هناك بوادر انقسام واضح في العالم، بعد فشل الربيع العربي الذي أطاح برؤساء وقتل أبرياء وتخريب مدن ذو حضارات عريقة، ودول عظمى تحاول الدخول إلى هذه البلدان لأسباب سياسية أو اقتصادية أو عسكرية. لإعادة نفوذها بعد دعم سوريا في حربها ضد الإرهاب.
بعد فشل الربيع العربي وصد صفقة القرن ورفضها من معظم دول العالم، ظهرت روسيا من جديد، هدفها السيطرة على دول مهمة، فمن غير المعتاد لدى موسكو بان تحارب خارج أراضيها، ففي سوريا كان لها بصمات واضحة، وفي فنزويلا أيضاً، والتعاون العسكري بين روسيا ودول العالم أصبح واضحاً للعيان، بعد أن قامت تركيا بشراء صواريخ متطورة من روسيا.
من خلال المعطيات في الساحة الدولية وهيمنة أمريكا على العالم، باتت أمريكا في معزل عن هذا الوضع، فروسيا تتجه إلى أفريقيا للاستفادة من الثروات الأفريقية (القارة السودائيتين)، وما تحويه من نفط ومعادن داخل الأرض يفوق كل التوقعات؛ الأزمة التي تمر بها أمريكا وعدم دعم ترامب من قبل الحكومة وتخبطه الواضح في السياسة الخارجية، جَعلها في حالة تدهور كما أعلن الأمريكان بأنها على حافة الإفلاس؛ وعند ذهاب الوفد الأمريكي إلى السودان ومقابلته مسؤولين حكوميين، ورفضهم مقابلة الرئيس السوداني بحجة انه مطلوب للمحكمة الدولية؛ قامت روسيا وبوفد رفيع بعقد لقاء مع الرئيس السوداني، ونتج عن هذا اللقاء بأن تقوم روسيا بفتح قواعد عسكرية روسية على أراضي السودان، وبعد هذا الاتفاق ستخطو دول أفريقية أخرى نفس خطوات السودان وتقوم بفتح قواعد عسكرية روسية على أراضيها، وهذا من شأنه أن تكون روسيا في أفريقيا وتقوم بعزل الدور الأمريكي عن أفريقيا في حال أرادت أن تتدخل في الشؤون الداخلية الأفريقية.
وبعد السودان ذهبت روسيا إلى الجزائر، حاملة معها رسائل إلى أمريكا والعالم، بان الجزائر ليست وحدها ولن يطبق عليها ما يسمى بالربيع العربي، وروسيا داعمة للجزائر وتعتبر ثاني دولة افريقية تقوم بزيارتها بعد السودان، الأمر واضح بان روسيا باتت تفرض سيطرتها ونفوذها على أفريقا بعد دعمها لسوريا في حربها ضد الإرهاب والإرهابيين.
هذا الوضع ينذر بحرب عالمية ثالثة أو رابعة إذا استمر هذا الوضع كما هو، هناك دول غنية بثرواتها الطبيعة أمريكا تريد السيطرة عليها لسداد العجز الموجود في الخزينة الأمريكية، وروسيا ترفض هذا الأمر، ووجود قواعد روسية داخل أفريقيا لها اعتبارات كبيرة عند دول عظمى ومهمة في العالم تسعى إلى الهيمنة والاستفادة من هذه الثروات، سواء كان النفط أو المعادن.
واقرأ أيضا:
هل السودان بعد سوريا بالربيع العربي؟ ....... / فَاطْمَئِن يا شعب ليست صواريخ كرتونية....... / لن تُطبق المؤامرة على الجزائر...... / فنزويلا ... الشعب والجيش.......