أجواء نوفمبر بنسماته الخريفية نهارا وبرودة شتائه ليلا تثير في شجنا ما يطفو من بئر عميق، اتخذ مكانه منذ زمن داخل حنايا الروح ... مع فنجان من القهوة، الصديقة الصدوقة للحظات الصفا والوحدة الاختيارية والصمت الراقي .. أعشق الصمت، الصمت ليس له لسان للكلام ولا الملام، ولا أذنان للسمع........،
هو لغة كل من أثقلته الأحاديث المطولة، وعبث الكلمات وفوضى الحوارات، الصمت يشحننا بالطاقة والكلام يسرق منا كل الطاقات، الصمت والهدوء هما متنفس للروح المنهكة وتجميع لأفكار مشتتة تبعثرت عبر الصخب المحيط بنا والساكن بداخلنا، الصمت لغة راقية جدا ونادرة جدا لا يدرك قيمتها إلا من سرقت منه أيامه وسقط سهوا في زمن الضجيج…
أصبحت أجنح للهدوء بعد أن كان يئن العالم من حولي بصخبي، أخفض الأصوات بات يزعجني، أصبحت لا أطيق الحكي الكثير، ولا الحديث المطول ولا الأسئلة المملة، معظم أوقاتي أحياها بالورقة والقلم حتى أستطيع القبض على أفكار مشتتة داخل عقلي ولملمة أحاسيس فوضوية، أصفى أوقاتي حينما أتواجد بمفردي في عالمي الخاص بين أصدقائي كتبي وأوراقي وأقلامي وأيبادي، أوقات أحاول أن أستعيد فيها نفسي التي ذهبت بدون وعد بالعودة …
إذا كان العالم من حولي يضجرني.. ويفقدني سلامي، أنسف علاقتي به فورا وأضرب بقوانينه عرض الحائط ويصبح اختياري الأوحد هو العزلة الاختيارية، أخلق بنفسي عالمي الخاص، وأسن قوانيني أنا حتى لو كنت سأظل على حافة الكون من حولي وليس في مركزه.
5/11/2018
واقرأ أيضًا:
التعايش مع الألم ... قوة أم ضعف ؟