تعليم مين، إيه،..ليه!يا عم كبر
أولا أشكرك يا أخ بلال على هذا المقال الجميل، والذي أضحكني كثيرا وأدام عليكم يا إخوتنا المصريين خفة الدم والنكتة الحاضرة، فنحن أصلا نتعلم ذلك منكم.. ولا بأس –في رأيي– أن تستخدم العامية المصرية فهي قد أصبحت اللهجة العالمية عربي، وأعتقد أن معظم من ينطق بالضاد يفهمها.. وأنا شخصيا أحبها وأحب القراءة به، عذراً من كل من لا يوافقني الرأي..
لدي بعض التعليقات على ما جاء في مقالك عن التعليم..
كنت في الماضي فاقدة للثقة في الأطباء لما رأيت من أنهم يتعاملون مع المريض كما لو كان" فزوره"!!
فيخمنون المرض الذي يعاني منه تخمينا ثم يجربون فيه أنواعا من الأدوية، وعندما لا يجدون تحسنا ملحوظ، يكتشفون أن تخمينهم الأول كان خاطئا فيخمنون تخمينا ثانيا ويصفون له بناء عليه أنواعا أخرى من الأدوية.. كما لو كانوا في برنامج من سيربح المليون ولديهم عدة احتمالات للإجابة وعليهم تخمين الإجابة الصحيحة، لكنهم يفعلون ذلك دون أن يتلقوا أي نوع من المساعدة الخارجية، يعتمدون على علمهم الذي نسوا ثلاثة أرباعه..
وبناء على هذا الحكم، كنت أرفض الالتجاء إلى الطبيب حين أمرض، بل كنت أبحث بنفسي عن التشخيص الصحيح للمشكلة التي أعاني منه، وأحيانا أجد الجواب وبالتالي العلاج، وأحيانا أخرى لا أجد..
كانت هذه فكرتي عن الأطباء، إلى أن ظهر في حياتي أطباء –مع أنهم قلّة– يتقون الله، فاكتشفت أنني كنت مخطئة حين عممت حكمي على الجميع... وبدأت أفاضل بين الناس، ولكن مقالك هذا يا د. بلال أمر مريع حقا.. يعني سيتخرج أطباء الغد من كلية الطب ولم يدرسوا حتى ما فيها من معلومات!!
كيف سيعملون إذاً؟؟
ومن هؤلاء المساكين الذين سيرمي بهم قدرهم تحت رحمة هؤلاء الجهلة؟؟
أنا معك في أن أنظمة التعليم مختلة وأن هناك الكثير من الأشياء التي يجب إصلاحه، ولكن إلى أن يتحقق هذا الإصلاح فعلا هل الحل الصحيح أن يتوقف الطلبة عن الدراسة في كلياتهم؟؟
لو اعتبرنا أن هذه الدراسة لن تفيدهم شيئا أبدا من الناحية العملية في المستقبل، فإن لها في رأيي الكثير من الفوائد الأخرى..
ولكن لن يكون أبداً التوقف عن الدراسة هو الحل، سيكون حلا عندما يعلن المتوقفون عن الدراسة بشكل رسمي أنهم لا يصلحون لمزاولة المهن التي سيتسلمونها في المستقبل..
قد تتساءل: وأي فائدة يمكن أن نجنيها من هذه النظم التي أكل الدهر عليها وشرب؟!
سأقول لك:
لو لم يكن لها أي فائدة تذكر، فيكفي أنها تعلم المتعلم فضيلة الصبر، هذه الصفة التي لا يمكن لأي إنسان أن ينجح في حياته –بغض النظر عن العمل الذي يعمله– إذا لم يمتلكها..
الصبر على طريقة تعليم مملة، الصبر على استحفاظ واستظهار معلومات يعتقد الطالب أنها لن تفيده، مع أنه مخطئ في اعتقاده هذا، فعلى الأقل تستطيع هذه المعلومات غير المفيدة من الناحية العملية أن تجعل المرء على دراية بغير المفيد وعندها يحدد تماما ما هو المفيد ويتوجه له، تماما على نفس طريقة حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه- الذي قال: كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني..
تعلم اللامفيد يعرّفنا ما هو المفيد..
ما رأيك بهذه الفكرة؟؟
أما أن يكون الحل هو جيل من الخريجين الذين لا يفقهون شيئا حتى في المناهج غير الصالحة، فلا وألف لا..
إذا كان حالنا الآن وقد درسنا المناهج غير الصالحة كما ترى
فيا تُرى: كيف سنغدو حين نفلس تماما: لا صالح ولا طالح؟؟
هذا رأيي، وأعتقد أننا جميعا يجب أن نفكر بهذه الطريقة –الإيجابية- حتى نستطيع الاستمرار في هذه الحياة، ليس هذا فقط بل وتحسينها..
وأما عن صاحبك هذا والذي لم يمكنه دخله من الزواج حتى الآن
فلا أجد إلا أن أقول: ربنا حيفرجها يوما م، وإن مكانش في الدنيا، ففي الجنة، المهم إننا نقدر نوصل للجنة.. ما رأيك الآن بهذه النظرة المستقبلية المليئة بالتفاؤل؟؟!!
أنا آسفة لهذه الردود التي جاءت في منتهى الجدية والجمود، مقابل مقالتك التي كانت في غاية الظرف..
فأرجو أن تسامحني إذا أفسدت عليك هذه الروح المرحة، والتي أحييك عليها.. هذه الروح التي تساعدنا كثيرا على تخطي أزمات حياتنا.. وأحييك أيضا على الكلمات التي ختمت بها مقالك والتي بثت فينا الأمل، فنحن بغير أمل كأزهار بغير ماء.. وفي انتظار كلماتك التي وعدتنا بها عن الإيجابية..
ودمتم سالمين..
واقرأ أيضاً:
حكايات بنت الفرات: مدارس ماريا / حكايات بنت الفرات: جيش التحرير أم جيش التدمير.. / حكايات بنت الفرات: مواقف مؤثرة