عرفت في الحادية عشرة بتوقيت القاهرة من مساء الجمعة أمس أن ابن عبد الله سيتأخر وصوله من المغرب، وبالتالي فإن لقاءنا المنتظر مع أ.مسعود صبري في الزقازيق، أنا وأحمد، غالبا سيؤجل من السبت إلى السبت، لأن الشيخ مسعود ليس خبيرا بالزقازيق فهذه أول مرة سيزورها إن شاء الله والمفترض أنه سيستقل القطار من القاهرة إلى الزقازيق في صحبة أحمد بن عبد الله، شكرا للخطوط الجوية المغربية، إذن أجلنا أكلة السمك الموعودة، واتفقنا مع الأستاذ مسعود على تأجيلها أسبوعا. -ادعُ لنا بالهناء والشفاء مقدما، وتفضلوا معنا................... يوم السبت القادم، في الزقازيق، وتدورا بنفسكم.
في حدود العاشرة صباح السبت اتصلت بأحمد فوجدته في محطة سكك حديد القاهرة -العامرة دائما إن شاء الله- وقطار التاسعة إلا الربع لم يصل المحطة بعد ليجهز للقيام، أحبطني كثيرا، لكنني بعد قليل عرفت أن القطار ولله الحمد بدأ رحلة الرجوع ووعدني أحمد بأن يكتب في القطار، وقبضت بيدي على حفنة المشكلات التي سأحملها له من نافذة استشارات مجانين.
ويبدو أن القطار استحى فعوض تأخيره، لأنني في الحادية عشر والثلث دخل عليَّ ابن عبد الله في الحجرة التي نحتلها في عيادة قسم الطب النفسي الخارجية بمستشفى جامعة الزقازيق، -كان واحشني- ولكن حال بيننا وبين العناق المباشر، وجود مريضة تحكي عن ما أصابها بعد ولادة طفلتها الأولى وإن لم تصل شدة معاناتها إلى مستوى ذهان ما بعد الولادة ، تكلمنا في كثيرٍ من الأشياء منها أسفي لتأجيل زيارة مسعود لنا، وأسف كلينا على تأجيل وليمة السمك، التي كنت اتفقت مع صاحب المطعم عليها، ووعدني بأن يقدم فتة السمك باعتبار أن الفتة طعام المفتين وضيفنا الكبير مسعود مفتي مجانين، ضحك أحمد وقال: فعلاً... فأكملت "الزقازيق فيها كل حاجة" وهي لازمة عند أحمد ومن يحبونه لها قصة لعله يحكيها لكم يوما.
لكن الزعل حقيقة لم يكن لأي من تلك الأسباب، وإنما لجزءٍ من نقاش دار بيننا فقد سألني أحمد: كم عدد زوار مجانين يوميا، قلت له ترتيبنا على مستوى العالم حسب تصنيف أليكسا هو 17490 ، ونحن في تقدم مطَّرِد ولله الحمد، فكرر السؤال كم عدد الزوار يا وائل؟ قلت له في حدود الألف يوميا.... تقطب وجهه وقال: حرام، إنت مش عارف قيمة الشغل اللي احنا عاملينه على مجانين؟؟؟؟، قلت له لاحظ أنني لم أقم بأي أنشطة دعائية سوى عملنا وعمل المستشارين كلهم على الموقع، وأنا بصراحة أظن الوضع الآن طيبا لأنني أذكر أن ترتيبنا كان 88880 منذ تقريبا سنة أي بعد ستة أشهر تقريبا من بداية بث مجانين، أنا شخصيا أشعر بإنجاز كله هبة من الله لا أراني أستحقها، وألف حمد لله، لكن هذا أقل من طموح ابن عبد الله.
