عندما يذهب الوازع الديني ويختفي معه الضمير وتنتهي قيود المجتمع أين نكون نحن حين ذاك؟
نحن في المهجر وفي بلاد غير إسلامية ولا توجد ضوابط وقيود المجتمع مثلما هي موجودة عندما تعيش في بلدك، ففي المهجر تستطيع أن تكون لنفسك شبكة أصدقاء ممن تشاء وفي مكان لا يعرفك أحد فيه، وتتزوج من ثقافة أخرى وترمي كل ما نشأت عليه وراء ظهرك، واختفى الوازع الديني بخروجك من بلدك وتفعل ما تشاء.
ربما تتساءلون لماذا كل هذا المقدمة الطويلة ماذا تريدين أن تقولي؟ وأجيب بأنني أريد أن أنقل إليكم ما يحدث هنا كما هو دون تجميل أو رتوش وإليكم مثالا لما يحدث:
أول الأمثلة (القمار) مع استخدام التكنولوجيا:
كان شابا متزوجا ولديه من الأطفال ثلاثة انتحر في العشر الأخير من رمضان الذي مضى وكأنني أسمعكم تتساءلون لماذا انتحر؟ لأنه خسر كل ماله في "الآلة اللعينة" وهي عبارة عن جهاز مبرمج تدخل فيه المال وتضغط على بعض الأزرار ثم إما أن تكسب وتضاعف المبلغ الذي وضعته فيه أو أن يذهب المبلغ بلا رجعة وكما هو معروف فهو جهاز مبرمج على أن يربح منك سبع مرات ويُربحك (بضم الياء) مرة أو أن يربح منك أربعة ويربحك مرة وهكذا وهذا الجهاز موجود في المطاعم والبازارات، وعدد المدمنين عليه يزداد يوما بعد يوم، وعندما يدمن المسلم عليه ويزين الشيطان عمله فلا يراها قمارا لأنه لا يلعب مع بشر ولا يضر أحدا، ويتناسى أنه يضر نفسه وماله، ..... وفي النهاية ينتحر، ....عندما يحدث هذا لإنسان مسلم وفي العشر الأواخر من رمضان فتأكد من أن الوازع الديني قد اختفى لديه.
أما تجارة الحبوب فهي عالم آخر:
رجل في الخمسين من عمره يذهب إلى الأطباء ويعلم جيدا ما يقول لهم لكي يكتبوا له أدوية معينة ثم يأتي إلي في الصيدلية لكي أصرف له الدواء وأحس نفسي مكتوفة الأيدي لأنني لا أستطيع أن أرفض صرف الدواء... أتعلمون أين تذهب تلك الأدوية؟
هي تذهب للتجارة بين مدمني الكحول والمخدرات فهو لا ينكر هذا ويستعرض "بطولاته" في هذا المجال علنا ولا يكتفي بذالك بل ويستغل أخاه المريض بالفصام بأن يأتي إليه بأدويته ويبعها ثم يتقاسمان الربح، وإن ناقشته في الأمر يقول لك إنني أبيعها إلى مدمنين وهم غير مسلمين وإن قلت له أنها مثل تجارة المخدرات وماله حرام حرام حرام يسد أذنيه ويمضي إلى "تجارته".
وعندما يحدث هذا في مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها عشرة آلاف والمسلمون فيه لا يتجاوزون خمسة مائة فلا تستطيع أن تمضي دون أن تتساءل أين ذهب الوازع الديني
واقرأ أيضاً:
الإسلام في المدارس السويدية / لفتات جنان: مسلمة في عالم الدواء / لفتات جَـنان: أين العنصرية في مجانين دلني عليه؟!