أشكر الأخت سين لتفاعلها مع سطوري ولاستشفافها بعضاً مما رغبت بأن أوصله للآخر، بغض النظر عن موافقتها لما دوّنته أم لا.
أعتقد أن المقاومة حق طبيعي وبسيط لأي شعب تُغلب إرادته الحرّة، سواء تحت خُنّاق طاغية محلي أم قوى استعمارية أتت من خلف البحار لتغزو. وتعريف المقاومة، برأيي، أنها نشاطات سلميّة وعسكريّة وكتابيّة وفكرية بهدف إنهاء السيطرة الأجنبيّة على البلد المُحتَل بكلّ أنواعها. وبهذا تتناوب أنواع المقاومة بالأهميّة، ويمكنني أن أطرح نموذجين للمقاومة العربيّة للاحتلال إبان الاستعمار الأوربي لدولن، وهما المقاومة السوريّة والعراقيّة اللتان بدأتا بمشروع قتال وانتهيتا لمشروع مقاومة سياسية، بينما تتميّز ثورة أحمد عُرابي بأنها ثورة عسكريّة بعد إخفاق المحاولات السلميّة لتغيير الوضع المتردي والاحتلال غير المباشر لمصر.
إن أمريكا لم تكن ترى صدام خطرا يهدده، بل وكان الرجل حليفا لها طيلة عقدين من الزمان، إنما أمريكا قررت أن تنتقم من الشعب العراقي أسوة برغبتها بالانتقام من الشعوب العربيّة أولا والإسلاميّة ثانيا. عنده، يتحول الأمريكي لوغد يجب علينا أن نركله خارج أرضنا وهو بحال جثة. أنني أثق بقوة بأن النضال السياسي العراقي قد ألتحم أخيرا بالجناح العسكري للمقاومة المسلحة (المتمثل بالتيار الصدري وهيئة علماء المسلمين) وأن القادم سيكون أكثر تفاؤلا لأن السيناريو برأيي سيكون بهذا الشكل:
-يتوافق العرب بسنتهم وشيعتهم على المقاومة السياسيّة والعسكرية، مع إعطاء الأولويّة للمقاومة السياسيّة.
-ينزعج الأكراد من هذا التوافق ويألبون الولايات المتحدة ضد العرب كي تثير المزيد من الفتن بينهم، خصوصا الطائفيّة منها.
-تهدد الولايات المتحدة بفصل الشمال الكردي عن العراق (راجع تهديد بريطانيا للدولة العراقية بذات الشأن عام 1936).
-يتحرك العرب للتحالف مع الأتراك وباقي دول الجوار لمنع انفصال كردي وتجتاح المنطقة الكردية بجيش نظامي عراقي يعيدها للسلطة العراقية و تكون تحت الحكم المباشر للسلطة الفيدراليّة حتى إشعار آخر.
وبرأيي، فإن التغيير الحقيقي المطلوب بالعراق هو تغيير التفكير الكردي الانفصالي القومي، والاكتفاء بحكم فيدرالي، علما أنهم لن يقبلوا بالفيدرالية إلى الأبد، وهذا ما يضطرنا لتطهيرهم عرقيا بطردهم جماعيا إلى شرق أوروبا وألمانيا. أي أننا سوف نعوضهم ثمن أراضيهم و نسفرهم للخارج، مع إنشاء أجهزة مخابرات خاصة لإفشال أي سبل لهم للعودة حتى السلميّة منه، وبهذا نكون قد تخلصنا من أربعة ملايين ورقة ضغط غربيّة ضدنا وإلى الأبد.
إن صدام تصرف بغباء مع الأكراد عندما قصفهم بالكيماويّ، لأنه أعطاهم وجها مأساويا أمام الرأي العام. أنا أعتقد إن إظهار مخاطرهم ونقلهم لخارج هذه القارة هو أفضل عمل، وبهذا سنؤسس أطر الوحدة العربية القادمة وتعاملها مع الأقليات المزعجة التي لا تريد أن تحترمنا: التطهير العرقي والركل خارج الحدود وإلى الأبد. يعتقد البعض أن هذا إجراءً متعسفا لا إنسانيا. هه، ليعتقدوا ما يشاءون، فالسياسة تحتاج قرارات صارمة أحيانا بغض النظر عن تشدق البعض بوثيقة حقوق الإنسان،
وأذكر أنه أثار موجة سخط عارمة بإحدى المؤتمرات في ولاية ديترويت، لا بل توعدني بعض الموجودين الأكراد بالعراك بحال انتهاء المؤتمر، ولكن الحقيقة أن هذا هو الحل الوحيد لإنهاء هذه المشكلة التي استمرت لقرنين، والتي أستعملها كلّ طامع فينا. أحيان، يكون البتر هو آخر الحلول وأفضلها.
نعم، نأمل خيرا بالحكومة الحالية، ونأمل أن يعي الأكراد أن رهانهم على الأمريكيين إلى غير فائدة، لأن النجاة وحدها بإيمانهم بالعراق وطنا والكف عن طلب وطن لا يستحقونه أصل، وبتزوير تأريخي مستمر واستجداء المعونة من الصهاينة تارة ومن البيت الأبيض تارة أخرى.
أشكرك
*اقرأ أيضاً:
حنين وطن، وأحزان/ المسلمون وتفجيرات لندن/ من الكناني إلى بثينة كامل/ مذكرات رجل ما/ حول مفهوم العلمنة وخطاب مجانين/ نقد "مواقف مؤثرة 2"مشاركة/ وضع شبابي أن تكون شابا عام 2005