((وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ...وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (يس:78 )؟!... قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (يس: 79 ) ))
أوليس هذا الكلام هو ذات الكلام الذي يدور بداخلك أحيانا...
ألم تقولي كثيرا: كيف سيحي الله قلبي بعدما مات؟؟ كيف سيغفر لي ربي بعدما ارتكبت كبيرة من الكبائر؟؟ كيف لي أن أعود وأنا طوال عمري لست ثابتة يوم أستقيم وأيام أقع وأبعد؟؟ هل يمكن أن أعود خاشعا؟؟ هل تريد أن تقنعني أنه حتى الآن لم يغضب الله علي؟؟ أم تريد أن تقنعني أن الله قد يغفر لي كل هذه الكوارث دون أن يعذبني؟؟
كلمات نرددها ونسينا أنها مذكورة في القرآن... من يحي العظام وهي رميم؟... هكذا قالوا وهكذا قلت.. وليس عندي إجابة لأن الإجابة محفوظة محفورة في قلب القرآن
... قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم.... فيا سبحان الله
ربما يكره البعض أن أقول له تب إلى الله أو عد واشتاق للجنة أو تعالى وارتمي في أحضان الصحبة الصالحة..،،،
لذلك أنا اليوم ما أحدثك عن توبة بل أحدثك عن قناعة ذكرها القرآن في سطوره فلما تنأي عنها بظهرك... ولما تصم عنها أذنك،،، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم... علمه بحالك وأنك سوف تأتي عليك مثل هذه اللحظات التي تصيبك بالملل واليأس وترتكب فيها المعاصي جعلته سبحانه يُنزل هذه الآيات لتتلى ولتسمعها مرة واثنان وألف وكلما نسيت أو تناسيت أن لقلبك عودة إن أدرت، أو أن أبواب الجنة مفتوحة ما أُغلقت، وأن نور السماء مضيء ما أظلم،،، لذلك فهات يدك وابتسم الآن أو ابكي من خشيته سبحانه، وقل يا رب لماذا كل هذا الأمل الذي تعطيني إياه؟؟
أضأت في وجهي نور السماء بعد أن أطفأت شموعه أنا بكآبة حالي؟؟
فتحت المقابر وأخرجت قلبي لتعييد له الحياة بعد أن دفنته أنا وظننت أنه مات؟؟
لما تفعل معي كل هذا يا رب؟؟
يفعل معك كل هذا لأنه هو الذي خلقك ورعاك، هو الذي جملك وبالإسلام حباك، يفعل معك هذا لأنه على الدوام وهو يفعل معك هذا ولكنك نسيت
لذلك حدثت هذه الكبيرة كي تفيق وتعود
وتعلم أن قلبك ما مات بل فيه حياة
قل يحييها الذي أنشأها أول مره وهو بكل خلق عليم
أنا لا أحدثك الآن عن توبة أنا فقط أحدثك عن أن تؤمن أن قلبك ما مات ،، أبدا ما مات وأن للملكوت إلها حليما يحب التوابين ويحب المتطهرين،،، هؤلاء المتطهرون الذين ما يملون أبدا من أن يغسلوا قلوبهم ما بين الحين والحين.. لم يكفنوها مثلما فعلت وقالوا لقد مات قلبي... أبدا ما فعلوا ذلك.. بل قاموا وغسلوا قلوبهم بذكر الله ودعاء طويل فأحبهم الله
فهل لكلماتي طريق إلى قلبك أيها القاريء؟؟ أم هي حروف رسمتها أناملي ومرت عليها عيناك؟؟
أتركك ولتعلم قبل أن أتركك أني وربي.. أحبك في الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ أيضاً:
فضفضة عاشق الجنة : / شباب الجنة : باب السماء / شباب الجنة: شجرة خضراء
تعليقات الأعضاء