بودابشت .. باريس .. تايلاند مجانين !2
كان موعد الطائرة التي ستأخذنا بإذن الله وحفظه من القاهرة إلى تايلاند الاثنين 11,20 مساء، وكنت قد وصلت إلى حالة عجيبة سببها كرب السفرات المتتالية مجانين بودابشت مجانين باريس مجانين...، تايلاند خلال أربعة أسابيع ...، أنجزت ما استطعت مما سأعرض على صفحات مجانين أثناء سفري في تايلاند .... إلا أن سبب الكرب لم يكن فقط كرب العمل وإنما كرب ما قبل السفر.. وفي مرة تايلاند تحديدا كان أحد عناصر الكرب حرص مندوبي المنظمين وخوفهم أن يتخلف أحد من الأطباء النفسانيين دافعهم إلى الإلزام بأن نكون في مطار القاهرة في الثامنة إلا وليس الثامنة بعد ... ولذلك كان علي إقناع السائق بأن لا يتعجل لأن المسافة من بيتي إلى المطار عادة ما تكون ساعة أو ساعة ونصف ... فلو تحركنا الساعة 6 (وليس 5) نكون مرتاحين... لا أخفيكم قلقي لأني لا أستطيع النوم في الطائرة ... والطائرة ستقضي الليل في السماء لنجد نفسنا بعد ثماني ساعات ونصف في مطار بانكوك ... أنا لا أنام في الطائرة فيا ترى كيف ستكون حالتي صباحا وأثناء نهار تايلاند ؟
لا أذكر جيدا ما دار أثناء السفر لكنني ودعت زوجتي وابننا جواد في الزقازيق وودعت طارق ولدي الأكبر وودعت أحمد وائل أبو هندي تليفونيا....... وفي المطار التقيت على الباب د. كمال الفوال وصهره المهندس الذي ألتقي به لأول مرة، كذلك كان د. عبد المعنم الجارحي الذي أرافقه في السفر لأول مرة، ود. كمال الفوال رمز من رموز الطب النفسي في الإسكندرية .. خبير هو في رحلات تايلاند ويعرف كيف ينام ... كانت طريقتنا في إحداث النوم أو بالأحرى محاولة إحداثه واحدة لكنه استجاب ... ولم أنم أنا.
كانت أولى المفاجآت الجميلة أني سعدت بأن كان جاري في الكرسي في متصف الطائرة هو أخي الأكبر د. لطفي الشربيني وهو واحد من أشهر أطباء الإسكندرية وأدبائها ومن أنشط رجال مصر والعالم العربي في مجال الحفاظ على اللغة العربية حيث كتب وترجم وراجع كتبا طبنفسية وفي علوم الأعصاب وغيرها لمركز تعريب العلوم الطبية بالكويت... طبيب أديب كثير الأسفار عذب الحديث وقريب من النفس ... ما أسعدني تحدثنا عن كتاب مجموعة مجانين أ.د وائل أبو هندي ود. محمد شريف سالم وأ. رفيف الصباغ ود. يوسف مسلم الذي أصدرته -ولم نره بعد- إدارة الشؤون الثقافية بوزارة الأوقاف الكويتية في جزأين تحت عنوان العلاج التكاملي للوسواس القهري ... تحدثنا عن سفرته قبل أسابيع وحيدا لحضور مؤتمر في الهند التي يزورها للمرة الأولى .... لم نكثر من الحديث ورحنا نحاول النوم ...
