بينما كنت أجهز نفسي لأكتب شيئا لمجانين...... داهمتني صحفية بأنها مزنوقة جدا في موضوع وعليها تسليمه غدا، غالبا هي ستسهر الليل لا أدري، لعلها صادقة، المهم أن الموضوع هو ظاهرة التحرش الجنسي في مجتمعاتناالعربية.... يا سلام... إذن نعطيها بعض الأفكار وبعض المعلومات، ولابد أنها درست الموضوع بشكل جيد، لكنني فوجئت بأنني كلما ألقمتها مثلا مما أسمع في عيادتي أو مما أقرأ على مجانين دوت كوم أو مشاكل وحلول للشباب على إسلام أون لاين، كلما ألقمتها مثلا أو رقما كلما فغرت فاها وتلون وجهها صدمة ولا لا...
المهم أنني بحثت على الجهاز عن كلام جاهز ولكنني اكتشفت أنني ضيعته ربما مع تغيير الويندوز أو ربما ضيعته على مجانين التي أصبحت أكسل عن البحث فيها وأريد من يبحث لي، المهم كان من الواضح أنها لم تقرأ بما يكفي عن الظاهرة حتى أن الكلام معها عن أن التحرش غالبا بيتي وأسري أو مؤسسي كان صادما كما أوحت لي تعبيرات وجهها، ولما سألتها عن حادثة التحرش بأطفال حضانة المعادي، قالت نعم أعرف فقلت لها إذن ماذا يفاجئ حضرتك؟ قالت هذه حالة إجرامية فقلت لها الحقيقة هي أن كثيرا من الإجرام لا يدري به أحد ولا يبلغ عنه، وما يبلغ عنه مصيره مصير حضانة المعادي، فقد تمت التغطية على الموضوع لصالح اسمه إيه "الصالح العام" ربنا يحرسه، ويعوض مصر في أولادها وبناتها.
المهم قامت وسلمت وقد أمسكت في يدها أكثر من خمس ورقات واتجهت للجهاز لأكتب فهذا يوم ميلادي بدأ بتوقيت القاهرة منذ دقائق كل عام وأنا طيب، وأنتم كلكم طيبون..
ماذا أقول وأنا أحس بهول الحادث من حولي، زلزال يحصد أرواح ما يفوق خمسين ألفا حتى نشرة الجزيرة أمس الرابع عشر من رمضان السابع عشر من أكتوبر، ويشرد ملايين الناس في كشمير، وهذا يدمي القلب في العراق وفي فلسطين والسودان وسوريا الحبيبة ولبنان القريبة وعلى مستوى الأمة الإسلامية تنزلق الأمم وتنتكسُ القيمُ، وهذا هو الوباء المتوقع "أنفلونزا الطيور" إرهاصات في تركيا وإرهاصات في رومانيا والاتحاد الأوروبي يستعد للمواجهة وزوجتي ما تزال تفضل الدجاج وأحمد الله أني لا آكله.....
ماذا ينتظر الإنسان ولا أقصرها على الإنسان المسلم بل أحسب أن خطرا حقيقيا داهما بدأ المواجهة مع الكائن البشري، وتتداخل مع كل ذلك ذكريات "تفسخ القيم الاجتماعي" الذي ألمسه في حكايات مرضاي، وأقرأ عنه في كل مكان، وأحسب أن الشيطان أعاذنا الله منه قد أنجز كثيرا من إفساد حياة بني آدم وعلى مستوى عالمي، وأسترجع قول الحق تبارك وتعالى{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بعيد* إن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً*ًوَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً}{النساء ،،119،118،117،116 صدق الله العظيم،
ويعاودني التساؤل هل لذلك علاقة بأنفلونزا الدجاج، الدجاج الذي يهندسونه وراثيا باستمرار لإنتاج كتكوت يكبر بسرعة ويكتنز اللحم والشحم بسرعة، هل للعبث العلمي من أجل تحسين الإنتاج علاقة بذلك؟ وهل هناك ضوابط تحرسني في بيتي المتواضع في مدينة الزقازيق، من أنفلونزا الدجاج، وكيف لي أن أعرف أن البرد الذي يصيبني مثلا ليس البداية؟ خاصة وأن أحد مانشيتات جريدة الدستور اليوم تبين اكتشاف حالات أنفلونزا الطيور في مصر المحروسة.
كل هذا كل هذا وأنا أبدأ السنة الثانية والأربعين من عمري (وجائز أن أكون مخطئا) ومن يريد حساب سني فمن التاسع عشر من أكتوبر سنة أربعة وستين ميلادية، وحتى اليوم..... الحمد لله الذي أحيانا وأرضانا، وندعوه سبحانه أن يشمل خلقه برحمته، وكل عام وأنتم طيبون على مجانين ومن وإلى مجانين.
واقرأ أيضا:
يوميات مجانين: ماذا جرى يا ترى يا ترى ! / التدخين والكافيين ورمضان