أرسلت أميرة (25سنة، موظف إداري، مصر) تقول:
أطفال بلا مأوي وليس أطفال الشوارع
السلام عليكم....
المساعدة من فضلكم، أطفال بلا مأوي كثير منهم موجودين وممكن نشوفهم ولكن أحيانا لا أستطيع أمد يد المساعدة لهم أكثر، حتى أنا لا أعرف أين أوجههم، إلى أين؟!، تخيل تقابل حد ولا تعرف أين توجهه؟!، أين دور الإعلام في التوعية عن جمعيات اليتيم وجمعيات أطفال بلا مأوى؟، وليس كلمة أطفال الشوارع، لأن الشارع لا ينجب أطفالاً، وهذه إهانة؛ فالظروف هي التي أجبرتهم ومنها مثلاً قسوة العائلة، أو أحيانا لا يوجد أي عائل لهم فيكون الشارع أحن عليه، ممكن المساعدة عشان الواحد مش قادر يستحمل أنه يشوف حد كده تاني!، ولا يقدر يوجهه لا يكفي تقديم المساعدات لهم بل يجب العمل على توجيههم لمستقبل أفضل لهم من الشارع.
سأحاول بنفسي ولكن أرجو المعذرة، إليكم بعض ملاحظاتي؛ كيف تعرف أن طفلاً ما بلا مأوى؟!؛ سأقول: ملابسه متسخة، ممكن تجد عليه علامات ضرب، وجهه وجه شخص شارد الذهن، ممكن تقرب عليه وتسأله نازل فين؟!؛ سيقول لك في محطة كذا أو في محطة "مذا"!، يمكنك أن تجدهم في وقت متأخر من الليل الساعة 9 أو10 في وسائل المواصلات، خصوصا المترو، لأنه يعتبر ملجأ لهم ومأوى ليستريحوا فيه، وغالباً ما يبدو الطفل منهم صامتاً وحزيناً.
ممكن لو حد رأى طفل بهذه المواصفات يقرب منه ويسأله فلا تبخل بالعون ولا تبخل بالمساعدة ولا تتجاهله، ولو عندك معلومات عن كيفية ذهابه لإحدى تلك الدور فساعده حتى يصل إليها، فالتعاون وتقديم المساعدة للغير واجب على كل فرد تجاه أخيه.
تعليق الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني
الابنة الفاضلة أميرة، تحية طيبة مباركة وأهلا ومرحبا بك على موقعك.
أتفق معك تماما في كل ما قلتيه، وأعجبتني لمحتك الجميلة عن استنكارك للتسمية نفسها وهي: "أطفال الشوارع"!؛ واقتراحك أن نطلق عليهم "أطفال بلا مأوى" مثلا، وليس "أطفال الشوارع" كما يطلق أبناء مجتمعنا عليهم، وهناك أسماء جميلة كثيرة يمكننا أن نطلقها عليهم مثل: "أطفال المستقبل" أو "زهور الغد" أو "أمل الأمة" أو "سواعد الخير" أو "صناع المستقبل" أو ....، المهم بالفعل أن نزرع في قلوبهم الفرحة، ونرسم على شفاههم البسمة، ونمسح من مآقيهم الدمعة، وأن نضيء عقولهم بالفكر المستنير المعتدل، ونستفيد من سواعدهم الفتية في بناء مجتمعنا وليس هدمه؛
لابد أن تكون هذه المعاني واضحة في عقل كل مواطن صالح غيور على مصالح بلده وأمته؛ لأن البديل وهو: تجاهل هذه الفئة من مجتمعنا، والنفور منهم والابتعاد عنهم وتجنبهم سيعمق لديهم روح العداء لهذا المجتمع، وبدلا من أن يساعدوا في بناء المستقبل سيكونون أدوات هدم لهذا المجتمع الذي لفظهم واحتقرهم وأهملهم وتجنبهم وهم أطفال صغار في يوم من الأيام!!؛ ونحن الآن في مرحلة الاختيار بين البديلين، ولكن لنضع في اعتبارنا أنه بعد سنوات قليلة سنجني ما زرعته أيدينا، فإن كنا قد زرعنا الخير فسنجنيه خيرا وبركة على الجميع، وإن كنا قد زرعنا البغض والكره في نفوس هذه الفئة الضائعة المحطمة بمجتمعنا فلن نجني إلا الجراح؛
لذا أرجو وأتمنى أن نتقدم ونبادر بالخير والرعاية والتوجيه لهذه الفئة الضائعة المهملة؛ لمصلحتنا أولا كأشخاص نعيش في هذا المجتمع، ثم بعد ذلك من أجل مصلحة بلدنا وأمتنا، ولنستحضر في ذلك نية خالصة لوجه الله تعالى بأن نحسن إليهم ونرعاهم قدر استطاعتنا، وأن تكون عقولنا وأيدينا بالنسبة لهم أفكارا وسواعد بناء وتوجيه لهم، وليكن شعار كلا منا في ذلك قوله سبحانه وتعالى: "...... إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (هود:88).
أكرر خالص شكري وامتناني على مشاركتك يا أميرة، وجعلها الله عز وجل في ميزان حسناتك، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وتابعينا بلمحاتك المؤثرة الجميلة.
واقرأ أيضاً:
مدرسة الإسكندرية الطبية / صفحات من تاريخ الطب النفسي: رورشاخ / أفكار بحثية عن الإعجاز العلمي لكتاب الله الكريم