(صور-7) بحثا عن عمل..ومن خرج من داره !
بالرغم من أنني عشت في الفترة التي تلت استقالتي من العمل في هيئة "كير إنترناشيونال-مصر" والتي طالت لأكثر من عام فترة من أقسى فترات حياتي إلا أنها كانت على ما يبدو حلكة الظلام التي تسبق انبلاج الفجر، ففي تلك الفترة:
• عدت للبحث عن عمل مستقر لكنني لم أجد، كنت قد وعدت بعمل في مشروع أجنبي لدعم المؤسسات الأهلية غير أن الوعد تبخر بعد أن ظللت شهورا أعيش على أمله.
• سافرت إلى إنجلترا مقترضا قيمة التذكرة والإقامة في الفترة من منتصف أبريل إلى منتصف مايو عام 1999 عاني أجد عملا - وتحتاج فترة إقامتي في بريطانيا إلى موضوع مستقل- لكن استغلال البعض لوضع عملي غير القانوني وغلاء الحياة هناك إضافة إلى قوانين البلاد التي تمنع عمل الأجانب القادمين بتأشيرات سياحة حالت دون إمكانية استمراري هناك ومن ثم آثرت العودة.
• لكنني في المقابل قمت ببعض الأعمال البحثية المؤقتة أو بالقطعة سواء من المجلس الدولي للسكان الذي انتقلت للعمل فيه الأخت "نجاح حسن" بعد عودتها من منحة الماجستير وذلك في بحث حول عمالة البنات في منطقة عزبة الوالدة بحلوان عملت فيه كمشرف على فريق العمل الميداني
• كما ساعدت في بعض مشاريع دار القلم الخاصة بجمع تراث الدكتور عبد العزيز كامل أو توثيق التراث الشفاهي لبعض قيادات الإخوان المسلمين وهي أعمال كانت قليلة المال على أي حال.
• كما قمت بإعداد كتاب لأحد السعوديين من ذوي الخبرة في العمل الإغاثي يضم ذكرياته عن فترة عمله ببعض البلدان الأفريقية وقد وعد إياي بمبلغ من المال، ثم عاد بتخفيض وعده إلى الربع ثم قام بتأخيره ما يقرب من عام.
وبين كل تلك الأعمال التي لا تسمن ولا تغني من جوع كنت أعاني معاناة نفسية شديدة فقد كان الأولاد يكبرون وحاجاتهم تزداد وزوجتي تعمل وأنا جالس في البيت معظم الوقت وقرب نهاية تلك الفترة اضطررت تحت ضغط الحاجة للعمل بعقد في التأمين الصحي لطلبة المدارس طبيبا مرة أخرى، وهو العمل الذي لم يمض إلا بضعة أشهر سافرت بعدها للحج، ثم عدت لشأن آخر.
لكن تلك الفترة لم تخل من بواكير لانفتاح الأمل بتحقيق الحلم لكنها بواكير لم تخل أيضا من منغصات ومن ذلك:
• إصداري لكتابي حول "تجربة بنك الفقراء" والذي يحوي تحليلا لتجربة بنك جرامين في بنجلاديش والذي لم أجد شيئا مكتوبا عنه باللغة العربية اللهم إلا بعض مقالات في صحيفة الأهرام، وبالرغم من سعادتي بهذا الإنجاز إلا أن الأمر لم يخل من منغصات فقد دفعت ثمن الطبع دون الناشر وتعرضت في عملية الطباعة لمقاولين من الباطن وتأخر الطبع وتخلى الناشر عن وعده بالمساعدة في التوزيع.
• أما الأمر الآخر فهو أنني قد بدأت في نشر عدد من المقالات في صفحة الرأي بجريدة "آفاق عربية" ثم في جريدة "القاهرة" بمساعدة الصديق الصحفي حسام تمام، وقد ركزت في مقالاتي تلك على موضوعات كانت تمثل اهتماما بازغا وقويا لدي في تلك الفترة وهو الاهتمام الذي تكون عندي من خلال عملي في بحث الفقر مع مركز ابن خلدون ثم من معايشتي لتجربة بنك الفقراء ومحاولات تطبيقها في مصر وكانت تلك المقالات تمس أمورا تتصل بالعدالة الاجتماعية وتسلط الضوء على عدد من فئات المجتمع الفقيرة والمهمشة، غير أن المقالات كانت للأسف تنشر دون مقابل.
وفي نهاية ذلك النفق المظلم لاحت أخيرا تباشير الفرج عندما عرض علي العمل في موقع إسلام أون لاين.نت كمحرر مساعد لصفحة علوم وتكنولوجيا، وكان من المفترض أن لأعمل في الموقع من بدايته في أكتوبر عام 1999 وقد كنت مهتما بالعمل في القسم الاجتماعي باعتبار اهتمامي سالف الذكر، غير أن تفكير القائمين على الموقع اتجه لقصر فكرة القسم الاجتماعي على دائرة الأسرة والشباب ومن ثم تأخرت دعوتي للعمل إلى شهر فبراير من عام 2000 والتي أجلت الاستجابة إليها إلى حين عودتي من الحج في شهر مارس، وبعملي في الموقع بدأت رحلتي في تحقيق الذات ككاتب ومحرر بغض النظر عن تقلب وظائفي داخل المؤسسة.
وببداية عملي في الموقع بدأت مرحلة جديدة من حياتي لا زلت أعيش فيها ومن ثم أفضل أن أؤجل الكتابة عنها إلى أن أبتعد عنها وأخوض غمار تجربة جديدة، ومن ثم فإنني سأكمل صوري بالحديث حول بعض الموضوعات التي مررت عليها عابرا في مسيرة حياتي التي سردتها موجزة في صوري السابقة والتي أرى ضرورة التوقف عندها.. فإلى لقاء.
ويتبع >>>>: (صور-9) رحلتي مع القراءة-1
اقرأ أيضاً:
قافلة العمل الخيري الجديد..حدوتة مصرية / وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا