لا يستطيع أحد أن ينكر أن السعادة الزوجية تتخلق بحسن تعاون الزوجين وأن المسئولية مشتركة بين الطرفين في إنجاح الحياة الزوجية ولكن هناك صفات إذا التصقت بالزوجة وغلبت على سلوكياتها في حياتها الزوجية تحول عش الزوجية من نعيم إلى جحيم ومن بيوت للرحمة إلى بيوت للشجار والتنافر، وتدفع سفينة الحياة للسير في بحر لجي متلاطم الأمواج مظلم الأجواء ومن هذه الصفات القاتلة للسعادة الزوجية ما يلي:
* عدم مراقبة الزوجة لله في حياتها الزوجية ويعد هذا الداء مكمن الخطر في الحياة الأسرية فإذا استشعرت الزوجة منذ اليوم الأول في حياتها الزوجية بمراقبة الله والاحتساب له في حسن تبعلها لزوجها أسدل الله عليها البركة والرحمة والخير وتحولت هذه الحياة لجنة عالية تسمو بأصحابها إلى أعلى عليين السعادة وعلى العكس في حالة اختفاء هذه المراقبة تطلق الزوجة العنان لشيطانها ليتلاعب بحياتها كيفما شاء ليخرجها من نور السعادة لظلمات التخبط والتعاسة.
* ومن هذه الصفات أيضا الكذب على الزوج فهو السبب الرئيس لفقد الثقة بين الزوجين واختلال المعادلة الانسجامية بينهما وتفتح الباب على مصراعيه للشك ولعل ما سمعناه من بعض الأزواج عن تحول حياتهم الزوجية إلى جحيم بسبب الشك القاتل المترتب على كذب زوجته عليهم خير دليل على خطورة هذا المرض فهذا زوج يؤكد أن كذب زوجته عليه دفعه ليتتبع خطواتها ويشك في سلوكها وآخر يؤكد أن كذب زوجته كان السبب الرئيس في طلاقه لها واصفا أنه فقد الأمان معها بسبب مدوامتها على الكذب.
* ومن أخطر الصفات التي تدفع الزوج إلى الهروب من حياته الزوجية حرص الزوجة على اصطناع نقاط الخلاف والضرب على أوتارها رافعة شعار (النكد أصل في الحياة!) وهذه الصفة تدفع الزوجة إلى التفنن في (العكننة) على زوجها والحرص على التشاجر على أتفه الأسباب وإشعال نيران الخلاف المستمر بينها وبين أسيرها (زوجها سابقا) مما يحول الحياة إلى بيت هش سرعان ما ينهار مع أول فرصة لهروب الأسير من نكد الزوجة.
* كما أن من هذه الصفات حرص المرأة على الندية لزوجها ضاربة بمبدأ القوامة الذي أقره القرآن الكريم عرض الحائط فهي دوما تحرص على أن تكون صاحبة القرار في إدارة حياتها الأسرية مستشعرة دائما أنها في صراع لابد أن يكون لها الغلبة فيه؛ متناسية أبسط قواعد طاعة الزوج والتفاهم والحوار متمسكة بحبال الغرب مستجيبة لدعاوى المساواة العمياء.
* كما نجد أن من الصفات التي أدت إلى انهيار كثير من بيوت المسلمين إهمال الزوجة في نفسها وزينتها فتتحول إلى طاهية بارعة وعاملة نشيطة ومربية أطفال لا مثيل لها تملأ بيتها بالنشاط لكنها تزهد كل الزهد في مظهرها وأنوثتها معتقدة أنها الشهيدة التي تنتحر من أجل الآخرين ومتناسية أن لزوجها حقوقا أقرها نبينا العظيم بقوله (إذا نظر إليها سرته) ونحن لا نعيب عليها اجتهادها في خدمة بيتها وأولادها ولكن لابد من التوازن في أداء الوجبات فهي في أمس الحاجة لاستشعارها بأنوثتها ورونقها الذي يخطف أبصار الزوج ويحميه من تبرج الجاهلية الذي امتلأت به شوارع المسلمين ويكفي أن نعلم أن الدراسات أثبتت أن 8% من حالات الطلاق في العالم العربي كان سببها إهمال الزوجة في مظهرها وأنوثتها وأن نفس السبب ترتب عليه 12% من حالات الزواج الثاني .
*رفض الزوجة لفراش الزوجية بصورة مباشرة أو غير مباشرة يعد من السلوكيات القاتلة للحياة الزوجية فبعض الزوجات تناسين تحذير نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم لنساء أمته من هذه الجريمة التي ترتكبها بعضهن وحذرهن من لعنات الملائكة لهن بل حثتهن الأحاديث النبوية الشريفة علي سرعة التلبية لذلك الأمر ولو كانت على التنور ولكن للأسف تأثر بعض النساء بدعوات العلمانيين تارة واليساريين تارة لحقها في تحديد الوقت الذي ترتضيه لهذا الأمر بل وصل الأمر إلى أنهم وصفوا دعوة الزوجة لفراش الزوجية على غير رغبتها (بظاهرة اغتصاب الزوجة!) وذلك لقلب موازين الحياة الزوجية وإفسادها.
* كما تتغافل بعض الزوجات عن مدى أهمية العاطفة وإظهار مشاعر الحب للزوج مما يشعر كثير من الأزواج بالفراغ العاطفي الذي يحاول البعض إيجاده عند غيرهن فلابد أن تحرص الزوجة بين الحين والآخر على إظهار مشاعرها نحو زوجها ويتبادلان كلمات الحب.
* إرهاق الزوج بما لا يطيق من المطالب المادية والانغماس في الراهيات من السلوكيات التي تؤدي نفور الزوج عن زوجته خاصة في حالة قصر ذات اليد فلابد أن يظلل بيوتنا الرضا والواقعية فكثير من الأسر انفرط عقدها بسبب عدم الرضا والتطلع لما يتمتع به الغير ويكفي أن نعلم أن أكثر من 20% من حالات الطلاق التي وقعت في العالم العربي في الأعوام الثلاثة الماضية بسبب عدم رضا أطراف الأسرة بحالتهم الواقعية وضيق ذات اليد رغم أن هذا الأمر يخالف ما عاش عليه نبينا وزوجاته فها هي السيدة عائشة تصف صبرهم على ضيق الحال في بعض الأحيان بقولها كان يمر الهلال والهلالين ولا يوقد نار في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يعيشون على الأسودين التمر والماء ضاربين للأمة المثل والقدوة في الرضا والتكيف مع الواقع بل تحول هذا الرضا إلى جنة صعدت بصاحبها إلى أعلى عليين في سماوات السعادة.
* تقديم الزوجة رغبات أهلها وأولادها على رغبات الزوج مما يشعره بتدني مكانته عندها ويخلق جوا أسريا غير صحي يسود فيه الشجار المستمر خاصة إذا استشعر الرجل بتدخل أم الزوجة في حياته بصورة مستمرة مما يترتب عليه حالة من الصراع الدائم بين الطرفين، وعلى الزوجة أن تقوم بعمل المعادلة الناجحة التي تصنع من خلالها التوازن بين الطرفين بما لا يوقعها في خندق العقوق أو عصيان الزوج.
هذه بعض الصفات التي إذا اجتمعت في امرأة أفسدت حياتها وحولتها إلى كائن مرفوض من أقرب الناس إليها... زوجها.
اقرأ أيضاً:
الطلاق ظاهرة أم سلوك عربي؟! / شباب الچل وفتيات البدي صنيعة من؟؟ / زواجٌ سعيدٌ أم زواجُ الإمِّعَـة!