أود بداية الاعتذار كون ساعاتي لم يكن فيها واحدة مفرحة حتى الآن وسألت نفسي لماذا؟
مع أن نعم الله علي عديدة ومهما جحدت منها لن أستطيع أن أجحدها جميعا, فهناك فرح وإن كان قليل وهناك نجاح وإن كان متفرق وهناك أحلام وإن كانت باهتة!!!
لا أعرف حقا لم لا يوجد طعم للفرح؟؟ هل طعم الفشل وإن كان قليل أقوى من طعم النجاح؟؟ هل المر أقوى من الحلو؟؟ هل تختلف قدرة اللسان والإنسان على تذوق المذاقات المختلفة؟؟ لا أعرف ولذا سأتحدث عن شعوري لا معرفتي. حسنا لا أستطيع الكتابة الآن رغم أني لست حزينة ولكن... .ربما في وقت لاحق!!
تأكدت الآن أني كئيبة بدليل أن المشرف على تحرير صفحة اليوميات أختار اللون الأحمر الفاقع كي يلفت الانتباه إلى كلمة ضحكت في يوميتي السابقة ساعة الصفر مع أنها في الأسطر الأخيرة وسامعة صوت كأنه يقول أو تقول الحمد لله لقينا حبة لسه منبتة!!!
ألتزم عادة بوعودي وأنا وعدتكم ونفسي أن اكتب حاجة مفرحة.....
ماشي كلاكيت ثالث مرة مش لاقيه موضوع مفرح سوف أترك الصفحة كما هي لأعود لها فيما بعد عندما يحضرني الفرح.....
أنا موقنة بأنه سيأتي لأن رب العالمين كريم ولكني بت من الضعف في حالة لا تمكنني من احتمال الانتظار وطابور البائسين أصله طويل خالص – من قبل كاترينا- ولا أشكل والحمد لله حالة مستعجلة من حيث الحاجة للفرح
أنما أنا كبرت في دماغي لازم أشوف حاجة مفرحة أن شاء الله أفتح صندوق حد من الجيران.
أيوه افتكرت!!!!!
حد فيكم راح يعزي وكان هيموت من الضحك؟؟ أنا !!! سأخبركم
توفي جارنا أبو محمد رحمه الله- لم يكن من الشخصيات المفضلة لدي مع أننا لم نتبادل حتى التحية وليس بسبب خلاف ولكنها طباعي المحرجة!!!- وعندما ذهبت للعزاء لمعرفة طفيفة مع زوجه, كانت هناك سيدة فاضلة تقدم درسا عن عدة المتوفى عنها زوجها فتقول لتشرح وتبرر طول الفترة" أي نعم أربعة أشهر وعشرا مدة طويلة ولكنها ليست كثيرة على الزوج.. أبدا!! وما أدراكم أنتم ما الزوج!!!!!!!!!- ظننت ساعتها أن كل المعزيات عوانس أو هكذا يفهم من كلامها نظرت حولي ولكن لم أتحقق- أنه يا حبيباتي الأنيس ... الجليس... .الوليف... أنه من يبقى إلى جوارك بعد أن ينام الجميع... من يبقى معك بعد زواج الأولاد والبنات.... لا يساوي أحد في الحياة الزوج أبدا لا والديك ولا أولادك.. نعم البنت سر أمها وقريبة منها ولكنها لا ترى منها ما يراه الزوج....تقولين له ما تخجلي منه حتى من أمك ...آآآآه الزوج ومكانه..... تجلس المرأة في العدة وتترك زينتها بما فيها من ثياب تبهرج وعطر... ولمن تراها ستتزين وقد ذهب الحبيب!! في العدة تتخلى عن الحياة وتعتزل لتقرأ القرآن وتهديه لروح من كان كل الفرح معه....
لست بحاجة لأن أصف لكم حالة المعتدة مع كل كلمة كانت تقولها الفاضلة حيث بدأت بالبكاء وانتهت بشق الثياب!!
مع كل جملة كانت تنطقها الفاضلة وارتفاع بكاء المعتدة كنت أقاوم ضحكتي إلى حد شعرت فيه أنني لا أستطيع تحمل الموقف أكثر من هذا فخرجت قبل انتهاء الموعظة.
سئلت أين كنت؟؟ قلت في عزاء جار!! لكنك تبدين ضاحكة !!! قلت الحمد لله اسمعوا يا بنات نحن في نعيم لا أول له ولا آخر وسيحاسبنا ربنا على كفر النعم الذي نكون عليه أحيانا بدعوانا اللهم يسر أمر زواجنا
عارفين المثل " الللي ما لوش ما يروحلوش".
صدقت معالجتي من وجوب التزام الايجابية في الحياة فكل نقطة مظلمة لها زاوية مشرقة يجب أن أغير مكاني فقط كي أراها.
رحمك الله يا أبو محمد وأموات المسلمين أجمعين.
ورحم الله من علمني أن عدة المتوفى عنها زوجها أطول لإظهار قيمة رابط الزوجية, وتوفير فرصة لإعادة ترتيب ظروف الحياة والعمل بعيدا عن المشتتات العاطفية من مشاريع الارتباط... عموما كانت معلومة غير مفيدة لم أحتاجها في حياتي وكنت أود أن أذكرها للفاضلة كي أوقف استنزافها لمشاعر الأرملة حديثة المصاب أنما يعني جملتين في دقيقتين لا تساوي بالتأكيد استفزاز مشاعر الفقد كي تبكي الفقيدة لتظهر حزنها على العشرة والونيس اللي مالوش في الدنيا مثيل!!!!
إن لم يكن الفرح ماطرا........ تكفيني قطرات الندى.
الحمد لله على كل ثانية في ساعاتي.
واقرأ أيضاً:
ساعات سكينة: ساعة مع أصلع / ساعات سكينة: ساعة حزينة