↵
مدونات مجانين: (2) جبهة الصمود والتصدي
كنت قد حدثتكم عن الذكريات التي أخذني لها دمي المحترق، وعن بعضٍ من ذكرياتي مع الصمود والتصدي، وعن أثر الثقافة الناصرية عليَّ، ووصلنا أو قولوا سنصل الآن إلى مرحلة دراسة الطب أي المرحلة الجامعية، وأنا تأخذني الذكريات دونما ترتيب، ولكنني أعرف فقط أنني مهتمٌ بالبحث عن إجابة السؤال: منذ متى أصبحت أنا إسلاميَّ الهم؟
تعرضتُ كغيري أثناء سنوات الجامعة لعديد من التيارات الفكرية والثقافية... وكانت تلك السنوات جزءًا من فترة المقاطعة العربية لمصر لأنها صالحت إسرائيل في كامب ديفيد، فكانت هناك جبهة الصمود والتصدي، وكانت مصر معزولة ومنعزلة عن أمتها العربية..، وكانت تلك الفترةُ أيضًا فترة الحرب العراقية الإيرانية.......... ووقتها كانت لبنان ما تزالُ خرابا أواخر سنوات الحرب الأهلية حتى أن شاعرنا ولفوت قال ليلة عيد الفطر: عيدٌ؟!على من عائدٌ يا عيدُ؟
وقمت والمقربون من زملائي بتأسيس جماعة أدبية تابعة لاتحاد طلاب الكلية كنا مجموعة من شباب الطب المهتمين بالأدب والفن بعضنا يقرض الشعر وبعضنا يكتبُ القصة القصيرة، وبعضنا يرسم أو يعزفُ وبعضنا كانوا متذوقين إلى حد النهم، أصدرنا عددً من النشرات الأدبية وكنا نوزعها مجانا على طلبة الكلية، وذاع صيت الجماعة الأدبية وانضم لنا معظم المهتمين بالثقافة والفن والأدب من كليات الجامعة الأخرى، وأقمنا أكثر من معرض لعرض إنتاجنا الثقافي، ولا جدال أن كثيرين حاولوا تسييس أنشطتنا بما في ذلك الحزب الحاكم أيامها -وهو طبعا نفس الحزب الحالي ولا شيء يشير إلى أنه لن يكن التالي- لكننا رفضنا ذلك كله، وكنا نصر على استمرار الاستقلال بنشاطنا كنشاط طلابي.
وكنا كمعظم شباب مصر وربما العالم العربي مشدوهين بالتفوق الغربي، وقبوله للآخر، وكنا كذلك كمجموعة مهتمين بالأدب الغربي إلى جانب اهتمامنا بالأدب العربي دون غيره من معطيات الثقافة العربية، كانت بالنسبة لنا تحجراً .......، وبصراحة لم نكن نرى فيها إلا قلة أدب تجاه الإنسانية، وكانت دعاية الغرب لنفسه بأنه يقبلُ الآخر ويسمح له بل ويساعده على التفوق، كانت أمرًا نؤمن به جميعا ولكم حلم بعضنا بجواز السفر الأمريكي الأزرق، كان العرب مفضوحون أيامها حتى أن شاعرنا ولفوت كتب أيامها: قصيدة حرف الإكس X وكان يعتبر حرف الإكس أي علامة خطأ حرفا عربيا أصيلا بكل التأكيد، لأنه يشبه كل ما حوله من أحداث ومن أفعال ومواقف.
وكتب أيضًا:
أصواتُ العربِ !
أخذنا جميعا بإنسانية الحضارة الغربية وصدقناها، ولم يكن أحد يتصور أن سيعرف يوما أنه كان مخدوعا،... وكم كنا مخدوعين!، لكن ما لم نخدع أبدا به هو السلام مع إسرائيل، وفي كل ذلك وغيره ربما مما نسيت، لم أكن إسلامي الهم
ويتبع >>>>>>>: مدونات مجانين:(4)رجس من عمل الشيطان
*واقرأ أيضا:
التدخين والكافيين ورمضان / مقعد في الدرجة الأولى مطار القاهرة