لم تكن المرة الأولى التي أزور فيها لبنان، لكنها كانت أول مرة أندم على عدم بقائي بها فترة أطول...
اتصل بي الحاج فيصل عبد الساتر من "قناة العالم" واستضافني لإجراء حوار تلفزيوني مباشر يذاع من بيروت... فرحبت وكانت الرحلة جميلة بدءاً من مشاهدة صخرة الروشة عبر نافذة الطائرة...
إلى الحوار مع المذيع اللامع الأستاذ حسين عز الدين الذي يجيد إدارة الحوار فيحسن الاستماع ويعرف متى يقاطع.... وصولاً إلى الأماكن التاريخية، وسأتناول الحديث عن موضوع الحلقة في تقرير آخر!!
ذهبنا في اليوم التالي لزيارة قبر الشهيد رفيق الحريري وأدعو له وللمسلمين...
المكان يملأك بالهيبة والسكينة في آن واحد!! رحمه الله وألحقنا به على خير...
انطلقنا إلى "بيت الدين" وهو قلعة أثرية جميلة تقع على الجبل... والجبل في حد ذاته متعة فالغابات تملأ المكان وأشجار الدراق والخوخ والفستق الحلبي تطل عليك من هنا وهناك.... كلما ارتفعنا على الجبل عبر طرقه الممهدة انخفضت درجة الحرارة إلى أن أصبح الجو بارد ونحن في عز الصيف!! وهناك مررنا على "قلعة موسى المعماري"
إنها قلعة تصور من داخلها التراث العربي القديم على هيئة تماثيل متحركة فهذا بائع العرقسوس وهذان رجلان يجلسان جلسة ودية أحدهما شيخ مسلم والآخر قس مسيحي... أما هذه السيدة فما أجملها وهي تنتظر أن يلتقط لها المصور صورة مع ابنها... بل قل ما ألطف هؤلاء الأطفال الذين يشاهدون صندوق الدنيا....
أخيراً يرحب بك السيد موسى المعماري الذي بني قلعته بيده منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره وقد جاوز السبعين الآن!!
لقد كان تلميذ غير متفوق تنبأ له مدرسيه بالفشل... ولكن الإرادة والاستفادة من الموهبة جعلته يحقق حلمه. وفي طريق العودة من الجبل ما أكثر المقاهي والمطاعم ذات الشلالات والهواء الطلق وفاكهة جبال بلاد الشام ما أطيبها...
تذكرت فاكهة فلسطين التي لم نعد نتذوقها... إذا زرت لبنان ستجد الكل يرحب بك ويستقبلك بكلمات تحية قد لا يعرفها القاموس........
أخيراً قبل أن أغادر بيروت لم يفُتني أن أبقى أمام البحر وأتذوق المعجنات اللبنانية المشهورة وآكل أيس كريم التوت والفستق.... حفظك الله يا لبنان ويا بلادنا وبلاد المسلمين....
وانتظري عودتي في القريب العاجل فقد اشتقت لأهلك ولجمالك الآسر.
9/8/2005
واقرأ أيضاً:
من مستشفى شرم الشيخ الدولي ... أحييكم / سيارتي اتسرقت