أذكر الآن أنني عانقت ابن عبد الله اليوم ولكنني لا أذكر فعلا إن كنا اجتزنا طاولة عرضها متر ونصف كان تفصل بيننا وأمامي المريضة وأخوها، لست أذكر كيف تصرفنا بالتحديد وقتها ولعل أحمد يوما يذكرني، ولكن قد نكون تعانقنا بعينينا، بروحينا ..الله أعلم جل وتبارك سبحانه، أوحشني أحمد لكنه تأثر..... بما كنت أصلا فرحان به..... ولكنني أبدو الآن متأثرا وشاعرا بالتقصير والله، فهل أنا مقصر؟ ..،
إنني أستطيع أن ألخص عملي اليومي كله منذ 13/8/2003 في أنه على ذمة مجانين كل يوم كل يوم، وعندي عملي كأستاذ مساعد في الجامعة وكطبيب نفسي ومستشار نفسي على الإنترنت، وأب وزوج، ومصحح لغوي مجانين..."وآخر غلب"، ومتابعة صفحات موقع مجانين والتعديل إن استطعت والصراخ نداء على من يستطيع إن عجزت،......... وعندي داعمون من بعيد بالدعم النفسي والتقني والفني والإبداعي عندي،.......... ولكن من يتولى أمر الدعاية لمجانين؟
فكرة أخرى أحزنتنا أنا وابن عبد الله، ومرة أحزنتنا من قبل أنا والأخت الدكتورة داليا مؤمن ولكنني كتمتها في سري وقتها، تلك الفكرة هي ماذا يفعلُ كثيرون من من يقطنون يوميا ولو لدقائق على ضفاف مجانين يقرءون أحدث استشارات مجانين، أو آخر مدونات مجانين ضمن الأخبار والتقارير، أو آخر الإبداعات أو المقالات المتنوعة أو المتخصصة... أو... أو، أو المنتدى مجانين على الخط:
ماذا يفعل هؤلاء ما دورهم في ترويج الموقع، لماذا لا تطلب نشاطهم معك، لماذا لا يقومون أو بعضهم بالدعاية للموقع على النت، كل هذه تساؤلات لكن ما آلمنا أن كثيرين خاصة من أصحاب المشكلات يخجلون من التصريح بزيارتهم لموقعنا، خوفا من أن يتعرف أحد على أنهم عانوا من مشكلة نفسية فلجئوا إلى موقع مجانين، بالضبط كما يخجل المريض النفسي من طرق باب أي من المشتغلين بالصحة النفسية الاجتماعية، خاصة الأطباء والمشيرين النفسيين.
فعلا هناك من يحمل كثيرا من الامتنان لمجانين لكنه عاطلٌ عن التصريح بذلك لأنه لم يتخلص من مفاهيم كانت أول ما حاربتُ وأنا أختار مجانين اسما للموقع، وطار ابن عبد الله فرحا يوم عرف أنني سجلت موقعا باسم مجانين،........ وقد قصصت بقية الحكاية على ما أظن من قبل في مقال: عام على مجانين جعله الله خيرا للعالمين!، فإن كنت مخطئا فذكروني.
بعض زوار مجانين إذن يخجل من التصريح بأنه يزور مجانين، وغير ذي مرةٍ قرأت أو سمعت لا أذكر أن هناك من يخاف أن يفتح موقعنا على جهاز العمل خوفا من أن يعرف أحد زملائه، ثم يخمنُ أنه ما دام دخل موقع مجانين فهو........ رسمي.
نهايته.... هذا نداء لكل أحباء مجانين، كونوا مجانين بحق وحقيق وقولوا للجميع أنكم مجانين، بطريقة تضاعف أعداد الدخول اليومي على مجانين عشر مرات على الأقل وإلا فالدكتور أحمد ممكن يزهق!، وكده أنا لا أضمن استمرار الدكتور وائل، أو يضطروا بقى كل مستشار من مستشاري مجانين يترك شغله، ويقعد على النت يشوف شغله معكم، بارك الله في الجميع، وألفٌ من الله مباركين خير من ملايين.
اقرأ أيضاً:
يوميات مجانين: في الطريق إلى رأس سدر / إياك من الأدوية النفسية!