كان الكرسي الذي أصبحت عادة ما أحاول الحصول عليه هو الصف الأوسط في الطائرة حيث يكون أمام الجالس براح لا ظهر كرسي ... لكنني يومها تمنيت لو أن أمامي شيئا ألقي عليه الرأس وأنام جالسا مائلا للأمام .... حاولت أنا أن أنام .. وكل من حولي نام أو بدا أنه نام لكنني قمت أكثر من 10 مرات في الليلة وكنت دائما من مجموعة من بدا أنه نام..... تايلاند بلد مزدحم وحار وربما خانق لكنه سياحي فيما يبدو للوهلة الأولى بمعنى معد للسياحة، وصلنا في حوالي الساعة الواحدة ظهرا في تايلاند وكان المطار مزدحما وخانقا وكبيرا في نفس الوقت وكان الطابور ثقيلا لأن ضابطة الجوازات التي كانت من حظنا كانت موسوسة باتفاق الواقفين، وقبلنا ببعض أفراد أوقفت عربيا وردته رافضه إدخاله ولم نفهم المشكلة لكني حين حادثته كنت أظنه يمنيا فأعلمني أنه مغربي !! ...
أخيرا خرجنا من المطار وتيقنا فعلا أننا في بلد ما زال يعد نفسه ليكون سياحيا على مستوى الناس والأبنية التي تراها ... فنادرا ما كنت تجد الجديد معظم الأشياء والمرافق والشوارع تبدو قديمة مجددة أو مبنية بقدر متواضع كما نقول في مصر على قدها ! ... وفي اليوم الأول كان علينا الوصول إلى الفندق واستلام الغرف ... وفي الحافلة عرفنا مرشدنا السياحي بنفسه محمد إندونيسي يعيش في تايلاند مترجما للعربية في إحدى المستشفيات ومرشدا سياحيا للوفود العربية .... كان شابا في أواخر العشرينات حديث الوفود من مصر بعدما درس في الأزهر ... فكان من الذين حضروا قبل وبعد 25 يناير وشهدوا الغليان الذي عاشته مصر ... في الطريق لاحظت أن أسلام الكهرباء تمتد بين أعمدة الكهرباء بشكل وإن كنا نسيناه أصلا في مصر إلا انه كان مختلفا بما يستدعي التساؤل فقد كانت الأسلاك كثيفة بشكل غير عادي وعند بعض الأعمدة تجد شبكة معقدة من الأسلاك ... تعجبت من ذلك وتساءلت في نفسي كيف والبلد ممطر معظم الأوقات كأي بلد استوائي كيف لا يخافون من الماس الكهربائي والذي يكفي عامود كهرباء واحد لإحداثه في مصر أثناء المطر الشديد .. فكان رد محمد يا دكتور هذا مؤمن جامد وعلى أعلى المواصفات بعدين هذا كهرباء وتليفونات وفي الخطة الخمسية التيس قاربت على انتهائها سيزال كل هذا وتدفن كل تلك الأسلاك ! قلت في نفسي خطة خمسية ؟؟!! هناك إذن خطط خمسية تنجح في تحقيق أهدافها ويثق السكان فيها، كما عندهم أسلاك كهرباء كثيفة في الهواء تحت المطر معزولة بأمانة وإتقان فلا تحدث ماسا ولا تقتل إنسان... وتذكرت أسرا أعالج بعض أفرادها من صدمات فقد الابن أو الاثنين صرعى أعمدة الكهرباء ذات الأسلاك العارية أحيانا في مصر ! ... ثم قلت لمحمد أريد أن آخذ صورة وخلفي هذه الأسلاك فوعد بأن يعطيني الفرصة لاحقا لأفعل.
وصلنا إلى الفندق ميركير ماكسان Mercure-Makksan لنستلم الغرف للنوم لمن يريد من الثالثة عصرا إلى الثامنة لنصحو ونتجمع للعشاء هذا طبعا لمن يريد النوم ولكن هناك الشراء لمن يريد من مول كبير لم أهتم بمعرفة اسمه وكان من جميل الصدف أن كنت أول من استلم غرفته وطرت إلى هناك ..... صليت الظهر والعصر ولم أكن متأكدا لا من اتجاه القبلة ولا هل أذن العصر أم لا فكان قصرا جمع ؟ تأخير أم تقديم لم أعرف!
