(صور-3) فرز الأفكار والأحلام
*عندما أنهيت دراسة الطب بانتهاء امتحانات البكالوريوس يوم 7 يناير 1987 وبدأت حياتي العملية كطبيب امتياز في أول مارس من نفس العام كانت حياتي قد بدأت تتشكل في ثلاثة مسارات متوازية:
0الأول خاص بمشاريع الزواج:
وهو خط بدأت ببعض الخطوات العملية فيه منذ كنت في السنة النهائية بالكلية بمشروع ارتباط بإحدى بنات خالاتي لم يكتب له الاكتمال، ثم استأنفت المحاولات بمشروع آخر للارتباط بجارة لنا كانت تربطني بها عاطفة حب"من بعيد لبعيد" لكن هذا المشروع أيضا لم يكلل بالنجاح، أما المشروع الثالث فقد كان للارتباط بإحدى قريبات زوج عمتي وقد سرت فيه خطوات حتى وصلت فيه إلى مرحلة إعلان الخطبة وتحديد موعد لعقد القران إلا أن ذلك المشروع أيضا فض لنشوب خلاف بيننا، أما المشروع الرابع فقد كان للارتباط بشقيقة أحد الأصدقاء من الفيوم إلا أنه انتهى سريعا في بواكيره، وأخيرا ارتبطت بزوجتي الدكتورة سحر طلعت وكانت وقتها في بكالوريوس الطب على مرحلتين عقد القران وكان في شهر يونية من عام 1988، ثم البناء وكان في شهر يناير من عام 1989
0الثاني خاص بالعمل الطبي:
حيث قضيت سنة الامتياز في مستشفيات الجامعة، وفي نفس الوقت كنت قد بدأت العمل في أحد المستوصفات الملحقة بمسجد من مساجد الجمعية الشرعية بمنطقة "الهدى" والتي تقع غرب حدائق حلوان، وعندما أنهيت الامتياز قضيت التكليف بين القاهرة وشمال سيناء ثم القاهرة مرة أخرى حينما تزوجت، ثم التحقت بالنيابة في الإدارة العامة لصحة البيئة بوزارة الصحة بغية مني في العمل على حافة المجال الطبي وتحديدا في مجال الصحة العامة رغبة مني في الاقتراب خطوة من المجال العام الفسيح خارج العمل الطبي البحت، إلا أن الوضع في الإدارة لم يكن ورديا كما تصورت- ولذلك حديث آخر يأتي في حينه-، ومن ثم انتقلت للعمل بالمراكز الطبية الحضرية في منطقة حلوان إلى أن استقلت نهائيا من وزارة الصحة في نوفمبر من عام 1991 حيث كان العمل بالوزارة خانقا وشكليا ومعيقا لسعيي الحثيث نحو منطقة الحلم ومن ثم أصبحت طبيبا حرا أعمل في المستوصفات والمستشفيات الشعبية نهارا أو ليلا وأضع قدمي خارج العمل الطبي لجزء آخر من الوقت.
0الثالث خاص بمشاريع الكتابة والعمل الصحفي:
حيث بدأت محاولات النشر وأنا في سنة الامتياز، فنشر لي أول مقال عام 1987 وكان في مجلة "لواء الإسلام" تحت عنوان "خواطر مسلم" وكان مداره حول الاهتمام بأمر المسلمين وكيف يكون، وبعده بشهرين أو ثلاثة نشر لي مقال ثان في نفس المجلة حول قضية القبارصة الأتراك، وخلال نفس الفترة أيضا أعددت تقريرا حول الندوة التي عقدت بنقابة الأطباء حول القضية الأفغانية ونشر التقرير في مجلة "الطبيب" التي كانت تصدرها نقابة أطباء القاهرة، وهكذا بدأت بواكير تمهيد الطريق لتحقيق حلم الكتابة والصحافة، وهو الطريق الذي طرقت فيه أبوب كثيرة بدءا من جريدة "شباب الأحرار"، مرورا بجريدة "الشعب" ومجلة "لواء الإسلام" في ظل رئاسة الأستاذ عبد المنعم سليم جبارة لها،
ومرورا أيضا بمحاولات الدراسة في كلية الإعلام ثم كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى كلية الآداب قسم تاريخ، وكان العائق الدائم لي عن أخذ خطوة جريئة بالانتقال التام للمجال الصحفي هو زواجي المبكر، وإن كانت زوجتي قد شجعتني على أن أحقق حلمي إلا أن الأوضاع المالية لصحفي مبتدئ من خارج المجال كانت تجعلني أفكر في الأمر مرات قبل الإقدام على تلك الخطوة، وأخيرا بدأت بشائر تحقق الحلم بشيئين: الأول فرصة العمل سكرتيرا لتحرير مجلة "الأطباء" التي كانت تصدرها النقابة العامة للأطباء وذلك خلال عام 1992، ثم التحاقي بدبلوم الأنثروبولجيا في معهد الدراسات الأفريقية عام 1994 للتأهل لتحويل مساري بشكل نهائي، ومن ثم قررت على إثره أخذ القرار الصعب الذي طالما أجلته: أن أحرق سفن الطب بشكل نهائي.. وذلك ما نبدأ به حديثنا القادم إن كان في العمر بقية.
ويتبع >>>>: (صور-5) اختبار صلابة الحلم
اقرأ أيضاً:
قافلة العمل الخيري الجديد..حدوتة مصرية / وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا