تتوارد مقالات وطروحات لكتاب ولأقلام محسوبة على المفكرين والباحثين والمثقفين ولاجديد فيها إلا أنها "تعيد وتصقل"!!
الأرض تدور والتبدلات متلاحقة والتجددات متوثبة، وكأننا في مستنقع الويلات نراوح وتسيطر علينا إرادة الاجترار. فرؤوسنا اجترارية الطباع والتفاعلات وأدمغتنا متعفنة وتستنقع فيها التراجعات، والأحياء أموات والأموات أحياء.
إرادة إلغاء الزمان والمكان فاعلة فينا ومهيمنة على رؤانا ومداركنا، ولا يمكننا أن نرى بعيون الحاضر والمستقبل.
نكرر ونرفع رايات الاجترار ونستسلم للانحدار ونتلذذ بالاندحار، ونستدعي الانتكاس والانكسار، لكي نتظلم ونتشكى، ونمضي في مسيرات الانهيار.
مقالات وخطب وكتب وقصائد وما نسميه إبداعات، وما هي إلا بكائيات ولطميات وتعزيزات للتداعيات واستثمارات في الويلات.
وفي هذا الخضم الهواني نرمي باللائمة على الآخر الذي نحسبه حيا ونحن من الأموات، نحن الذين تجردنا من الإرادة والعزة والكرامة والغايات، وجعلناهم حطاما على جرف الضياع والدمارات، وطاقاتنا مسخرة لتعزيز دور الخونة والعملاء والتابعين للطامعين بوجودنا وثرواتنا وما يمت بصلة إلينا.
فأصبحنا مجتمعات تنتخب قتلتها وأفسد الفاسيدين فيها، وتمنحهم صلاحيات قهرها وترويعها والنيل من حقوقها والتعاون مع مفترسيها.
وذو المقامات السامية العالية النزيهة النقية الطيبة الرحيمة المؤمنة يشجعون الناس على السمع والطاعة، ويحشون رؤوسهم بالأضاليل والأكاذيب التي تغنم بها وتثرى.
وتدور الأيام وتهلك الأنام، وتتبدد الثروات ويُصادر مستقبل الأجيال.
والمثقفون والمفكرون يجتهدون بالتبريرات والتسويغات والتعزيزات، وباكتشافاتهم المذهلة وقبضهم على الحقيقة المطلقة، التي مفادها أن ما يصيبنا من تدبير الآخر، وما قرأت عن تدابيرنا الوقائية وخططنا الاستباقية لامتلاك القوة والقدرة على الحفاظ على ذاتنا والاستثمار الحضاري بموضوعنا.
ولا زلنا ندور كالناعور، والغثيان مذهبنا!!
واقرأ أيضاً:
مجتمعات تحكمها الأموات!! / القِوى بين الربط والتحدي!! / قال وقال وأمة تُقال!! / الظواهر المعاكسة تندحر!! / المجتمعات المفخخة!!