وأنعم الله علي بسويعات نوم أفقت بعدها نصف متألم في أغلب عضلاتي ... لكني صليت المغرب والعشاء جمع تقديم قصرا ... ونزلت إلى بهو استقبال الفندق وقابلنا محمد وركبنا الأتوبيس الذي كان مختلفا عن أي أتوبيس عرفناه ففضلا عن عجلة القيادة على اليمين كانت حافلة ذي دورين الأدنى وفيه السائق وغرفة تتسع بضع ركاب بينما يصعد الغالبية إلى الدور الثاني مررنا بأصدقائنا الذين لم يناموا وراحوا يمشطون المول للشراء حيث توافدوا إلى الحافلة وانتظرنا بعضهم من المتأخرين ثم أخذنا طريقنا إلى العشاء في الطريق حكى لنا محمد عن شارع العرب وعن شارع نادية الراقصة المصرية التي وفدت إلى تايلاند وكانت لها أفضال برأي التايلاندين فسموا الشارع باسمها هو شارع من شوارع البغاء في تايلاند .... وأشار إلى اتجاهه لمن يريد الزيارة بعد العشاء وحذرهم من النشالين والنصابين ... وأخيرا وصلنا مكان العشاء وكان طعاما طيبا في مطعم لبناني اسمه ناديموس، لكن الأرز كان مختلفا تقريبا بلا أي إضافات على الطريقة التايلاندية .... لم نطل بعد العشاء أغلبنا وذهبنا للنوم لينتهي يوم الثلاثاء الذي بدأ بالنسبة لي مساء الاثنين ...
حمدا لله كنت في الصباح واحدا من أنشط أفراد المجموعة، صليت الصبح وقمت بتحديث مجانين، ونزلت فأفطرت إفطارا خفيفا ثم صعدت الغرفة وارتديت لباس البحر ونزلت إلى النادي الصحي لأسبح بعض الدقائق في حوض سباحة زجاجي جميل رأيته من نافذة الغرفة ليلا .... وكنت قد دعوت لذلك صديقي القبطي المتميز د. أمجد خيري ... ولكنه تأخر .... عند الحوض وجدت د. عبد المنعم بجوار الحوض جالسا يدخن في الهواء الطلق، وقفزت أنا إلى ماء الحمام لأهرب من الحر الصباحي وأخذ لي صديقي بعض الصور.... ثم صعدت إلى الغرفة فشاهدت الأخبار حتى التاسعة والنصف ثم أغلقت الحقيبة ونزلت لإجلاء سبيلي من الفندق كما فعل الزملاء وكنت من أوائل من أخلوا الغرف لذلك انتظرنا على أريكتين في بهو الفندق وأخذنا بعض الصور. في بهو الفندق ونزلت إلى الطابق السفلي بعد ذلك فجذب انتباهي ركن صغير في حديقة الفندق وقد وضع فيه تمثال ذهبي اللون لبوذا وطلبت من أحد العاملين أن يصورني إلى جواره.
اضغط الصورة لترى نسخة أكبر | |
هذه كانت هي الليلة الوحيدة في بانكوك، وكانت بقية الرحلة في مدينة ساحلية تدعي باطايا وتبعد حوالي ساعتين عن بانكوك ... وحينما انطلقنا من الفندق انشغلنا برؤية شوارع بانكوك... وكان صادما أحيانا أن ترى مظاهر فقر وأناس يعيشون في أكواخ فوق النهر على الشاطئ أو تحت كوبري علوي وترى في منتهى الفقر حالهم وأشكالهم، كيف وقد تركنا خلفنا فندقا فخما جدا وما في وجهنا عمائر وبنايات حديثة... من صدمتي لم أستطع التقاط صور من الحافلة المتحركة وإن مصورو الفيديو فعلوا .. لم أصور أنا تلك البقاع الفقيرة المتسخة وسط بانكوك الشهيرة المكتسحة أعداد السياح بامتياز !
