فَيْضٌ منَ الحبِّ هزَّ القَلْبَ كالغُصُنِ
فماسَ مُبْتَهِجاً مِنْ زَهْوِهِ الْحَسَنِ
طَافَتْ بهِ نَفْحَةُ الذكرى مُبَشِّرَةً
بِمَوْلِدِ المُصْطَفَىٰ المُخْتارِ تَغْمِرُنِي
إنّي بحبِّكَ يا خَيْرَ الوَرَىٰ طَرِبٌ
نَشْوَانُ مِنْ فَرْحَتِي خالٍ مِنَ الحَزَن
أَطُوُف فَوْقَ ثُرَيّٰاتِ الأَثِيرِ بِهِ
وَزَادَنِي شَرَفاً في السّرِّ والعَلَنِ
يا سيِّدَ الخَلْقِ لا مَيْنٌ ولا كَذِبٌ
إذا مَدَحْتُكَ مَدْحَ الحاذِقِ الفَطِنِ
شتَّانَ بَيْنَ مَدِيحٍ فيك أُنْشِدُهُ
وآيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تُفْحِمُني
يا مُنْقِذَ النَّاسِ من كُفْرٍ ومن جَهَلٍ
وهادِيَ الناسِ بالقُرْآنِ والسُّنَنِ
وحاجِزَ النَّاسِ من نارٍ مُسَعَّرَةٍ
وقائدَ النَّاسِ بِالْإيمٰانِ لِلْعَدَنِ
ما زالَ حُبُّكَ في قَلْبي يُعَمِّرُهُ
ويُصْلِحُ الْحُبُّ ما جَرَّتْ يَدُ الفِتَنِ
وفِتْةُ الحبِّ كَمْ أوْدَتْ بِصاحِبِها
إِلَّا هَواكَ يَقِي الإِنْسَانَ من إِحَنِ
يُعَذِّبُ الحُبُّ مَنْ مَالُوا وَمَنْ عشِقُوا
لٰكِنَّ حُبَّكَ يَشْفِينِي ويُسْعِدُنِي
أسرى بكَ اللهُ تَكْرِيماً وتَرْضِيَةً
وقَدْ عَرَجْتَ إلى العَلْياءِ بِالْبَدَنِ
وقَدْ أراكَ مِنَ الآياتِ أكْبْرَها
وعُدْتَ بِالصّلَواتِ الخَمْسِ والمِنَنِ
رَفَعْتَ أُمَّتَكَ المَرْجُوَّ مَبْعَثُها
إلى المَعَالي فَصَارَتْ غُرَّة الزَّمَنِ
لقد أَتَيْتَ وأَمْرُ النّٰاسِ في هَرَجٍ
ويأكْلُ الظُّلْمُ أَقْواماً من الضّغَنِ
لا يَعْرِفُونَ سوى الأصْنامِ آلِهَةً
في كلِّ نائبَةٍ يَسْعونَ لِلوَثَنِ
سَعَيْتَ مُحْتَسِباً في كُلِّ مَنْقَبَةٍ
وقَدْ وَهَبْتَ ولَمْ تَسْأَلْ عَنِ الثَمَنِ
جاهَدْتَ في اللهِ حَقّاً دونما وَهَنٍ
فَكُنْتَ نِبْراسَ حقٍّ واضحٍ قَمِنِ
وكُنْتَ وَحْدَكَ في دَرْبِ الْهُدَى عَلَماً
وحاربوكَ ولَمْ تَرْكَنْ ولَمْ تَهُنِ
هَبَّتْ عَليْكَ رياحُ المُنْكِرينَ وقَدْ
وَقَفْتَ كالطودِ ثَبْتاً غَيْرَ مُفْتَتَنِ
وحرضوا سُفَهاء الْقَوْمِ فيك ولم
تَزَلْ رَحِيماً سَخِيَّ الكَفِّ كَالْمُزُنِ
تُرَغِّبُ القَوْمَ أحْياناً وتُنْذِرُهُمْ
وتُنْصِفُ النَّاسَ مِنْ حَيْفٍ وَمِنْ غَبَنِ
وقَدْ حَلُمْتَ ولمْ تَغْضَبْ على أَحَدٍ
وقَدْ مَنَحْتَ ولَمْ تَشْبَعْ مِنَ اللَّبَنِ
وقد أَعَنْتَ ذَوِي الحاجاتِ مُبْتَسِماً
ولَمْ تَقُلْ لِمَ في سوءٍ وفي حَسِنِ
(يا ربُّ صلِّ وسَلِّمْ دائِماً أبَداً)
على نَبِيِّكَ مِثْلَ العَارِضِ الهَتِنِ
د خليل إبراهيم عليوي
واقرأ أيضاً:
صوت الضمير / بكاء الرجال / لا تلمني .. لا تلمني ! / عودة / الألم / عتب الصمت / الهمسة الثكلى / عودة يوسف / الحب المطلق