ما جرى للطائرة الأثيوبية بوينغ 737 يرمز إلى أن مصير الوجود الأرضي تتحكم به الكمبيوتر ، بأنظمتها الإليكترونية التي تفوقت على العقل البشري الفردي، لأنها من إنتاج عقول عديدة متفاعلة.
الكمبيوتر يتحكم بالطائرة وإذا أخطأ قضى عليها وعلى مَن فيها، فإرادة البشر مشلولة وقاصرة أمام إرادة الكمبيوتر التي ارتضى أن تكون هي السيدة وهو العبد المطيع.
ليس غريبا ما تقدم، وإنما هو واقع قائم وفاعل في الحياة الأرضية، وبما أن الأرض كرة سابحة في فضاء كوني مجهول، وأن أخطر ما فيها تسيره الكمبيوترات، المتصلة بأزرار ما أن تُضغط ستقوم بعملها بلا رادع ولا قدرة على التوقف حتى تصطدم الأرض بذاتها وينتهي ما عليها بالتمام والكمال.
قد يبدو ذلك تشاؤما شديدا، لكن مصير الأرض مرتبط بأزرار لتحفيز الكومبيوتر على العمل الرهيب، فأسلحة الفناء الأرضي جاهزة للعمل، وتتحكم بها الكمبيوترات بأنواعها، وإذا أخطأت أو تجمدت كما حصل لكارثة الطائرة الأثيوبية، فاقرأ على الدنيا السلام.
فالعقول البشرية قد أوجدت ما لا طاقة للعقل الفردي عليه من الابتكارات والمخترعات والاكتشافات، التي وضعت الحياة على حافات المخاطر والويلات العظام.
فهل إن أجهزة الكمبيوتر ستخطئ ذات يوم رهيب؟
الاحتمال وارد، وضغطة الزر تحتاج إلى لحظات قليلة، ولا يمكن للفاعل أن يتردد لدقائق لأن في ذلك هلاكه، فالهدف أن تُهلك قبل أن تهلك، والخطأ حتما لواقع، والواقعة قارعة وما أدراك ما هي.
ترى هل إن البشرية اتخذت الاحتياطات الكافية لمنع أخطار الأخطاء الكمبيوترية المتحكمة بالحياة الأرضية؟
الجواب صعب، وماهية الاحتياطات مبهمة وغير ممكنة، لأن الخطأ سيحفز مشاعر الرعب الشديد الذي يستدعي السقوط في متوالية أخطاء فظيعة التداعيات. فالمصير البشري مرهون بأجهزة إليكترونية، وما عاد للعقل المجرد دور وقدرة على الاستيعاب والتدبير، وفي هذا يكمن سوء المصير.
فهل سيعود البشر إلى العقل أم أن العقل في جهاز؟!!
واقرأ أيضاً:
النفس أقوى من العقل!! / كراسي منتهية الصلاحية!! / قمة الشخير العربي!! / العجينة البشرية!! / الثورات العفوية لا تغيّر!! / الأجيال النائمة والقائمة والقادمة!!