بداية بالشيماء شهيدة الطفولة بالإرهاب في التسعينات وجرح القاهرة الكبرى ونهاية بطابا الحبيبة وبماجد وعمرو وأحمد أهيم مع أرواحهم ونزيف قلب مصر أسأل هل ستُرَدَّدُ أغنية الراية البيضاء.. في مصر....
لا يا نيلي يا حبيب قلبي لن أحتمل فقد قسم الهم ظهري فاسأل معي،ألم أصرخ قريبا بصوتي ألم أقل آه يا معز على قاهرة المعز ألم نسأل جميعا وماذا بعد العراق يا عرب؟!!
لقد تحجرت الدموع في عينيي فقد كنت أبكي فلسطين وأتوقع بكاء مصر، ولكن ما لم أتوقع أن يكون بهذه السرعة، فقط كان قلبي يشعر شيئا غريبا وقلقا نادرا نعم فبات يسأل ماذا تعني كلمة وطن فوجد قلبي لها الرد الكثير !!!
لقد كتبت بالأمس القريب بكاء أرواح الشهداء في فلسطين ولم أكن أتوقع أن عيناي ستبكي مصريين،
يا إلهي ما هذه المفاجأة أشعر أن التفجير الذي حدث في طابا حدث في قلبي يا مصر وليس في أرضك وعقلي يسألني ولا حرج عليه لأنه من صنع الله هل هذه هي البداية ومن المسئول؟؟!!!
هل ما يتردد عن علاقة تنظيم القاعدة بالحادث مقدمة لمحاربة الإرهاب في مصر من قبل الغرب كما حاربوه في أفغانستان والعراق يا لها من فاجعة كبرى؟
يا الله بقلبي أنعي شهداء الحادث وبعقلي أتدبر من بعيد بيد من؟ ولمصلحة من هذا الحادث؟ فهو أبدا لم يقصد به السياحة بل له تداعيات أخرى أكتب كلماتي هذه دون وعي، يعزف قلبي تارة وعقلي تارة لحن الوفاء فيغلب عليه الحزن نعم مشاعري حزينة جدا فقلبي يعشق مصر ويكره اللامبالاة السائدة قلبي يبكي مصر ويشعر أنها بأراضيها وصحرائها وحقولها ونيلها خريطة رابضة في أعماقه يضخها مع دمه، ومهما وصفت لن أستطيع توصيل ما بداخلي فأنا أشعر بالبرد وكأنني في غربة تغمرني القشعريرة !!!!
نعم. أتجول داخل أفكاري عساها تجيبني على الأسئلة التالية: -
*أولا :- الإرهاب
0 أسبابه ما هي ؟!!
0هل هو من الخارج أم من الداخل؟
0 وما سبب ما نحن فيه من لا مبالاة وفطور للمشاعر الوطنية ؟!!
0 أين الانتماء ؟!!!
نعم كل هذه أسئلة تجول بخاطري ولكن هناك آلاف الأسئلة دثرها الحزن بين طياته واليأس ولكن أفكاري أجابتني أن الإرهاب له قواعد خرسانية ينبت فيها سهلة في التكوين ومدمرة في الاستمرار وقاتلة في العلاج ومفجعة في آثارها.
وأتناول ذلك بالتحليل على النحو التالي:
أسباب الإرهاب هي:
1- انتشار البطالة.
2- انخفاض مستوى الدخل حتى للعاملين من الشباب مقارنة بالأسعار الفلكية المعاصرة.
3- الجهل الديني والثقافي فمثلا برامج التليفزيون إذا ما قورنت ببرامج الأغاني والأفلام فهي لا تمثل خريطة ثقافية ولا وعي ديني وهذا في معظم الدول العربية وليس المطلب أبدا هو التشدد أو التقليل من هذه الأعمال.
فمثلا في التليفزيون المصري البرامج الدينية عابرة فما المانع من أن تكون هناك خريطة دينية متطورة لتنقية أخلاق الشباب من الشوائب العالقة نتيجة الغزو الثقافي الغربي نحن لا نقلل من قيمة الإعلام العربي ولكن نطلب بل نرجو من القائمين عليه بث برامج ثقافة دينية غير متشددة عادلة منصفة تماما مثل عدالة الديانات السماوية بأمر الله.
