بسم الله الرحمن الرحيم
شباب الجنة
أحبكم في الله
لا تتخيلوا هذه الآية التي نستظل تحت غيومها الآن لا تتخيلوا حبي لها.. فكانت أول مره أسمعها من الشيخ الجليل الحصري على إذاعة القرآن الكريم وكان يقرأها بصوته الحماسي القوي المخترق للقلوب بمدد من الله .. ومن يومها وهى من أحب آيات القرءان لقلبي.
أيا غيوم السماء،، أمطري
((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء؟!..ُ أَفَلَا تَسْمَعُون**قُل أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة..ِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيه؟! أَفَلَا تُبْصِرُون ( (القصص:72 )
تعرفي أختي وأنت أخي أن هناك ترابط وثيق بين السماء وألوانها وبين حياتنا وكل مجاريها... ارفعي رأسك الآن للسماء... بالله ارفعيها أو على الأقل تخيلي لونها الآن ... أد إيه السماء بيكون لونها أبيض أو أزرق فاتح في الصباح لون جميل يملأ القلب بشرى وأمل... وهي السماء اللي في لحظات نلاقيها أصبحت سوداااااء عتماااااء لولا نور القمر بعد فضل ربي لما رأى السائر في الصحراء كف يده لو بسطه أمامه...
بس إحنا في الحالتين بنحب السماء... بنحب نورها في النهار وبنحب ظلامها في عتمة الليل.. لأنها بديعة ولأننا عارفين إن حلاوتها في تنوع ألوانها... لو فضلت على طول بيضاء مش هنا حس بيها لأنها جامدة جماد لا تتأثر ولو فضلت على طول عتمه ها نحس إننا على عمى لا نرى شيء
وهو ده المدخل لمعنى جديد من المعاني الكثيرة التي تحملها هذه الآية الحبيبة لقلبي... كام واحد فينا الآن عايش في الليل .. أصل حياتنا بالضبط زيها زي لون السماء... فيها نِعم كتييير من ربنا ورخاء فبتكون بيضاء ونهار جميل.. وفيها ابتلاءات وضغوط وكرب وغصص ووجع قلب ومرض ومعصية كبيرة ومشكلة عويصة بالضبط زي الليل وظلمته وعتمته... بس زي ما بنحب السماء بكل ألوانها لازم نقبل حياتنا في ليلها أو في نهارها.. وهو ده أصل معنى الرضا عن الله
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.. مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء؟!.. أَفَلَا تَسْمَعُونَ ) ( القصص:71 (
ياه على وجع الابتلاء... وقعه مرير على النفس،، أد إيه دلوقتي إنت حاسة إنك كنت في نعمة قبل كده،، شفتي إن ربنا أد إيه كان قافل عنك أبواب كثيرة أوى من الابتلاء ،، أد إيه كان حمايكي، يا ترى لو رحل الابتلاء دلوقتي عنك هاتكون علاقتك بالله إيه؟ أؤكد هاتكون أفضل مليون مرة لأنك بجد حسيتي يعنى إيه صبر يعنى إيه الدعاء بإلحاح يعنى إيه دعاء المضطر يعنى إيه احفظ الله في الرخاء يحفظك في الشدة...