سألت محمد لم أخذ صورة مع الأسلاك بعد يا محمد ونحن على مشارف الخروج من المدينة، ولم أنتظر رده قلت: لي موقع طبنفسي على الإنترنت يجيب استشارات نفسية ويكتب في الطب النفسي وغيره من العلوم الاجتماعية اسمه مجانين دوت كوم maganin.com كنت سأكتب فيه عن تلك الأسلاك ... آه يا دكتور تريد أن تفعل مثلما فعل صاحب جوجل ؟ قلت أَوَ فعل ؟؟ قال نعم ونشر الصورة وكان وراء مشروع إصلاح هذا الوضع في تايلاند فألزمت به الحكومة نفسها لأن هذا الوضع منتشر بشكل كبير في تايلاند كلها يا دكتور وستجد في باتايا ربما أكثر من ذلك..... إذن فقد طمأنني على الصورة... وعلى أنني سبقني بها "جوجل" هذا لعمري فخر كبير يا عمنا الكبير جوجل.
في منتصف الطريق راح محمد يخيرنا بين الانطلاق مباشرة إلى بطايا أو الوقوف قبلها بمسافة قصيرة لفترة "قصيرة" .... نصف ساعة تحولت إلى ساعة على ما أذكر لمن يريد رؤية الفيل أو ركوبه وأخذ الصور معه وأن هذا ممكن بعد الغد في بطايا ولكن في مكان صناعي وليس فيما هو جزء من مكان معيشة الفيل أي الغابة ... بعضنا أراد الاستمرار إلى بطايا لكني كنت من المتحمسين المحمسين أغلب الركاب للنزول إلى غابة الفيل تلك ونزلنا ودخلنا من بوابة بيت الأفيال واتفقت ود. أمجد خيري ود. نبيل منصور على معيشة التجربة كلها بالركوب على الفيل واضطررنا بسبب ذلك إلى الرجوع إلى مدخل المكان لندفع ثمن ركوب الفيل وأخذ جولة في الأحراش على ظهره ... لم أفكر في كيف سأعتلي ظهر هذا الكائن الضخم المهيب ... حقا لم أفكر كيف سأجلس .... وبينما نحن عند بوابة المكان ندفع بدا أن السماء ستمطر أعطونا أكياسا واقية نلبسها إذا اشتد المطر... وعدنا جريا إلى حيث سيمكننا أن نركب الفيل ... واشتد المطر ووجدت نفسي ألبس الكيس الواقي .. مستعدا لركوب الفيل ... ولم أجد نفسي مستريحا في كتمة الكيس وبدأت في خلعه ولحسن الحظ هدأ المطر وخلعته، وبالفعل اعتليت ظهر الفيل ووجدتهم جهزوه بكرسي يسع اثنين أو ثلاثة من التايلانديين لكنه بالنسبة لي كان وسعيا لكن الجلسة لم تكن مريحة باعتباري من أصحاب الأوزان الثقيلة لم أشتكي ! ... في أول منعطف انعطفه الفيل ونحن ندخل في الأحراش لاحظت وجود كاميرا تصور والممسك أو الممسكة بها تبدو وكأنها تتخفى ... فتوقعت أنهم يصورون .. وقد كان، وبينما أنا على ظهر الفيل بدأ سائقه يحادثني وحكى لي أن الفيل الذي يحملني أنثى وأنها حامل ... وهي معلومة أكدها د. أمجد بعد قليل ... وأوقف الفيل في مكان متسع وطلب مني محمولي ليصورني على ظهر الفيل .... وهنا صاح لي أمجد بأن الفيل الذي تعتليه حضرتك حامل آه حامل والله ... وبعدها صعد السائق الخفيف وبدأ يحكي لي عن أكل الفيلة وعن طفل الفيلة وهو يحكي بالبات الذي هو عملتهم التي تقارب نصف جنيه مصري ... طبعا لمت نفسي لكني أخرجت بضعة دولارات من جيبي هي ما أحمله ... وكان هذا أول تايلاندي أتعامل معه عن قرب لم أشعر أنه أجبرني على صدقة خاصة وأنه بعد قليل أخذ يدفع الكرسي من تحتي لأعلى ويشير لي بأنها تؤلم الفيلة وأشعرني اهتمامه وحنوه بالذنب قليلا ... لكنني قلت له لابد أن تربطوا الأريكة جيدا.