فالإسلام دين سلام وعدل لابد أن يكون مواكبا للتقدم وفي نفس الوقت عائدا في النهاية بثقافة وهوية ثابتة تقول ها نحن، فأخطر الهويات وأهمها وأوسعها انتشارا هي الهوية الإعلامية الدينية الثقافية العصرية المميزة وأقول لكم أن الشباب الذي يستغل لتنمية أوكار الإرهاب هو الشباب ضعيف الثقافة الذي يسهل على من يستغله تفريغ عقله وحشوه بما يحلو له من أفكار هدامة فيكون الشباب نواة للإرهاب ويحسب وقتها بإقناعهم مجاهد في سبيل الله ؟!!!
4– غياب دور الأسرة في الثقافة الوطنية لأبنائهم ؟!!
5- انعدام الدخل في معظم هذه الطبقات وانحرافهم إما بالجرائم أو التستر وراء ما يسمي بالتيار الإسلامي؟!!! وأيضا فقد إحساس المواطن بكرامته في وطنه وقيمته لنفسه تكاد تكون معدومة لأن بلاده لا تعامله على أنه ذا قيمة أصلا فيحاول إثباتها وتحسن هذه الدوائر المنحرفة توظيفه واستغلاله باختراق نقاط ضعفه التي زرعت نتيجة المعاناة والإهمال الاجتماعي.
والآن جاء دور الإجابة على السؤال الثاني وهو هل هو من الداخل أو من الخارج والسؤال عن الإرهاب بالطبع، وهو سواء كان من الداخل أو من الخارج فاليد الراعية له غربية وليست يدا أخرى فإذا كان من الداخل فبالتأكيد ينتمي لجماعة تتمسح في الإسلام تغذيها قوة كبرى من الخارج لكي تكون سكينا يذبح الشباب بها نفسه قبل وطنه نعم فإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلا سنتذكر مدرسة المقريزي وعدد الأطفال الذين استشهدوا فيها وكان المشاركين في هذه المذبحة عرب أيضا مصريين ولكن من الممول؟!!
من قتل شيماء.؟!!!
التي صرخت بأحشائها للعالم أين حقوق الإنسان يا عالم الديمقراطية ودعاة الحقوق الشرعية ؟!!
من يشتري ضعاف النفوس من يميت الإحساس هل ذهب ماء النيل سدا في قلب هؤلاء هل هذا هو الدين فما وجه الاختلاف والشبه بين استشهاد الدرة وهذه الطفولة البريئة؟!!!
هذا إرهاب وهذا إرهاب ولكن إرهاب ساهم في استشهاد محمد الدرة في فلسطين وهو مكشر عن أنيابه وإرهاب في مصر له نفس الجذور ولكنه أخطر فهو مستتر فماذا نفعل إذا كان الإرهاب واضحا سنعرف من نحاربه ونجاهده ولكن الصنف الثاني هو الأخطر،
إذ أنه لا يعتمد على نفسه كما في الصنف الأول ولكنه يجعل الشاب يطعن وطنه ونفسه بأمرهم وإذا أراد وأكيد يرضي ويكون كالأفعى وفي النهاية ستحارب قوات التحالف الإرهاب في كل الدول العربية أليس كذلك؟!! ترى أهناك إرهاب في سورياآآآ آه.....وفي السودان أيضا... لا. لا .أظنه ينتظرهم لطرده من المملكة العربية السعودية يا إلهي وإيران أيضا ما كل هذا إنه الإرهاب الذكي أو إرهاب الذكاء ؟!!!
ولهذا أقول لن تنكسر شوكة الإرهاب إلا إذا ولد شعب مثقف ثابت الهوية متفتح غير متشدد يعرف الفرق بين محاربة العدو كجهاد في سبيل الله وبين أن يستغله العدو أيا كانت جنسيته في محاربة وطنه تحت ستار الجهاد إنهم شباب مساكين لم يجدوا ثقافة كافية ولا اهتماما إعلاميا ولا دينيا ولا عملا يسهم في تلبية احتياجاتهم؛
ولكن كل هذا لن ينحيهم عن المسئولية إذ أنهم بدلا من محاولة استغلال طاقاتهم في عمل ينفع ليس بالضرورة أن يكون عملا حكوميا اختاروا الطريق السهل ونسوا أن الرسول الكريم قال ما معناه
(خيركم من بات كالا من عمل يده وما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو حيوان إلا كانت له به صدقة). فلابد أن نأخذ بأسباب مقاومة الإرهاب. وقبله إدراك كلا منا لدوره والقيام به.
