خابَ: لم ينل ما طلب
صائب: سديد، صحيح، سليم، تام.
"رماهُ بنَبْلهِ الصائبِ"
"إنْ حالتِ القوسُ فسهمي صائبُ"
الكلام الخائب يساهم في تأكيد الخيبة والركون إلى الانكسار والخذلان وعدم القدرة على التفاعل النافع مع الأيام، والاقتران بالهزيمة والانتكاس والهوان. وما أكثر الأقلام الخائبة الكلام الداعية للخوار والحيرة والاحتران، والمذلة والعدوان. وتتعجب من أصحابها كيف يتواصلون بالكتابة عن الكراهية والبغضاء والأحزان، ولا تجد في ما يسطرونه بارقة أمل وومضة تفاؤل وإحساس بالصدق والأمان.
فلماذا يكتبون؟
هل أنهم يعالجون أنفسهم ويروّحون عن أعماقهم، ويحسبون الذي يكتبونه كالحجامة التي تزيل الدم الفاسد من العروق المحتقنة بالأوذان؟
لا يُعرف تفسيرٌ لهذه الظاهرة السائدة المتفشية الوبائية الخصال والعنوان!!
والأغرب أن لهذه الكتابات قراؤها ومسوقيها والداعين إلى ما فيها والذين يعضدونها بأقوال ألف فلان وفلان، وكأنهم يتجاهلون أن الكلمة الطيبة صدقة.
أما إذا تساءلت عن الكلام الصائب فإنه نادر ومركون في زوايا المواقع والصحف، ولا يريد رؤساء التحرير الاقتراب منه لأنه بضاعة فاسدة، فما هو مطلوب التلاعب بالمشاعر وتعزيز الخبائث والنوازع السلبية وإشاعة الأحقاد والكراهيات، فلا مكان للمحبة والألفة والأخوة الإنسانية، لأنها من المحرمات ومن أعداء المتاجرة بكل القيم والأعراف التي تدر أرباحا جمة، وتزيد من عدد الأميين والجهلة والخانعين المستعبدين.
فالكلام الخبيث شائع والطيب قابع، وعلى أقلام الخيبة والفشل أن تتكسر وتبتعد، لأنها تزيد في الإظلام والإغتام، وتمنع النور من الوصول إلى القلوب والنفوس.
ولابد للكلام الصائب أن يتمدد كالضياء الساطع، لكي ينهزم الخائبون اليائسون البائسون وينتصر الصحيح والتام السديد من القول والفكر والعمل.
واقرأ أيضاً:
لعبة الدين والبلاء!! / الإنسان بين الحقوق والعقوق!! / السلطة واضطراب السلوك!! / مفهوم الأخلاق!! / ألف دينٍ وكرسي!! / التصديق الأعمى!!