بسم الله الرحمن الرحيم
صار لي تقريبا في العمل الأهلي الطوعي المنتظم السنتين.. بفضل الله برغم ما يحاط به من صعاب إلا أنه غالبا موفق بإذن الله.. لا يخلوا الأمر من خروقات في الثوب عامة
إلا أن جهودا متميزة بدت على الساحة قادرة فكريا على رتق هذه الخروق والله المستعان..
بدأت ألاحظ في ظل تلك الأعمال تمر أيامي لا يشابه أحدها الآخر ولا يشابه ساعة سابقتها أو تاليتها.. سيقول أحدكم: يا بختك.. فأرد بقولي: واهم.. يا من تغبطني في ذلك!!
فتحت أمس أجندتي المؤرّخة أتصفح وريقاتها.. فوجدت الأيام كما تتوالى تاريخيا تقتسمها أحداث حياتي بالميزان . وجدت أن في يوم السبت مثلا أحداثا شنيعة وأخبار غير سارة فلان قال.. وعلان عاد.. وتركانة مش عارف عملت ايه.. وبناءا على تلك الأحداث تكون الحالة المزاجية لي.. تتوالى الاتصالات نجول ونصول لحل المشكلات والأزمات.. ثم يطل علينا اليوم التالي فإذا بأخبار سارة تهل وتهل ودموع الأمس تجف وغضبته تزول وثورته تنطفئ سواءً استبدلها القدر بما يسر أو اكتفى بزوال المنغص..لا يهم..عندي سواء..
وتتوالى الأيام.. ويأتيني اليوم الثالث بغير أحداث اليوم الأول إلا أنها متشابهة في كونها تثير الغضب والسخط وتدمي القلوب وتدمع العيون!!!
وأحيانا كنت أعيش اليوم المر ويوم أو يومين في ظلال المرار.. وكذا اليوم الحلو ويوم أو يومين في ظلاله..
حتى أني لم أعد أهتم بصراحة لاستخراج ما لدي من طاقة مشاعرية من غضب أو سعادة!!
فاليوم المر سرعان ما تنقضي ساعاته الأربع والعشرون ثم يأتيني ظلّه - الأقل وطأة - أو يأتيني يومي الحلو..!!!
فلماذا الحزن أو السعادة بين الإفراط والتفريط.. والإسراف والتفريط!؟؟
لم أصبح بليدة.. ولكن علمتني الحياة أن المشاعر التفاعلية منهكة للنفس ومضيعة للعقل تفكيرا فيمن أخطأ وفيمن أصاب والندم على ما فات والفرح بالآت..
فقررت التوسط في مشاعري تجاه كل الأحداث حلوها ومرها.. أتخذ شعورا مريحا قد أعجبني وقررت الاستقرار عليه مهما كانت نوعية الحدث.. استشعرت لذته من كونه مستقرئا أن لو كان من الأمر جللا لهان في قلوبنا لو هان في عقولنا.. ولو كان من الأمر مغبطا سيكون الاعتدال في شعوري بهذه الغبطة متسعا من الوقت للتمتع بها والتفكير
في كيفية الاستمرارية لها..
هكذا تنقضي أيام حياتي .. يوم مر ويوم حلو وأيام في ظلالهما!!
(لكَيْلا تَأسَوْا على مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بمَا آتَاكُمْ وَاللُه لا يحبُّ كلَّ مُخْتَال فَخُور)..
واقرأ أيضًا:
يوميات رحاب: الغيرة.. يا رب حميدة!! / يوميات رحاب: رمضان الزاد والميعاد