أقف وسط حشدٍ من بشر الدنيا بما حملت من أعراق وأجناس وأشكال وألوان وديانات ومذاهب وطوائف ومعتقدات وتصورات ومنطلقات، والجميع على وجوههم بشائر سرور وبهجة وتفاعل إيجابي مع المكان والزمان.
أقف في طابور طويل من خلق الله المتنوعين بلغاتهم ودياناتهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم، وما لا يخطر على بال من التباينات، والكل يتفاعل مع الحياة بمحبة وألفة وإرادة إنسانية صداحة في فضاء الحركة والانتظار والأمل والرجاء.
أقف، لأني من أمة واقفة، وأجرجر خطواتي التي أحسبها أثقل من وزن الكرة الأرضية، والبشر من حولي يتأملني، ولا يدري أن رأسي قد عصف به سؤال عظيم أليم أطاح بقدراتي وقواي على تحريك قدمَيْ.
لماذا بشر الدنيا في وئام وبشرنا في خصام؟!
سؤال ملعون حضر بقوة وإلحاح والجواب طويل ولا ينفع في شفاء أو سكينة، فقلت لا أريد جواب كلام ولا بد للعقل من مقام.
ولنجيب على الشطر الأول من السؤال لأن فيه الجواب على كل السؤال.
فبشر الدنيا يعيش بوئام في دول الدستور والقانون واحترام قيمة الإنسان.
ويعيش في خصام واحتدام في دول اللادستور واللاقانون والعصابات وعدم الاعتراف بحقوق الإنسان.
فالدول التي يتواءم فيها البشر تحترم قيمة الإنسان، وتحفظ حقه في الحياة.
أما في مجتمعاتنا فالإنسان قيمته دون الصفر بكثير جدا.
فأعيدوا للإنسان قيمته، واتفقوا على عقدٍ اجتماعي دستوري يصون كرامته وحقوقه ويؤمن بالوطن.
فهل لنا أن نتفكر ونتدبر؟!!
واقرأ أيضاً:
أحباب الخفاء وأعداء العلن!! / البشر سيح!! / كان وكانت وأمة هانت!! / تونس الرائعة قدوة ساطعة!!