بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
بعد أحداث الأردن بقليل.. جلست مع صُحبتي.. وكما هي العادة يأتي على الألسنة ما تعج به الألباب من استقراءات كل منا لمحيط الأحداث الجاريات..
وصحبتي كن، الطبيبة والمهندسة والمعلمة والمعيدة في الجامعة وربة المنزل وأم العيال، وطفا حادث الأردن - تفجيرات فنادق عمّان - على وجه حديثنا.. واستعرضنا ردود الأفعال، أنا مثلا اتصلت بصديقتي الأردنية برغم كونها ليست من سكان عمّان، وغيرها ممن أعرف وصادف وجودهم في أحد الفنادق هناك في عمل طوعي لصالح شباب الأردن..
سألت أحدى صديقاتي: كم عدد الشباب المنخرط في الأعمال الإرهابية وكم عدد أولئك الناشطين لصالح أمتنا بطوائف شعبها..؟؟ هل من مقارنة؟؟
قلت: هذه المقارنة قد أتى بها أستاذ عمرو خالد في كلمته التي ألقاها في مؤتمر لندن المؤتمر الأول لصناع الحياة.. وقد تصادف كونه بعد تفجيرات لندن وكنت أود أن يجيب أحد من يهبّون بوصفنا بالإرهابيين القتلة على هذا السؤال ولكن كما يقولون أن السيئة تعم والحسنة تخص.. ونشطاء المسلمين يؤثرون العمل بصمت مخافة اتهامهم بالرياء ممن حولهم أو من قبل أنفسهم..
فتدوي ضربات القلوب الرجيمة....
وتخبوا أصوات القلوب الرحيمة...
...
ثم انتقلنا إلى.. لماذا نحن لسنا إرهابيين.. أو متشددين..؟؟؟
ماذا فينا أو على ماذا تربينا أوفي أي المدارس نشأنا أو لأي شيوخ استمعنا ؟؟؟
أو أي كتب قرأنا ؟؟ بأي قدوة اقتدينا ؟؟ وأي ترتيل.. رتّلنا؟؟ وهل وقفنا على الترتيل والتجويد أم تعديناه إلى فهم واستيعاب.. فتعدى بنا إلى نهج وعمل؟؟
والأسئلة ذاتها.. لابد من أن يكون لها إجابة مغايرة ومخالفة تماما عند من سلك طريق الغلو واستبدل كلمة الله اقرأ.. بكلمة حارب ودمر وقاتل...وكفّر..
وكلمة نصر من الله وفتح مبين.. بكلمة الكل أعداء الدين!!
....
وإن كانت نتائج استقرائنا سليمة.. أن هؤلاء - وقد حق عليهم قول الحبيب المصطفى عليه أفضل صلاة وأتم سلام.. بغلبة الدين.."ما شاد هذا الدين أحد إلا غلبه.. فأوغلوا فيه برفق" - لهم وضع بدؤوا منه وساروا عليه وسينتهون إليه.. وأن هذا الوضع يخلو من السلامة.. سلامة العقيدة والمعتقد والمعتقد- بفتح قاف الثانية وكسرها في الأخيرة - فإنه يتوجب علينا أن نعطي فرصة للإحلال.. أكرر.. للإحلال وليس للانحلال والتحلل..
فما كان من الحكومات إلا أن أغلقت المساجد وبالغت في فتح الملاهي..
منعت كل قال الله وقال رسوله..
صادرت الدين.. بجهل منها أو تجاهل - لست أدري - بكون الدين أمر فطري..
فساكني الأدغال من الهمج.. يخترعون لأنفسهم دينا يلتفّون حوله.. ويعيّنون إلاها ويجعلون عليه قائما.. فقط ليقولوا:السمع والطاعة...
...
الإحلال الذي أطلب.. هو إحلال دين الله القيّم بدلا عن قيم موضوعة مغلوطة مكذوبة منسوبة كذبا لله ولرسوله.. وهم منها براء....
يبعد عن انحلال الأخلاق واستباحة الأجساد قتلا وسفكا من غير دية.. وبيعا وعهرا ودعارة مقروءة ومرئية!!!!
لا أستطيع أن أحيل أوراق الدين في قلوب الناس لفضيلة المفتي.. بل أتيح لكل ذي قلب مشغوف وعقل فارغ ملهوف إلى ما يرغب فيه من معتقد..
ما يزيل به شغاف قلبه وفراغ عقله..
لنترك الكل يحدث بما يعتقد.. لنتيح لكل منبره الذين من فوقه يسوّق فكره أحسب أن لكل حقه في حشو دماغه.. بما يصطبغ به فعاله
...
وأرى أن نجاح المعتقد- بفتح القاف - سيظهر من خلال المعتقد - بكسر القاف-
أذكر وأنا مراهقة.. أثارني ملتقى تلفزيوني.. يتحدثون عن ختان الإناث..
وكان الضيوف طبيب النساء وطبيب نفسي وأستاذة علم اجتماع..!!!
فقال أحدهم: أن الختان موروث إسلامي بالي!!!!!
فقلت - في نفسي طبعا ولو كنت أطول مداخلته برأيي هذا لفعلت..-:
عليك بأن تتحدث في تخصصك.. أين رجل الدين ليحدثنا هل الختان موروث إسلامي من عدمه..
أذكر أن ظلت حملات منع الختان وتنظيم الأسرة تخلوا من ردها الديني ولما باءت محاولاتهم بالفشل
وأيقنوا أنه شعب متدين بمسلميه ومسيحييّه والكلمة الأولى والأخيرة للدين.. بدؤوا يستضيفون أراء علماء الدينين ليفنّدوا وجوب الختان ويقطعوا صلته بالأديان وليقطعوا بحرية ممارسته لمن أرد من غير جبر أو قصر.. ومن غير هتك وإنهاك.. وليتيحوا الإنجاب المنظم....
..
دائما نحن في الأقاصي.. وأعجب أن نستعذب الأطراف.. والوسطية أسهل نيلا.. وأعذب مسلكا.. وأنقى فطرة.. وأزهى ختاما.. ولنا الله..
مودتي
واقرأ أيضًا:
يوميات رحاب في بلدٍ... / يوميات رحاب: سب النبي.. وجهة نظر أخرى