البحث عن الحكمة أو محبتها وعشقها، والجد والاجتهاد لسبر أغوارها، والتسابق في مدارات مداركها، والتمكن من إزالة الحجب والأستار التي تمنع العقل من التمتع بأنوارها، والانغماس في أفياضها الفكرية والمعرفية المتسعة الثراء، كالكون الذي يريد التمدد والارتقاء إلى ما بعد الانفجار.
هذا السلوك الإنساني الاندهاشي السامي النبيل الفائق الارتقاء والعلاء يسمى "قلسفة". ولكي ترتقي الموجودات وتتسامق المجتمعات لا بد لمحبة الحكمة أن تضيء في دروب أجيالها، وتشعشع في مسيرات أيامها.
فمحبة الحكمة، نور الأنوار ومشكاة الأفكار.
محبة الحكمة طاقة كونية كبرى، زعزعت أركان الوجود وأطلقت إرادة الأفكار، وحركتها نحو كينونات مطلقة التنوع والتعدد والتوالد والتجدد والنماء.
محبة الحكمة توصلنا إلى معرفة الله، وجوهر الذات العلوية، ومبتدءات الصيرورات المتواشجة المتصاخبة المتكافلة المتنافرة القادرة على الخلق والإبداع الأصيل.
محبة الحكمة، ترينا أن منبع الحياة في الحركة، ومنها تتوالد الحالات وتنطلق التحولات وتتحقق التطورات وتتجسد الانكشافات وتحترق المصدات، فتتعرى الحقائق وتتجلى جواهر الإدراك ومقامات الإشراق.
محبة الحكمة توصلنا إلى جلاء الجلاء، وأفياض النقاء، ومشاعل الضياء، وتغمرنا بندى اللذائذ العقلية، والنوافح القلبية، والنسمات الروحية، فنرى بعين اليقين، ونعانق النور المبين.
محبة الحكمة، تأخذنا إلى محطات ما قبل أكون، وتطوف بنا في أفلاك الكينونات العظمى والصيرورات الكبرى، وتغمرنا بعبق التغيير والتنوير.
محبة الحكمة، صراط الوعي المستقيم، ومنهاج العارفين، وبرزخ الوالهين المتشوقين للنظر إلى عرش خلاق عظيم.
محبة الحكمة، أفياض إدراك الإدراك، وندى أشواق العشق الخلاق، الدافق بأمواج التماهي بالعلاء.
محبة الحكمة تيار عرفان وأنسام صفاء!!
واقرأ أيضاً:
الماء يجري والجرف يهرأ!! / تعقيد الفلسفة!! / العقل المقتول!! / التفاؤل الشافي!! / الأدمغة الملوثة!!