اضغط الصورة لرؤية نسخة أكبر
خرجنا من بيت الأفيال وقد اشتد المطر شدة نادرة الحدوث في بلادنا حيث كانت قطرات المطر سميكة قوية الهطول ... رغم ذلك لم أستخدم كيس الوقاية الذي أعطوه لي ... ونزلنا إلى الفندق في بطايا والمطر على أشده ووصلنا الفندق سنتارا Centara وكان عندنا وقت من الرابعة إلى الثامنة لمن يريد النوم وبعدها نذهب للعشاء في مطعم هاربر Harbour ثم جولة في المدينة لمن أراد،... تعشينا وحقيقة لا أذكر تفاصيل هذا العشاء ربما لأن أثر السير في شوارع المدينة بعد ذلك كان أكثر مما توقعت... في طريق العودة صحبت كلا من أ.د محمد الحديدي من جامعة المنصورة وأ.د أسامة الخولي من جامعة الإسكندرية ودخلنا شارع العرب لنتفرج على أحوال الناس في هذا البلد المشهور بالدعارة وبأكل الحشرات التي في بلادنا لا يجادل أحد في أنها ضارة مقرفة ولا يمكن أن تؤكل !
اضغط الصورة لرؤية نسخة أكبر
كل منا كان يحاول تحليل ما يراه نفسيا ومعرفيا ولم نتفق أن نفعل ولا حتى بعد أن تكلمنا من حين لآخر في ذلك، البنات واقفات كاسيات عاريات وعاريات تماما في صناديق زجاجية معلقة ... رأيتها لأنني أكنت مركزا في البحث عن أفضل تجمع أسلاك لآخذ صورة معه .. وقد فعلت لكن في طريقنا في ذلك الشارع المزدحم حادثنا بنات ورجال يدعوننا إلى دخول المحال لم أحادث أحدا منهم لكن بعضنا حادثهم وقدر احترامي لنفسي كنت أغض البصر، وفي ذلك الشارع وقفنا أول ما وقفنا عند محل صغير يعرض جوزة هند خضراء وسألت فعرفت أنهم يضعون فيها ماصة فنشرب ماء جوز الهند الموجود داخلها ... وفعلا جربتها أنا ود. أسامة الخولي .... كما شاهدت في ذلك الشارع لأول مرة في حياتي حلبة مصارعة حقيقية وليس في التلفاز وأخذت صورة رغم خلو المكان من اللاعبين والجمهور، كان الأهم في الشارع بالنسبة لرفاقي هو شراء بعض الشامبوهات والزيوت والكريمات الحريمي التي يحمل كل منهم أسمائها في ورقة من زوجه وكان مشاعا أن أسعارها أرخص في لك الشارع، وكذلك وجدت في نفس الشارع مكانا مناسبا لتجمع الأسلاك وأخذت صورة ليلية وخلفي تلك الأسلاك، ولم نتأخر كثيرا ... عدنا أدراجنا إلى الفندق وكنت ما أزال بحاجة إلى النوم.... وهكذا انتهى اليوم الثاني من وجودي في تايلاند.
ويتبع >>>>>>>>: بودابشت .. باريس .. تايلاند مجانين !4
واقرأ أيضًا:
لقاء في الأردن / حديث لندن وقت العصر / ثانية ألتقي سدادا .... جمعا في لندن