منذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، التي شارك فيها 15 سعوديًا وتبناها تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن والسلفية تخضع لمجهر أجهزة المخابرات في العالم، بعدما صارت الهاجس الأكبر في الشارع الغربي في إطار الخوف المرضي من الإسلام أو (الإسلاموفوبيا)، وبات الحديث بشأنها يتردد في دور العلم والمنتديات، وتعقد من أجلها النقاشات والندوات، وتوظف لها مراكز الأبحاث، حتى صار البحث في السلفية وتوجهاتها وكيفية التعامل مع المنتمين إليها هو الشغل الشاغل الآن.
فقد مثلت هذه التفجيرات نقطة تحول تاريخية فاصلة في العلاقة بين السلفية والغرب، وإن كان شكل العلاقة الحالية بين الطرفين بدأ يتشكل قبل هذه الهجمات، إلا أنها أكدت على انطلاق شرارة المواجهة المباشرة، ودللت ـ من وجهة نظر الغربيين ـ على رجاحة الرأي الذي يرى ضرورة توحد الغرب في الصراع مع الإسلاميين وعلى رأسهم السلفيين، وأدت توابعها من آثار وأحداث إلى تعميق فكرة صراع الحضارات، التي ساهمت بشدة في الترويج لها، كما كان من نتائجها ربط الإرهاب بالإسلام، ورواج الدعوات إلى كراهية العرب والمسلمين والتضييق عليهم في الدول الغربية.. فهي محطة مهمة على طريق العلاقة بين الطرفين، لكنها أيضا بقيت حلقة في سلسلة طويلة من الأحداث.
السلفية في الوعي الغربي
من المهم ونحن نتحدث عن (السلفية) بالتحديد الإشارة إلى أن الوعي الغربي ليس دائما لديه معرفة كافية بالتصنيفات الحاصلة في العالم الإسلامي، وهو لا يتفهم حقيقتها ولا مدلولها في أكثر الأحيان. فالغربيون ـ عامة ـ لا يفرقون بين (الصوفية، وما يطلقون عليه "الإسلام المعتدل"، والسلفية) إلا بمقدار ما يعرفون من مواقفها تجاه العالم الغربي وقيمه وقضاياه. كما أن الغرب لا يتحدث كثيرًا عن (السلفية) بمقدار ما يتحدث عن (الإسلاميين)، اللهم إلا إذا كان بصدد حدث معين أو تجربة أو ظاهرة ما تستلزم استحضار ما يفهمه عن أصحاب هذا المنهج، وهذا هو الغالب، وإن كان الانتشار الحاصل للسلفية بدأ يشد انتباه شريحة كبيرة من الباحثين والإعلاميين في الشرق والغرب لدراستها والوقوف على بعض تفاصيلها.
والسلفية كمنهج إسلامي ـ لأسباب عديدة ـ لم يتعرف عليها الغرب بما يتيح له تشكيل صورة سليمة عنها، بل من خلال أحداث ووقائع عديدة ـ فعلها بعض المنتمين للمنهج كان لهم دوافع مشروعة في بعضها ولم يكن لهم في البعض الآخرـ تكونت صورة مشوهة أو قل مغلوطة للسلفية استقاها الوعي الغربي من تراكمات هذه الوقائع والأحداث مثل (التفجيرات، والاختطاف، والذبح، والمقاومة العنيفة في ساحات المعارك).
لذلك يذهب الغربيون في تعريفهم للسلفية مذاهب شتى، القاسم المشترك بينها هو عدم خلوها جميعا من هذه الأوصاف (التشدد، التزمت، الأصولية، العنف، الراديكالية، وأحيانا التكفير). وذلك مرجعه ربما إلى ما تمثله السلفية من تحدي كبير أمام قيم الغرب المستمدة من الليبرالية والعلمانية والديمقراطية والحداثة، التي أنتجت نمطا معينا للحياة نشأ عليه الإنسان الغربي، تبدو فيه الحرية الفردية ماثلة في كل مظاهر الوجود، وهذه هي مشكلة السلفية مع العالم الغربي. ففي تقرير لصحيفة (لو فيجارو) الفرنسية، حول مدى تماشي السلفية مع قيم الجمهورية، يرى الكاتب الفرنسي من أصول عربية (محمد سيفاوي) أن السلفيين يرفضون الاختلاط ، ولايعترفون بقيم الأخوة خارج نطاق الأمة، واستشهد بنصوص من مؤلفات الشيخ ابن عثيمين، والشيخ صالح بن فوزان، يدافعان فيها عن النقاب، واعتبرهما يهمشان من دور المرأة في المجتمع لأنهما يرون مكان المرأة هو بيتها. وفي المجمل يرى سيفاوي أن السلفيين يشكلون خطرا علي التعايش الجماعي، لأن نظرتهم للإسلام لا تتوافق مع الديمقراطية والعلمانية الفرنسية.
