أبا حَسَنٍ سلاما أنتَ فيها!!*
أبا حَسَنٍ وإنّ الروحَ تاقَتْ
إلى زمنٍ بهِ الأيامُ راقتْ
وأحلامٍ مُزيَّنةٍ بلمْعٍ
وإبْراقٍ يُعَسْجِدُها ففاضَتْ
تَشرَّبَها الفؤادُ بكأسِ حُبٍّ
وأوْرَدَها لأعْماقٍ تنامَتْ
وما رَوِيَتْ مِنَ الأنوارِ نَفسٌ
سَناءُ وُجودِها لهَفٌ فهامَتْ
ومَنْ رضَعَ المَحَبَّةَ مِنْ إمامٍ
يَطيرُ بها إلى أُفقٍ تَسامَتْ
يَنابيعُ التُقى تَخشى رُكودا
وتجْري نحوَ رَمْضاءٍ تصادَتْ
مَعارجُ أوّلٍ بَدَأتْ ودامَتْ
وما انْقطعَتْ ولا يوْما تناءَتْ
أبا حسنٍ بنا الأزمانُ ثكلى
نُخاصِمُها وإنْ تعبَتْ وشاخَتْ
فتشْكونا لعاليةٍ وأخْرى
تمادَتْ في أعاليها وفاقَتْ
تكاتَفَتِ المَنايا دونَ ذنْبٍ
على أمَمٍ بها الأحْقادُ كادَتْ
فأرْدَتْها على وَجَعٍ عَظيمٍ
يُجَرّدُها مَعانيَها فخابَتْ
وما نَظرتْ إلى أمْرٍ بعَقْلٍ
عَواطِفُها بما جَلبَتْ أصابَتْ
فعَيْنُ السوءِ في سوءٍ هَواها
تُرَغِّبُها بماحِقَةٍ أحاقَتْ
وتدْعوها بنفسِ الشرِّ جَبْرا
فتلقيها على سُجُرٍ أراعَتْ
وسامراء من حَدَبٍ وَوَجْدٍ
ألا بسرورها سَرَّتْ وطابتْ؟
أبا حَسَنٍ سلاما أنْتَ فيها
فكيفَ بهمْ أصابوها فعانَتْ؟!!
*أبا حَسَنٍ: الإمام علي الهادي عليه السلام, ومرقده في مدينة سامراء.
واقرأ أيضاً:
أمّةُ العَهْدِ!! / تبـــاركَ فعلهـــا فالنفـــسُ طابـــتْ!! / سَفينتُنا!! / أبا الإشراق!!