بسم الله الرحمن الرحيم..
في إحدى مرات ذهابي لمدينة الفيوم.. ولمن لا يعرف..
فإن أهل هذه المدينة تربطهم علاقة قوية بالحيوانات الداجنة والماشية..لا أعرف السبب بالتحديد
كما ليس لدي علم بهل كون جميع أهل الريف هكذا ارتباطهم أم ماذا؟؟
زرت حظيرة تحوي ماعز ودواجن وحمام وأرانب ما شاء الله.. لا قوة إلا بالله..
دخلت أولا على الماعز.. كانت إحداها تصرخ دون الأخريات!..فسألت مصطحبي عن السبب فقال لي: لسه ذابحين والدتها.. قلت - بدون وعي - يا حرام.. قال لي: ليه بس كده (.................. الآية)
قلت : لا والله لم اقصد التحريم بس المعزة صعبانة عليا!!
وأخذت أراقب عيناها.. وتهيأ لي أنها تبكي!! وترمقنا بكره... فنحن من أخذنا عنها والدتها.. ... تهيؤات!!
على فكرة .. أصررت المرة التالية لزيارتي أن اسأل عنها : هل مازالت تصرخ؟
فقيل لي: لا خلاص بقة.. الحي أبقى.. وهذه هي سنة الحياة.. وعرفت أيضا أنها حامل!!
البنت لقيت نصيبها وبنت بيت الزوجية وقرب موعد استقبالها لأطفالها.. ونست ما كان حزنا على والدتها!!!
سبحان الله..
ثم دخلت غرفة الفراخ والديوك.. الديك واحد والفراخ 7 ما شاء الله..يقف شامخا بعرفه المتدلي يتحرك بكبرياء عجيب.. يمين.. شمال وبين اللفتة واللفتة أناة !!
أما الفراخ ينقرن الأرض ببلاهة وينتقلن من مكان لآخر بسرعة ويلتفتن بسرعة أكبر..
وهناك في آخر الحظيرة عش يضم فرخة واحدة ترقد على بيضها.. مشهد كله أمومة..
ويفوح برائحة الصبر.. فالكل حولها ينط ويلعب.. وهي تعرف ما دورها إزاء بيضها..
..
يضع صاحب الحظيرة أكثر من وعاء للطعام.. لاحظت أن هناك من يلاحق الآخر.. فإذا ما اقترب من وعاء لا حقه إليه.. وهناك من يتشاجران على حبة ملقاة على الأرض والوعاء مليء بالحبوب.. وهناك من يحتاج جرح بجسدها لضماد حيث أصابتها أختها بمنقارها.. كما يحدث عندنا بالضبط!!
والصورة الجميلة في النهاية أن الديك يقف يراقب.. ويفض الاشتباك ما إذا وقع بين حريمه!! وفضه للاشتباك يكون بالعدو تجاه المشاجرة كالسهم المصوب فتخاف الفراخ
وتنفصل عن بعضها.. ( غلبان الرجل وسط الحريم)!! ..
أما الكتاكيت.. سكر.. الطفولة في جميع الأحايين جميلة ومبدعة..
الملاحظ أن لكل تجمع يتخذون قائد.. الكتاكيت لهم كتكوت يسيرون خلفه.. وكذلك بعض الفراخ..
.. الأرانب.. ما أنعم فروها الأبيض والرمادي.. غير أن عيونها الحمراء مرعبة!!
قدرا كانت الأم لتوها قد وضعت الصغار..وهم واضعو أفواههم اقتساما يلقمون أثدائها..
سبحان الله..
...
الحمام.. تناسق الريش بألوانه المختلفة المبهرة ما لفت نظري.. هم في هدوء ينتقلون من مكان لمكان.. والتحليق البعيد والعودة لذات المرسى برغم وجود المختلف من المراسي!!
..
زيارتي هذه مختلفة.. فقد تأملت.. تفكرت.. وذكرت الله تحميدا وتسبيحا وتعظيما وتمجيدا يعجز اللسان إلا أن يكون هكذا حاله..أمام ما تراه العيون..
كما أن أعصابي قد ارتخت قليلا.. فإنه يؤرقني تشاجر الأخوة بعضهم مع بعض..
ووجدت الدواجن والماشية.. حالهم من حالنا!!!..
فلقمة الجار ألذ وأطيب وأشهى وإن أخذت- عنوة وغصبا وتآمرا - زهد فيها!!!..
ربما تكون مشاهدي التي أصف من وحي التهيؤات لا أكثر. أو أنها إسقاطات لما يدور من حولي آخذ بها تبريرا لما جرى ويجري وسيجري..... وربما لا..
مودتي
واقرأ أيضًا:
يوميات رحاب: بين حقي وحقهم / يوميات رحاب طبيب الأسنان.. والزمان!