وقد صنف تقرير مؤسسة (راند) لعام 2003 مواطني العالم الإسلامي إلى أربعة أصناف أساسية: الأصوليون، والتقليديون، والحداثيون، والعلمانيون، أما تعريفه للأصوليين فهم: "الذين يرفضون القيم الديمقراطية، والثقافة الغربية المعاصرة، ويريدون قيام دولة جبرية متعصبة ـ يقصد دولة الخلافة ـ تحقق لهم نظرتهم المتطرفة للشريعة والأخلاق الإسلامية".
إذًا تكمن خطورة السلفيين بالنسبة للعالم الغربي في الفكر والمعتقد الذي يحملونه، وفي رفضه لهيمنة الآخر الخارجي، وقابليته للانتشار بسهولة، وعدم ارتباطه بمكان، فهو معهم أينما حلوا، وهو ما يلخصه أحد الكتاب بالقول "السلفيون يقودون الناس في قطار سريع يصلهم مباشرة بين الواقع ومصادر التشريع".
يقول برنارد هيكل ـ وهو باحث في جامعة برنستون ـ: "للسلفية رؤية لاهوتية واضحة. يرغب السلفيون في العودة إلى الطريقة التي كانت تعيش عليها الأجيال الأولى من المسلمين، وهم يؤمنون بتأويل حرفي وقاطع للقرآن. إن رؤيتهم للإسلام قوية ومتجذرة في التقاليد الماضية، التي تؤثر كثيرًا وفي كل مكان في العالم، على الشباب المسلم".
ويعتقد أكثر الغربيين أن (السلفي) ـ إن لم نقل المسلم عامة ـ يؤمن بما يعرفه هذا الغربي عما بات يعرف بـ (السلفية الجهادية) وهو مصطلح عرف به الجهاديون سواء كانوا يقامون في أرض محتلة كما في أفغانستان والعراق وفلسطين، أم يقومون بأعمال هجومية في بلاد غير مسلمة كما حدث في (أمريكا وبريطانيا وأسبانيا وفرنسا) أو ضد أنظمة الحكم في العالم العربي والإسلامي. وهو مصطلح عرفه الغربيون من خلال ممارسات تنظيم (القاعدة) ومن على شاكلته من التنظيمات الإسلامية التي ترى الحل في العمل المسلح.
فالسلفية في مخيلة الغرب علامة على إسلام الرفض والمجابهة، أو الإسلام الذي لا يتنازل، ولا يسمح لهم بالسيطرة على شيء من ثرواته ومقدراته، وهو ما أكد لدى الغرب أن انتشار هذا المنهج، الذي لا يفاوض على شيء إلا وفق الشرع، وأتباعه يصعب ترويضهم لأنهم لا يعرفون التنازلات، ليس في مصلحته بل هو مدعاة للقلق على الدوام.
ففي تحذير لعدد من المحللين العسكريين الصهاينة من نمو التيار السلفي في مصر؛ نقلت صحيفة (إجزامينر) الأمريكية المقربة من اللوبي الصهيوني (17/ 12/ 2009) على لسان البروفيسور آرون ليرنر المتخصص في شئون الشرق الأوسط أن هناك قلقًا كبيرًا من نمو التيار الإسلامي في مصر الذي ـ يراه ـ يسير على نفس أفكار السلفيين في المملكة العربية السعودية. محذرًا من إمكانية سقوط مصر قريبًا في يد الإسلاميين؛ مما يعني تعرض الكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية للخطر.
