جبل الثلج الطافي فوق مياه التبويق الإعلامي لا يظهر منه إلا رأسه، والنسبة العظمى غاطسة في بحار الأوهام والأضاليل والخدع، والآليات الساعية للإعداد للحرب الطويلة الأمد ما بين المسلمين. الأقلام تكتب والخطابات تتوالى ووسائل الإعلام بأنواعها تتراكض نحو الوعيد، وكأنها في ميادين تسابق نحو الجحيم.
فمن الذي سيربح من أجيج النيران إذا شبت في المنطقة؟ ومن الذي سيخسر؟ لماذا هذا الاندفاع الأهوج نحو الواقعة؟
العرب لن يتنعموا بحياة أمن وسلام ما داموا من المغرر بهم، ومن الذين يتحقق امتطاؤهم لتنفيذ المشاريع المضادة لمصالحهم، وما دام المنصَبين على وجودهم يتأمّرون ويتآمرون عليهم وهم العبيد لأسيادهم، الذين يحافظون على بقائهم في السلطة لأنهم ينفذون الأوامر ويؤكدون المصالح.
فاللعبة الجارية في الميادين العربية، والتي بدأت بمنزلق اليمن، غايتها أن تمضي مستعارة على مدى القرن الحادي والعشرين، وأن تكون الحرب ما بين العرب وإيران متواصلة، وما بين العرب والعرب الذين يتم وصفهم بأنهم أذرع لإيران في المنطقة، مما يعني أنها القارعة وما أدراك ما هي!!
قد يقول قائل أن في هذا الطرح نوع من الهذيان والخيال الجامح، لكن العارف بآليات السلوك الدولي والتفاعلات ما بين القوى التي تمتلك خبرات الحروب العظمى، سيعرف أن الأمور تجري بهذا الاتجاه، وأن الدروس المستخلصة من الحرب العراقية الإيرانية، أثبتت أن العرب والمسلمين يمكنهم أن يسقطوا في هوة الحروب الطويلة الأمد، ما دامت أموالهم مسخرة ضدهم.
وبادرة هذه الويلات ما حصل في اليمن والذي توهم القائمون عليها بأنها حرب بضعة أيام أو أسابيع، لكنها تواصلت وتطورت وستتطور أكثر وستمتد نيرانها لتشمل المنطقة بأسرها، وسيتحقق إمدادها بالأسلحة والمعدات والخبرات، والعمل الجاد على تنميتها وزيادة قدراتها التدميرية.
واليوم المسعى نحو نشوب حرب خليجية إيرانية وخليجية خليجية، مما يعني المسير على سكة إنهاكية ترويعية استنزافية تدميرية، ستصنع خرابا هائلا وتبذيرا مروعا للثروات العربية، وستفقد دول المنطلقة سياداتها وقدراتها على العيش بلا اعتماد على مستعبدٍ لها. فالحرب القادمة مئوية المواصفات والتطلعات، وعلى العرب والقوى الإقليمية من حولهم إدراك اللعبة، قبل السقوط في أتونها والتمحن بتداعياتها المريرة القاسية.
فالخاسر هم العرب والإيرانيون، والرابحون قوى معروفة وتريد الهيمنة على المنطقة بأسرها.
فلماذا يجنح المسلمون إلى إفناء بعضهم، ولا يعتصمون بحبل الله الذي به يؤمنون؟!!
أليس من الأصلح للجميع أن تسود المحبة والأخوة وقيم حسن الجوار؟!!
فلا تكونوا من الغافلين!!
واقرأ أيضاً:
المُصلصلات التلفازية!! / المكر والغدر والجور منهجهم!! / الإرادة الوطنية الصادقة لا تعرف المستحيل!! / التغيير والتدمير!!