منذ شهورٍ كنت أتكلم مع أخي الدكتور أحمد عبد الله عن كاميرات المحمول وصوره، وكان يسألني هل هناك انحرافا جنسيا في النساء يقابل الاستعراء القهري في الرجل؟ واستغربت سؤاله، لأنه يعرفُ أن لا، لكنني قلت له: يقولون في مراجع الإمراضية النفسية التحليلية (سيكوديناميك سيكوباثولوجي) أن الاستعراء من جانب المرأة أثناء وإيذانا بالجنس يعتبر جزءًا من طبيعتها الجنسية، بمعنى أن من طبيعتها أن تتعرى لتغري أثناء الجنس، وتساءلنا قليلا حول مدى علمية ذلك وهل هو فعلاً أكيد؟ خاصة وكلانا يعرف ما للستر من أثرٍ على جعل المرأة أجمل، وإن كان ذلك على عدة مستويات لا داعي للخوض فيها الآن.
المهم أنني سألته لماذا تسأل؟ فحكى لي عن بناتٍ يصورن أنفسهن عرايا بكاميرا المحمول، و"يتصدقنَّ" بالصورة عبر آلية النقل الحديثة "البلوتوث" عبر المحاميل، يتصدقن طبعا على المساكين من الشباب "نصف ملتزم" الذي يستبيح الصورة ويخاف الفعل، وهم شريحة لا يستهان بها بالمناسبة، المهم كان هل يثير المرأة فعل كهذا؟؟؟، أم للصورة في ذاتها فعل آخر في النفس البشرية؟
وصل القطار ونسينا الموضوع دون قصد، وتكلمنا عن حالات كثيرة، وأشياء كثيرة في مرات ومرات من لقاءاتنا، ورغم أن انتخابات الرئاسة المصرية لم تشغلنا إلا لماما إلا أننا تحدثنا عن كثير مما أصاب المجتمع، وما يزال هو يرى أن إصلاح النفس لا يصح أو يصبح كافيا على الأقل من غير إصلاح المجتمع، ولكن أختتم استطرادي بسؤال مضحك: هل ما زلنا أصلا مجتمع؟
واليوم سمعتها تحكي لي بصفتي طبيبها النفسي كيف أنها صورت نفسها عارية أكثر من صورة بالمحمول الحديث لتعطيه لعشيقها الذي تعاشره معاشرة الأزواج سرا منذ خمس سنوات هي أيام سنواتها الجامعية وبعض الشهور بعدها، وكانت أهدته تلك الصور لكي يتذكرها حين يشتاق إليها، لأنها بالطبع ستضطرُ نوعا ما إلى تقليل صلتها به، وهي تعرفُ أنه لظروفٍ لا ينوي الزواج الآن.
وهي الآن نادمة بعدما تركها وفضل عليها صديقتها الطالبة الجامعية من بلدٍ آخر، وحتى تقدروا صدمتي لم نكن في القاهرة، ولم تكن من مدينة أصلا بل هي قروية ولا أستطيع أن أقول ساذجة، ولكنها عندما رحت أطمئنها وأنصحها بألا تخاف أي شكل من أشكال التهديد لأنها لن تستفيد من محاولة الحصول على الصور الآن، وقلت لها أحسب أن صور المحمول غير دقيقة وأيضا ما أسهل أن تقولي مفبركة، إلا أنها لتزيد صدمتي راحت تصف لي الصور وكيف أنها كانت كذا نائمة وكذا مثنية وكذا... وكذا....، وأوقفتها إنقاذا -للموقف- بقولي "ماشي تركت له كل الأوضاع التي يحبها" ولكن كيف صورت نفسك بنفسك أنت وأنت تقولين أنه كان لا يريدك أن تصوري نفسك هكذا، ردت بابتسامة التصوير بالمحمول سهل !
سألتها عن ما يكون شعورها وهي تتعرى مثلا؟؟ وهل كانت تشعر أنها تسعد نفسها بهذا العمل هل التعري ممتع؟ هل تصوير العري نفسه ممتع؟ لم تفهم السؤال مع الأسف وقالت "يا دكتور أحبه" كنت أعامله كزوج، وتساءلت أنا بيني وبيني هل التعري فعلا ممتع؟ لكنني شعرت بقلة الحياء وكأنها من فرط العادية التي نعيشها أصبحت "عادي" وعادي جدا لدرجة إنه عادي أعري أنا كمان بعضا مما أسمعه في عيادتي وأتكلم فيه مع أحمد أفندي عبد الله، أكتب كده وأنشره على مجانين، ويمكن في الدستور!، عادي يمكن يكون التعري ممتعا ونحن لا ندري، ولكن ألا يستحق الأمرُ بعض التفكير؟ ما مدى خطورة الصورة وخاصة بمناسبة المقال صورة المحمول الذي قد تعطيه أنت لابنتك هدية لأنها حصلت على مجموع ممتاز في امتحانات آخر السنة فتصور هي به نفسها عارية لتهدي صورها للحبيب! أليس هذا ممكنا رغم مرارته وقسوته خصوصا والصورة أصبحت "حاجة ببلاش كده"؟
ويتبع>>>>> : ماذا جرى يا ترى؟! اليوم بجنيه! مشاركة
اقرأ أيضا:
شيزلونج مجانين الثانية والأربعون / مجانين على شيزلونج: صفعتان وكفى!