يلعب المظهر الخارجي دورا كبيرا في تحديد صورة السلفي في الذهنية الغربية، وربما على أساسه تتحدد بعض أحكامهم تجاه السلفية، إذ أن المظهر السلفي في كثير من الأحيان ينقل صورة حية للعقيدة التي يحملها أصحاب هذا المنهج، فالسلفي (ملتح، يرتدي غالبا الجلباب، يداوم على الصلاة في المسجد، يفرض قيودا على نسائه اللاتي يرتدين الحجاب ولا يظهر منهن شيء ولا يخالطن الرجال، رافض لأساليب الحياة الغربية) وهي صورة تتناقض كليا مع الحياة المنفتحة التي عاشها الإنسان الغربي وقيم التحرر التي تربى عليها. فقد حاول تقرير لإذاعة هولندا أن يقدم صورة يتميز بها الذين وصفهم بأنهم يتبعون "تعاليم المنهاج السلفي الدقيقة" في كل تفاصيل الحياة اليومية والعلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة، فقال: "لا اختلاط بين الجنسين، لا صور في البيت، ولا عمل في أوقات الصلاة، لا لإظهار شيء من الجسم إلا للزوج، ولا عمل أو تنقل للمرأة إلا رفقة زوجها".
الغرب في الوعي السلفي
من المهم الإشارة إلى أن السلفية المعاصرة ليست واحدة، بل تنوعت إلى مسميات حسب السمة المميزة لكل جماعة من أصحاب هذا المنهج، حسب ظروف ومكان نشأتها، والتحدي الذي تواجهه، وسلامة التلقي من المنهج المأخوذ عن سلف الأمة الصالح، وهو ما جعل المصنفون للسلفية يذهبون في تصنيفها مذاهب شتى (دعوية، علمية، حركية، فكرية، إصلاحية، سياسية… إلخ). ومن ثم كان الخطأ الكبير الذي وقع فيه الغربيون ومعهم جمع كبير من الكتاب والصحفيين المسلمين هو اختصارهم السلفية كمنهج إسلامي ورافد أصيل من روافد الصحوة الإسلامية المنتشرة الآن في العالم الإسلامي وخارجه فيما بات يعرف إعلاميا بـ (السلفية الجهادية) ـ التي تضع العمل المسلح على رأس أولوياتها، وترى الخروج على الحاكم إذا فرط في أمور الدين ـ خاصة في ظل وجود قوى دعوية وحركية وفكرية وسياسية وثقافية لا يستهان بها.
إلا أن الصراع بين السلفية والغرب والذي برزت من خلاله الأدوار العسكرية من الجانبين ساهم بشكل كبير في تسليط الضوء على الجهاديين دون غيرهم، فكانت وما زالت أكثر النقاشات والأبحاث واللقاءات التي تدور في الغرب حول (السلفية الجهادية) بالأساس، وإن أشارت إلى التنوع في البيت السلفي فبكونه محطة انتقال ورافد إمداد للجهادية. إذ كانت ومازالت تقريبا أكثر الأسئلة التي تشغل الباحثين والصحفيين الغربيين، هو معرفة "إلى أي مدى يمكن أن يتحول السلفي الحركي أو الدعوي إلى جهادي"، وهي نظرية تصبح وفقا لها كل جماعة سلفية مشروعاً جهادياً محتملاً في المستقبل، إذا ما توفرت الظروف الملائمة (كالاحتلال أو الظلم) مثلا، ولو لم تتوفر الظروف فإن التيارات السلفية في التحليل الغربي تبقى لتقدم دعماً بشرياً غير محدود للتيارات الجهادية.
وهذه الرؤية وإن كان لها وجاهة من بعض الزوايا إلا أنها تتجاهل من جهة أخرى الانتقالات التي تحدث بالتوازي من الجماعات الجهادية إلى صفوف التيارات السلفية السلمية، كما هو الحال مع جماعتي الجهاد والجماعة الإسلامية في مصر، وكما يحدث في دول كليبيا والجزائر وغيرها، فضلا عن حالات فردية عديدة سُجلت في هذا الإطار، كما تتجاهل مشروعية التحول مع الظروف المشروعة المفترضة.
