طاقة تسري في المخلوقات بأنواعها ولا يوجد موجود لا يشعر، حتى الجماد ربما لديه قدرات الشعور، لأن ما يحيطه يؤثر فيه ويتسبب بزعزعة استقرار عناصره الجزئية والذرية، مما يؤدي إلى انبعاث طاقة من ذلك التفاعل.
فالقول بأن الموجودات الحية بعضها لا يشعر فيه الكثير من الجهل المتعسف، فالحشرات تشعر والحيوانات والنباتات ما دامت الحياة تسري في عروقها.
ولا يمكن لحياة أن تكون بلا شعور. فالشعور تفاعل كيميائي قائم في الموجودات، وإن الأرض تكنز شعورا كبيرا ومنها نستمد كل شعور.
فالأرض معين شعور لِما عليها.
وعندما يقترب بعض الفلاسفة من الشعور برؤاهم المجردة ويوهمون أنفسهم وغيرهم بأن البشر لوحده يشعر ويشكّون بشعور المخلوقات الأخرى، فإنهم يصفون أنفسهم بقصور النظر وضعف البصر.
فلو تأملنا أي مخلوق مهما صغر لوجدناه يكنز شعورا ويفيض مشاعرا. حتى الحشرات لو تمعنّا بسلوكها لتبين لنا أنها تشعر، فتأنس وتغضب وتدافع وتستكين، وتجد فيها الكثير من السلوكيات التي يقوم بها البشر.
فالشعور طاقة كونية عامة وشاملة لكل ما في الكون من موجودات متفاعلة في أروقة الدوران ومحاوره المتوافقة مع إيقاعات الديمومة السرمدية.
فنفي الشعور عن الآخر واحتكاره بشريا لا يتوافق ومنطلقات الواقع الكوني وقوانينه ومسلماته الفاعلة بإحكام وانتظام. فالشعور جزء من ينابيع الطاقة المتدفقة من الكيانات القائمة في أية بقعة كونية.
فالموجودات يتكون فيها شعور ناجم عن إرادة الطاقة السارية فيها، والآتية إليها من مصادر ما حولها من الموجودات الأخرى، التي تبعث طاقة تؤكد انتماءها إلى واقعها الذي تتفاعل فيه.
ودرجات الشعور تتباين وفقا للمدارات التي تتحقق فيها، وهذا التباين لا ينفي وجود الشعور، وإنما سيُظهر درجاته وقوة تأثيره ومنطلقه التأثيري في محيطه.
فهل أدركنا شعور الحجر؟!!
واقرأ أيضاً:
لنستحي من أنفسنا!! / مصطلحات ومُصطرخات!! / عندما تعلّمَ "ماو"!! / المعادلة المعقدة!!