الإسكندرية: الجمعة 20 يناير 2020 السابعة والنصف صباحا....
كان صباحا ملبدا بالغيوم... في يوم من أيام الشتاء القارص
اصطحبت طفلي الصغير إلى مدرسته كعادتي... ضممته إلى صدري في حنان.. وأنا أضع له سندوتش الهامبرجر وزجاجة الكولا في حقيبته الأمريكية الصنع.. لا أدري لماذا سألته بذهن شارد:(أتدري بابني أن يوم الجمعة كان حتى وقت قريب هو الأجازة الأسبوعية الرسمية.. وليس يوم الأحد؟؟)
أجابني متسائلا في دهشة :؟ why dad وجدتني أرد عليه بحدة :(قلت لك ألف مرة تحدث بلغتك العربية وليس بهذه اللغة..!!)
أجابني ببراءة تملأ عينيه: (ولكنهم يجبروننا على ذلك بالمدرسة يا أبي..!!)
تملكت نفسي وكتمت حسرتي.. ورحت أتأمل قميصه الأزرق ذا النجوم في أحد أطرافه..
لقد أصرت اللوائح الجديدة على أن يكون هذا هو الزي الرسمي لجميع الطلاب في كل المراحل..!!
أخرجت له دولارا أمريكيا وضعته في يده.. ثم ودعته..
ورحت أراقبه من بعيد وهو يقف لتحية العلم في طابور الصباح أشعر بمرارة في حلقي... آلام رهيبة تعتصر قلبي..!! لم تكن الراية هي راية بلادي.. بل كانت راية أعدائي..!
اخترقت صيحة الطلاب جسدي كالرصاص كأنها صيحة الموت تهتف تنادي.. (عاشت أمريكا قائدة لكل البشرية.. عاشت الإمبراطورية الأمريكية)
ليتني فقدت عيني قبل أن أرى ولدي يحيى أعداء بلادي.. ليتني فقدت روحي وحياتي... ليتني مت قبل هذا اليوم..!! ملأتني الحسرة .. خنقتني العبرة... واختلطت دموعي بمطر السماء المنهمر.. ومن وسط الهزيمة انطلقت صرختي.. صرخة مهزوم منكسر..!! إنها صرخة الهزيمة
اقرأ أيضاً على مجانين:
رضيع في زنازين الاحتلال / يوميات مجنون: في الجامعة 2010 / ماذا للشرق الأوسط؟ لا شيء... فقط..الموت / يوميات مجنون: في الحج 2040