وبشكل عام، يحمل السلفيون بكافة تنوعاتهم ومسمياتهم نظرة سلبية تجاه الغرب (قيمه، ومعتقده، ونظرياته، وأسلوبه في الحياة)، وقد وجه علماء ومفكري السلفية نقدا تفصيليا للنظريات والمناهج والسياسات الغربية، وأنتجوا كل ذلك بلغة سهلة لم يكن فهمها وقفا على السلفيين بل في متناول الجمهور العريض من المسلمين في كل مكان. وإن كان ذلك لا ينفي وجود صورة أخرى للغرب يقر له بها السلفيون، تتمثل في كونه متقدم صناعيا، به أرفع جامعات العالم ودور العلم، يملك حياة راقية اقتصاديا وتكنولوجيا، وبه قدر معقول من الحريات السياسية طالما تغنى بها السلفيون في بلدانهم التي ترزخ تحت نير الاستبداد.
لكن وبالرغم من ذلك، بقي الغرب في الوعي السلفي (محتل، داعم لنظم الحكم الاستبدادي المعادية للدين، ناهب للثروات، متبني للعصابات الصهيونية في اغتصاب فلسطين، ينفق الأموال الطائلة في سبيل نشر نصرانيته المحرفة، مصدر رئيس للأمراض الأخلاقية والثقافية والاجتماعية، متربص، دائما يسعى إلى الهيمنة وفرض أنماطه ونظرياته ورؤاه).. وهي صورة لم تختلف الاتجاهات السلفية على تنوعها كثيرًا حولها، فهناك قدر لا بأس به من الاتفاق، وإن كان الاختلاف حاصل حول كيفية التعامل معها، أو كيف يكون رد الفعل المفترض تجاهها.
في مقال له تحت عنوان (عنصرية الرجل الأبيض) يقول ياسر عبد التواب ـ وهو سلفي مصري عاش فترة من حياته في أوروبا ـ يقول "ما يحدث في الغرب ينعكس علينا بشكل أو بآخر، انعكاسات أغلبها سياسية وفكرية وثقافية عميقة، فبسبب خوفهم من الإسلام يدعمون كل ما من شأنه إلهاء المسلمين… سياسيًا: بدعم أنظمة فاسدة؛ وثقافيًا: بتشويه صورته، ودعم كل من يسيء إليه: من كُتـَّاب، ومتسلقين ومشوهي الفكر؛ وكل هذا يعمق الهوة بيننا وبينهم".
فلم يكن الغرب بريئا في مواقفه من السلفية كرافد من روافد الصحوة الإسلامية، ولعل المتتبع لتاريخ الصراع بين الطرفين يقف على حقيقة مفادها أن الغرب كان مبادرا بالعدوان في أكثر من حلقة، على الأقل خلال العقود الأخيرة الماضية.
ففي ندوة عقدت حول (العالم الإسلامي والغرب) إبريل 2007 ذهب الدكتور محيي الدين صالح -عميد المعهد الإسلامي في فرجينيا الشمالية- إلى أن المسار الفكري للعلاقات الغربية مع العالم العربي والإسلامي، يوضح جليًّا بأن هناك سوء نية من الطرف الأول (الغرب) في كثير من المسائل المتعلقة بنظرته للعالم الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالاستشراق، أو حوار الحضارات، أو التحالفات، أو حتى العولمة؛
ورأى أن للعولمة إسقاطات متعددة على رأس الحضارة العربية والإسلامية، ومنها: محاولة تهميش دور المسلمين في كل المحافل، والسيطرة على المقدرات التنموية والتقنية، واحتكار التصنيع العسكري.
وتحت عنوان (الإسلام.. الغرب.. وإمكانية الحوار) يقول (إبراهيم محمد جواد): "إن الغرب اليوم لا يفهم لغة الحوار، بل ولا يريد أصلاً وجود طرف يفكر بالحوار… إن الغرب لا يفهم إلا لغة إملاء الإرادات على الغير، ويسمي هذا حواراً… إن الغربيين عندما يدعون إلى الحوار، إنما يدعون إلى حوار من هذا النوع، الذي يعني أن الآخرين مستعدون كل الاستعداد لتلقي أوامر الغرب وإراداته، الحوار الذي يبدأ وينتهي عند مصالحهم، وإن كل ما يمس هذه المصالح، أو يجادل وينافس في تلك الرغبات والإرادات الغربية فهو عندهم أصولية مرعبة، وراديكالية إرهابية متطرفة".