الإجابة علي السؤال الثالث:
أسباب ما نحن فيه من اللامبالاة أو وفتور للمشاعر الوطنية وعدم الانتماء!!!!
ولا أجد أبلغ من أن أقول أين ما يشجع على الانتماء برامجنا هي لف وارجع تاني ولا أقصد أبدا اسم البرنامج بل أقصد فقط التأمل،"تجيبها كده تجيلها كده هي كده"، نشرات الأخبار. ستار ميكر.
عاالهوا سوا وتتخللها نانسي وروبي وهيفاء وهبي ثم من سيربح المليون وليس من سيربح الآخرة والبرامج الدينية حديث الروح خمس دقائق وما شبه بالكثير ربع ساعة ومن رمضان إلى رمضان الشيخ الشعرواي بالعافية فماذا ننتظر ومن أين يولد الانتماء وتقهر اللامبالاة ؟!!! وماذا يحدث لو كان هناك برنامجا دينيا ثقافيا معتدلا متطورا كوقاية للشباب من الآثار الجانبية للفضائيات وللترفيه في نفس الوقت وتعريف العالم بأن الإسلام دين السلام؟!!
وأستدل على كلامي بالأحداث الجارية في طابا لقد راح ضحية الحادث مصريين وغير مصريين ألا يعرف الإرهابي إذا كان مسلما أنه أعطى نفسه حقا من حقوق الله أعوذ بالله. وهو التفجير فاحترقت الجثث والتعذيب بالنار صفة من صفات الله فإذا كان يزعم أنه مجاهد إسلامي فلا وألف لا (فلا يعذب بالنار إلا رب النار) نعم لا يعذب بالنار إلا خالقها فمن أين لهم بهذه الصفة المنافية للإنسانية والرحمة والعدل التي احتفظ بها الله سبحانه لتكون عقابا لمن يعصيه وللكفر أيضا؟!!!
وقبل أن أسأل أنا تسأل أرواح الشهداء. فلقد هامت أرواح الأقصى حوله وتهيم أرواح المصريين حول الأزهر وتسأل الإسلام والمسلمين والإنسانية فتقول جميعها الواحدة تلو الأخرى في أناتها لقد نلت شرف الشهادة وشرفت بها ولكني أبكي سمار النيل العظيم فنحن مسلمون هم خيرة شباب مصر ماتوا شهداء لقمة العيش. وجعلني الحادث كما همت مع شهداء الأقصى أهيم مع المصريين وتتخطفني نظراتي من هول المفاجأة
أولا هذا هو ماجد ابن الـ (35) ربيعا مصري سائق مسكين كان من المفروض أنه سيتزوج بعد أن يعلم أخوه محمد ويساعد أباه في الهرم لصغر معاشه فحمل أحلامه إلى طابا.. ذهب إلى هناك حاملا روحه على كفه ظانا أنه يحمل أحلامه... وعاد جثة في كفن نعم هذا هو ماجد أشرف من الإرهاب لم يتمسح في تراب الميري بل بحث بشرف عن العمل ليناله الإرهاب حقدا وكرها للإسلام والمسلمين.
ورفرت روح الشهيد على شارع الجامع بميت عقبة تهتف يا مصريين اهتفوا ورائي يسقط الإرهاب أعيدوني إلى جذوري واهتفوا لن تموتي يا مصر نحن فداؤك يا مصر نعم روح ماجد تناديكم اقتلوا الإرهاب واحذروا الحرب الثقافية القاتلة يا مصر أمي ذبحت وأبي راح بصره من هول المأساة أنا حي (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (آل عمران : 169 ))، هذا هو عزاء ماجد مصطفى أمين لأمه العجوز ووالده الذي فقد بصره وأبت عيناه أن ترى أحدا بعد نظراته الأخيرة لفلذة كبده وقلبه ماجد.