أعوذ بك من جهد البلاء ،، دعوة جميلة كان يدعوا بها رسول الله.. جهد البلاء.. حد فكر في معنى الدعوة دي.. يا رب أعوذ بك من التعب اللي هايتعبه لي البلاء... البلاء مر.. والابتلاء صعب.. وضيقة الامتحانات والدراسة قاسي... والقلق على الأولاد أصعب.. والوقوع في كبيرة شيءٌ له مزيد مرارة.. والشعور بالفشل شيء قاتل... وإحساس أني لوحدي وإني أحلم بأمور ونفسي تتحقق بس ما حدش فاهمني ولا بيعني شعور ما أقساه... والليل طول.. والابتلاء بيزداد مش بيقل.. وبجد تعبنا يا رب.. متى نصر الله؟؟.. وفي اللحظة دي يجي السؤال
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .. مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء ؟!.. أَفَلَا تَسْمَعُونَ )(القصص:71 (
إيه رأيكم لو خلينا حياتكم كلها ليل؟ كلها ابتلاءات؟؟ كلها وحده ودموع وجهد بلاء؟إيه رأيكم لو سيبناكم للدنيا تمشوها بعقلكم وبإمكانيتكم وقوة عضلاتكم وبس؟ إيه رأيكم لو قضينا أن لا تبيض سماؤكم أبدا بل تظل هكذا.. وجع قلبك معك.. مصيبتك هي هي لن تتغير.. ألمك وقلقك هو هو كما هو... شعورك بالوحدة يزداد ولن يقل... إيه رأيكم؟؟ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة.. من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء؟
ها يا أهلي.. من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء ؟؟ .. مين اللي مجرد إننا نقرأ كلمات قرآنه نحس بالطمأنينة وهي بتجري بعروقنا.. مين اللي لما نفتح أي صفحة من صفحات كتابه لازم نلاقي على الأقل آية بتخاطبني في ذات مشكلتي أيا كانت وبتبشرني وكأن لسان حال القرآن كله.. ( لا تخافي ولا تحزني ) .. مين اللي بإيده يحقق حلمك حتى وإن كانت الدنيا كلها ضدك .؟؟.. مين اللي بإيده ينجحك في امتحاناتك حتى وإن كانت إجاباتك غير جيدة؟؟ .مين اللي بإيده يسترك ويغفر ذنبك ومش بس كده لا ويتولى أمرك كله كمان فيهون المشكلة الكبيرة ويحلها بلطف منه سبحانه؟؟ ين اللي لما نرفع إيدينا للسماء وندعوه يااااه يحسسنا أد إيه إحنا بنأوي إلى ركن شديد... من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء؟
أفلا تسمعون؟؟
أنتم مش سامعيين نداءاته سبحانه ليكم في كل لحظه... واصبر وما صبرك إلا بالله... واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا... وما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.. سيجعل الله بعد عسر يسراً.. ونداء خاص لك أنت وله هو... ما ودعك ربك وما قلى... وبشرى جميلة.. ولسوف يعطيك ربك فترضى... والأجمل... ألا إن نصر الله قريب
نداءات وآيات من سور مختلفة ومواضع مختلفة ولكنها تحمل نفس المعنى... أن لا تجزع... استعن بالله واسأل الله واحفظ الله من اليوم لا تبكي على أمس طالما تبت منه احفظ الله يحفظك.. احفظ الله تجده تجاهك أي في صفك معينا ونصيرا ومؤيدا حتى وإن كنت عاصي بس طالما تبت وعلم سبحانه صدق توبتك فدوما سيكون تجاهك.. إذا سألت فاسأل الله .. وإذا استعنت فاستعن بالله.. طب ليه ده كله؟؟ لأنه سبحانه هو الذي قال:
من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء؟؟
لكم هو حنان.. لكم هو جواد معطاء.. لكم هو أحن علي من نفسي ومن أبي ومن أمي. الأمس كنت مكتئب وحاسس إني مافيش منى فايدة وإن قلبي مات
فناداني وقال... إنا نحن نحىّ الموتى
ثم عدت فعصيته سبحانه ولم أستحي وفعلت المصائب فنحيت وجهي وقلت لا لن أعود لن أتوب فناداني وقال
أين تذهب ألك رب سواي؟!
ثم اجتمعت علىّ الابتلاءات وأتعبتني الدنيا.. وسالت مدامعي .. وشعرت كم أنا حقا مخنوق ضاقت بي الأرض بما رحبت وضاقت بي نفسي فناداني وقال:
من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء ؟؟
هذه ليست قصتي أسردها عليكم.. بل هو حالي وحاله وحالك أيضا .. كلنا نعيش تحت ضوء السماء وظلام الليل.. نعيش فتارة تضيء لنا الحياة ونكون في رخاء وأحيانا يشتد الظلام إيذانا بابتلاء .. وفي كل الأحوال نجد النداء لا زال قائم
من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء؟؟
... مهما كتبت ومهما قلت فلن أوفيها حقها...تلك الآية الحبيبة.. وأيضاً لم ننتهي اليوم.. بل لنا موعد جديد لنبحر معها وقد انزاح الهم عن صدورنا وزاد الأمل وابتسمت الشفاه لأننا معنا الله الصمد
من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء؟؟
كفى بالله وكيلاً
أحبكم في الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ أيضاً:
شباب الجنة: شجرة خضراء / شباب الجنة : وقفة تناديك / شباب الجنة: نعمة الليل