عاشت الأمة عقودا انكسارية انهزامية انتكاسية إحباطية تيئيسية، وما أنجزت فيها ما يشير إلى جوهر حقيقتها ولكنه إرادتها، وتدور الأعوام وهي غارقة في أوحال التعجيز والشعور بالتجمد والاندراس، وتواردت أجيال إلى حياض وجودها وانزلقت في ذات الدوامة الإهلاكية الناعورية المواصفات.
وفي العام الجديد الذي يحمل على أكتافه مسيرة ما يقرب من عقدين من القرن الحادي والعشرين، علينا أن نتوقف ونشحذ الهمم ونؤجج الإرادات ونضخ الأمل لكي نكون ونتحقق.
الأمل طاقة مطلقة وقوة صيرورة متدفقة، وكل ما يتمناه المرء يدركه، فعلينا أن نحذف "ما" لأنها ما عاد لها وجود في الزمن المعاصر الذي أسقط كلمة مستحيل من معاجمه، ذلك أن أي أمل يمكن تحقيقه بالعمل المتفق وخصائصه، فالذي يريد أن يكون يكون، والذي يسعى يبلغ مسعاه غايته، وتلك قوانين الحياة ومعادلاتها المتوازنة الثابتة البرهان.
وأمم الأرض وشعوبها كانت أحوالها أقسى من أوضاعنا وأشد، لكنها أوقدت مشاعل الآمال وانطلقت في مسيراتها الإنجازية الإصرارية التي أوصلتها إلى ما بعد الأمل، وحولتها إلى منارات للقوة والاقتدار وعنوانا للنماء والتطور والرقاء.
والأمثلة متعددة كسنغافورا والصين وماليزيا وأندونيسيا والهند والكوريتين، وغيرها الكثير من المجتمعات التي انطلقت بإرادة ثابتة، وهي ترفع رايات الأمل والرجاء والبناء، فصارت وتسامقت وأوجدت لها حضورا كبيرا بين الدول.
وعليه فإن المجتمعات العربية مطالبة بالتمسك بالأمل والإرادة الراسخة المؤمنة بالكينونة الحضارية الكبرى، التي تمثل حقيقة الأمة وجوهر ما فيها من الأفكار والتطلعات الإنسانية المنيرة.
وإن المجتمعات العربية لقادرة على النهوض الباهي والمشاركة الحضارية المعاصرة، والتفاعل الاختراعي والابتكاري الأصيل، وسيكون لها دور وأثر في إقامة أركان الحياة الحرة الكريمة العزيزة الزاهية.
فعلينا أن نشمر عن سواعد العزم والإصرار على أن نكون ونتحقق، ونبتعد عن التظلم والتشكي والبكاء، والتلهي بالكلام الرخيص المتقاطع مع روح الأمل والرجاء.
و"مَن رام وصل الشمس حاك خيوطها.....سببا إلى آماله وتعلقا"!!
فلنطلق روح الأمل ونصنع الحياة!!
واقرأ أيضاً:
بيع الأوطان من الإيمان!! / الأشياء تلد أعداءها!! / سلّة الحماقات البشرية!! / التقسيم بالدين!! / العرب أداة الحرب الباردة وما بعدها!!