وهذه هي كفر العزازي، وهذا هو أحمد صبحي عبد اللطيف من عزية إبراهيم موسى كفر العزازي مركز أبو حماد شرقية، حيث ليلة سوداء لمقتل أحمد في انفجار طابا، لم يكن أحمد عاصيا لله فيقتله من يقولون جهاد في سبيل الله ولم يكن يحمل سلاحا في وجه أحد إنه أيضا ذهب ليحقق أحلامه فحصد أكفانه.
وهذا عمرو قد مات في يوم عيد ميلاده. نعم مات عمرو الشحات أو استشهد مثل ماجد وأحمد وغيرهم لقد عاشوا الحرب على أرض السلام من حيث الخوف والرعب والمناظر البشعة فهؤلاء الشباب فضلوا العمل على البطالة وفضلوا العمل داخل مصر عن خارجها ولم ينحروفوا يوما أو يكونوا نواة للإرهاب فقتلهم الإرهاب؛
مات عمرو موتة شبيهة بموتة الأنبياء فهو شهيد يوم أن جاء الدنيا عاهده القدر أن يغادرها في نفس تاريخ مولده لتحتفي به الملائكة وباتت أرواحهم تعانق أرواح شهداء بغداد وفلسطين وتهتف بحياة مصر وتبكي حزنا وقلقا على أرض الكنانة
وتسأل مثلنا وتسأل من الراعي الأمين للإرهاب مع رجاء المقارنة وربط الأحداث.
وأخيرا حلمي وحلمكم لابد وأن يكون كالآتي:
بل أحلامنا هي
0 ألا نسأل عن الانتماء دون غرسه لكي لا نبذر بذور الإرهاب في الوطن .
0أن يدل إعلامنا على بلد ثقافي بمكانة تليق بالجامع الأزهر ومكتبة الإسكندرية وينم عن ثقافة علمية ودينية محاربا للجهل الثقافي بوصفه الوقود الأول للإرهاب .
0الترابط وعقد المؤتمرات والندوات العلمية في مراكز الثقافة والجامعات للتنوير والتفرقة بين. الجهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل المال .
للإرهاب جيوش ولكنها غبية تقدمنا للأعداء هدية ؟!!
نعم الاسم مسلمين وعرب بالبطاقة وليست لهم أي طاقة ثقافية ولا أي هوية فقط ظلمتنا أقدارنا بهم ولا يحق عليهم إلى قول الشاعر العظيم أحمد: -
أي قيمه لجيوش يستحي من وجهها وجه الشتيمة
غاية الشيمة فيها أنها من غير شيمه
هزمتنا في الشوارعْ
هزمتنا في المصانعْ
هزمتنا في المزارعْ
هزمتنا في الجوامعْ
ولدي زحف العدو انهزمت..... قبل الهزيمة ؟!!!
نعم فخسارة الإرهاب مزدوجة في الدنيا والآخرة لأنه مروع للآمنين وقد قال الله في كتابه العزيز "ادخلوا مصر إنشاء الله آمنين"وقال الرسول الكريم إذا فتح الله عليكم من بعدي مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فهم خير أجناد الأرض وهم في رباط إلى يوم الدين".
وسنكون دائما أقباطا ومسلمين صفا واحدا تجمعنا سماء الوطن رافعين الهلال مع الصليب هاتفين لا للإرهاب ونعم للتقدم والثقافة والولاء والحب ودمت يا مصر سالمة بريئة من الإرهاب ومن فاعليه نور وفخر وحضن لكل أخ عربي وصامدة صمود قاهرة المعز وصلاح الدين الأيوبي.
*وأخيرا أطرح سؤالا بريئا ما هي نسبة البطالة في مصر وما هي الآثار المترتبة عليها.
*وكم دفعة من الخريجين في الشارع دون عمل وإذا وجدوا عملا وتسنى لهم هذا فكم يكون دخلهم وما هي الضغوط النفسية للشباب من العاطلين وما هي نتائج هذه الضغوط الطبيعية ؟!!
وكيف يستثمر الغرب هذا الوضع ليكون سكينا في ظهر الوطن؟!!
*وما هو دور الحكومات في ذلك؟
للعلم فقط.
واقرأ أيضاً:
مسافر زاده الخيال / إنه حقا عالم ذكي / التعليم أيضا مهزلة وليس الدواء فقط: -