في مقابل ذلك، ركز أكثر السلفيين جهودهم على رد العدوان بأنواعه: الثقافي والأيديولجي (تصدى له مفكرون سلفيون ودعاة وكتاب)، أما العدوان العسكري فقد تطوع له الجهاديون الذين أداروا المعارك في ساحاتها، وإذ اتاحت الظروف لبعضهم الجهاد في فلسطين والعراق وأفغانستان من خلال عدد من التنظيمات الإسلامية التي حملت السلاح هناك، فإن البعض الآخر لم يهيأ له ذلك، فلجأ إلى أساليب أخرى كشن الهجمات في الدول الغربية، كما حدث في نيويورك 2001، ومدريد 2004 ، ولندن 2005، أو مقاتلة أنظمة الحكم المتحالفة مع الغرب، كما حدث في مصر والسعودية والأردن وغيرها.
وهذه هي إحدى أكبر مجالات الاختلاف داخل البيت السلفي، إذ جرى تشويه السلفية من قبل الآلة الإعلامية الغربية التي وجدت حجتها في بعض الممارسات الخاطئة من قبل الجهاديين، فأصبحت السلفية دليل عقيدة عنيفة، لا تقبل الآخر، وتتعامل معه بوحشية، ولا يُؤمن جانبها (اختطاف الطائرات لتفجيرها بمن فيها) وهو ما سهل على اليمين المتطرف المتحالف مع الصهيونية من خلال وجوده الكثيف في مراكز الأبحاث ودوائر السياسة ومؤسسات صناعة القرار في الغرب استكمال عملية التشويه، وقد فعلت الآلة الإعلامية فعلتها بما لهذه الآلة من قوة وإمكانيات.
إلا أن هناك بعض جهود أبدت الحرص على مخاطبة الغرب، وبكل السبل السلمية، سواء بذلت من قبل شخصيات وجهات دعوية، أو مراكز بحثية، أو وسائل إعلام، أو حتى من قبل بعض الجهاديين الذين وجهوا خطابهم في بعض المناسبات لمخاطبة المجتمع الغربي (كمطالبة بعض القياديين الشعوب الغربية بالضغط على حكوماتهم للانسحاب العسكري من البلاد الإسلامية المحتلة)، إلا أن النتيجة لا يمكن التعويل عليها بأي حال، فقد بقيت هذه الجهود متواضعة، فضلا عن مردودها الذي لم يكن محسوسا على أي إطار، وإن لم يكن جرى التشكيك في أغلبها من قبل الغربيين، الذين يرى أغلبهم أن لا مجال للنقاش أو حتى لسماع ما تلقيه هذه الأطراف السلفية من دعوات.
يقول الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الجديد، ومفتى مصر السابق: "بذلت جهود ومحاولات من أجل توضيح الحقيقة على الجانبين الغربي والإسلامي، لكنها لم تؤت ثمارها المرجوة، وحالت دون ذلك عقبات كثيرة منها، عقبة التعميم المعيب من بعض الغربيين الذين يعممون أحكامهم المسيئة على الإسلام والمسلمين، وفى المقابل فإن بعض المسلمين في الشرق لم يتخلصوا من عيب التعميم حين وضعوا الغرب كله في سلة واحدة وحكموا عليه حكما كليا بأنه شر مستطير وعدو متربص بالإسلام والمسلمين تجب مواجهته وتحين الفرص لتحجيم آثاره".
ويتبع >>>>>>: السلفية والغرب.. واقع العلاقة ومآلات المستقبل(2-2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هذه الورقة جزء من حلقة نقاشية نظمها "المركز العربي للدراسات الإنسانية" التابع لمجلة "البيان" السعودية.
اقرأ أيضاً:
إندونيسيا في مرمى المصالح الأمريكية / طبيب أردني صفع المخابرات الأمريكية / رهين الغربة والوحدة والمرض