بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
كنت دوما أقول: أن مصر غلبانة بالمصرين.. تتناولها صفحات الجرائد بأقلام وحلقات البرامج ومنافذ نشرات الأخبار بتصريحات.. تتوه أصوات الحق بجلبة أصوات الباطل..
وتزيغ بصيرة العامة للتعمية المتقصّدة للخاصة من أصحاب الأهداف والمغانم والمراتب..
طالعت بعض تفاصيل أحداث الإسكندرية وما كاد وما لم يكد!!
فتذكرت أن لي قناعة في أننا دوما نكون بين شقي رحى.. تدور بثقل.. تطحننا.. ثم تأتي الرياح تذرونا هباءا. وشقي الرحى في هذه المسألة المتشددين والجهّال من الطرفين..
ولكوني رافضة لآراء وتصريحات صبت كما يصب عامود الخرسانة.. وكأنها المسلمات غير الممسوسات!!
ولم تأتِ عيني على قول يبتل به الريق الجاف..
أخذت أتمسح ببعض مواقف مرت بي شخصيا أو بأحد ممن أعرف.. أحاول بها أن أستعيد وأعيد بعضا مما أعتبره رحيقا اختلت الموازين فنفد من مياسم الزهور!!
فلما اختفى عبق محاسن الأفعال.. كانت الغلبة للكريه من الخصال..
الكاتب: رحاب سيد عبد الله**توعكت جارتي كبيرة السن المسيحية بوعكة بات لزاما عليها أن تذهب للمستشفى ولم يكن معها أبناءها فذهبت معها.. وحين ما رآنا الطبيب بعد توقيع الكشف عليها وإسعافها بما يلزم.. برقت عيناه في عينيي.. يحتبس سؤالا ليطرحه.. كيف؟ ولماذا ؟؟ و.. و
لم أجيبه.... آثرت أن تجيبه دعوات جارتي العجوز عني ونظرات الامتنان وعبرات المودة..
آثرت أن يكون فعلي وفعلها تلاقحا لما يدعو إليه رب الدينين..
**صديقتي.. غير المحجبة.. تقود سيارتها في يوم ممطر.. تفتقر الشوارع حيث كانت من العربات السيارة.. صادفت قس مسيحي في الطريق.. لم تتردد.. لم تفكر.. فمن أمامها إنسان يبغي عونا.. ودينها يحثها على مد يد العون فوقفت له وفتحت له الباب فلما دخل هلل بشكرها، وبالدعاء لها.. وسألها عن الكنيسة التابعة لها.. فابتسمت كعادتها.. وأردفت:
الحقيقة أنا لا أذهب للكنيسة.. لأني مسلمة.. فما كان من القس إلا أن أطرى عليها بالكلمات ونظر إليها ممنونا..شاكرا.. متعجبا..
كنت أقرأ كتابا للشيخ الغزالي يطالعنا الغلاف بصورته - رحمة الله عليه - فقالت لي زميلة مسيحية ذات ثقافة ووعي: تعرفي أنا أحترم هذا الرجل جدا.. يعرف طريقه ويعتدل في آرائه.. ولا يخطئ مراده..
الجهل بحقيقة الأشياء دوما ما يورث الهلكة..
مما تعلمت.. أن لا وقت للصد والرد على دعاوى باطلة من فصيل يختلف في التوجه ويتفق في التخلف..
أبرع رد - كما أعتقد فيه - هو ما يطابق تعاليم الأديان من فعال.. يقوم بها من فقه من الطرفين.. وكفانا ما تعبث به ألسنة تجتهد في السرد للرد فتجهد وتجهض!!
واقرأ أيضًا:
يوميات رحاب: رمضان الزاد والميعاد / يوميات رحاب في بلدٍ...