أسئلة المرضى وإجابات الأطباء
أسئلة المرضى على العين والراس
قانونا: في بلاد التمدين والحقوق التي هي، من حق المريض وأهبه لأن يسالوا عن اسم المرض، وطبيعته، واحتمال الشفاء، واسم الدواء وطبيعة عمله، وأعراضه الجانبية وبدائل العلاج ......الخ.
وعلى الطبيب أن يجيب على كل هذا إجابات موضوعية دقيقة مدعمة بالأرقام والاحتمالات وإذا كانت الإجابات سهلة نسبيا في سائر فروع الطب فهي من أصعب ما يكون – لمن يحترم عمله في الطب النفسي خاصة تلك الثقافة الخواجاتية هي جيدة لها تاريخها الطويل، وبها نوع جيد من التعامل المنضبط وكذا وكيت، لكن ثقافتنا شيء آخر لها تاريخ آخر، ومزايا أخرى وعيوب أخرى.
أحيانا يكون ذكر اسم المرض تجميلا لا توضيحا، فالأطباء لم يتفقوا على ما تعني هذه الأسماء وإن اتفقوا على علاماتها، هناك في بلاد برة لا يستطيع الطبيب ألا يرد أما هنا فالطبيب والد رغم عن كل القوانين ويمكنه أن يعمل الصالح لمريضه أولا، انقلبت العلاقة في تلك البلاد المتمدينة جدا بين الطبيب والمريض إلى علاقة وثائقية قانونية، فيها من الخوف من الخروج على النظام العام أكثر مما فيها من الهدف إلى العلاج الأنجح والأبقى، مهمة الطبيب الأولى هناك أم يحمي نفسه من المساءلة القانونية خوف العودة عليه بالتعويض الذي يصل إلى ملايين الدولارات.
بعض زملائنا الذين هاجروا يسمون ما يمارسونه هناك بالطب الدفاعي Defensive Medicine وهم يعنون بذلك أن همة الطبيب الأولى هي أن يدافع عن سلامة أدائه على الورق، ثم يأتي شفاء المريض في المقام الثاني..، حين كانت سعاد حسني – الله يرحمها – تصف برود الواد التقيل الذي هو حسين فهمي، كانت تصفه بأنه جراح بريطاني، أغلب الأطباء الآن هناك، عليهم أن يتصفوا بهذه الميزة الحامية لهم من الانحراف عما أوصت به شركات الدواء والمحامون وشركات التأمين ماذا وإلا !!
أحد أبنائي الأطباء المهاجرين قال لي: أنا لم أعد أعمل طبيبا وظيفتي الآن لها اسم أفضل "أنا مدير طب" الطبيب يعالج، أما مدير الطب فهو يدير آلة الطب، وعليه أن يحافظ عليها دائرة حسب البرنامج الموضوع لها، إلى أن يراجع البرنامج المهندس الكبير (الشركات والأبحاث الحقيقية والزائفة).
هل معنى ذلك أن عندنا أفضل؟ طبعا لا، هو مختلف ويمكن أن يكون أفضل بشروط، ولكن يحتاج إلى تعتعة أو (تعتعات) أخرى.
نقلا عن جريدة الدستور بتاريخ23/11/2005
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية: الشعب المصري ملطشة / تعتعة نفسية العلاج بوصفة الأعراض(3) / تعتعة سياسية تجاوز للعلم..ووشم للمرضى!