل الحاضرون، وبعضهم هبّ يسأله أن يجيب، وهو في حالة توتر مشوبة ببعض الغضب.
فمن الواضح أننا نتداول مفاهيم ومصطلحات لا نفهمها لكننا نتوهم بذلك ولا نقبل التفاهم أو الإصغاء لرأي آخر حولها. وعندما تتساءل عن السلوك الأخلاقي، يكون الجواب تعبيرا عن الأقران بعفة المرأة وعدم النظر للآخر والخجل، وكأن الموضوع يتعلق بها وحسب، فالأخلاق شأن أنثوي سلوكي، ويُعاد السؤال عن السلوك الأخلاقي في المجتمع بجنسيه، ويكون الجواب صمتا.
وعندما تتساءل هل الأمانة والصدق والاحترام والرحمة والمحبة والتعاون وغيرها أخلاقيات أم لا، تنهض بوجهك التبريرات والتعليلات النافية لها، وعندما تقول الأمانة أن تتكلف بمسؤولية وتصونها وتؤديها بإخلاص، يهبّ بوجهك أدعياء السياسة وذوي الأحزاب المرتزقة ويؤكدون بأن ذلك لا يمت بصلة للأخلاق.
وبعد أن تستمع وتتأمل تكتشف أن الواقع تجتاحه نزعة إبادة الأخلاق والقضاء عليها، لأن الأخلاق ما عادت ذات قيمة ومنفعة، وهي لا تطعم من جوع ولا تؤمّن من خوف، وعلى الناس أن يسقطونها ويتفاعلون بآليات غابية توحشية، لا تمت للإنسانية والروح التآلفية بصلة ذات قيمة ومعنى وحضور نافع.
فهل أن الأمم الأخلاق ما بقيت، أم أن الأمم الأخلاق ما فنيت؟!!
تساؤل عنيد في خضم احتدام نقاشٍ مثير عن الأخلاق في بلاد الواق واق، وإذا بالمرأة نفسها ترى أن الأخلاق موضوع يخصها وحسب ولا علاقة للرجل به، فالمرأة هي المعيار بسلوكها التعففي الخجول وكذا الأخلاق وحسب!!
واقرأ أيضاً:
قافلة أكون!! / الخيالية!! / لعبة الدين والبلاء!! / الإنسان بين الحقوق والعقوق!! / السلطة واضطراب السلوك!!