هاهو وائل يضع لغما جديدا في رأسي: عندما تقول للمهووسة بالرجيم كذا ستفهمك هي بالشكل الفلاني!!!
يا نهار مش فايت!!
هو ممكن الناس تكون بتفهم من كلامنا حاجة تانية خالص غير ما نقصد فعلا؟!
ووجدت الإجابة في رأسي تردد: الناس تفهم طبقا لما في رأسها، وليس طبقا لما تقوله لهم غالبا!!
وإذا كانت طريقة تفكير الموسوس تجعله يفهم هذا الكلام أو ذاك بتلك الطريقة الناتجة عن خلل نظامه الذهني وتداعيات وتفاعلات الأفكار فيه!!!
فماذا عن الذين بلا دماغ تقريبا!!
وماذا عمن تفكيرهم مضروب أو معيوب؟!
يا نهار!! عشان كده يرانا البعض حتى الآن – موقعا إباحيا، وقرأني البعض في مقالي الجهاد المدني،
وكأنني أرمي إلى تعطيل الجهاد أو شغل الناس عن السياسة والنضال السياسي، أو .... أو ....
أليست هذه هي عقلية إما/أو التي اختصرت العالم والدين إلى حلال وحرام، والبشر إلى أشرار وأخيار، والحياة إلى أبيض وأسود !! فتعطلت العقول والطاقات لأنه لا الدين ولا الدنيا بهذه السذاجة ولا ذاك التسطيح!! أليست هي نفس الطريقة التي تختصر الأسئلة والإجابات، والمفاهيم والممارسات، وتحاول تفسير كل شيء دون تفسير بل دون تفكير أو تعب ؟!
أليست هي "الطريقة" التي تجعل كل مبادرة جميلة تنتشر ثم تنحسر بعد حين لتتقوقع في دائرة ضيقة، ونخبة معدودة!!!
لأن الناس دخلتها أو مارست تلك المبادرة، وهي تتوقع نتيجة كبيرة وسريعة، وتغييرا هائلا وجذريا!!!
أليست هذه بعض الإجابة على انحسار المقاطعة مثلا، أو أن الحجاب صادر جزءا من الواقع، وأن حجاب الفتاة لم يعد يعني شيئا تقريبا أكثر من مجرد زي وليس فكرة أو رأيا أو انقلابا، في الوقت الذي تعتقد فيه الفتاة أنه شيء خطير، وخطوة جبارة، وتحول.. الخ!!
وتنظر إليه وتنتظر بعده الحل لكل مشكلاتها السابقة عليه من خوف تحرش الشباب بها إلى أحلام يقظتها الجنسية إلى أجر الماشطة أو الكوافير؟!
أليست كل تلك الإجابات البسيطة، والأسئلة البسيطة، والأفكار البسيطة، والصيغ البسيطة هي الواقع الذي نغرق فيه، فإذا حاولنا طرح شيء ضد التبسيط يبتلعنا ثم يعيد إفرازنا تبسيطا وتسطيحا جديدا: موقع إباحي، طب نفسي إسلامي، بديل للجهاد والمقاومة!!
هذه مصائرنا إذن أمام عيوني، مطاردين ممن نحاول إنقاذهم، أو معلقين فوق أعواد المشانق، والناس تصفق وتصفر لأن "الفتنة قد انتهت"، فتنة محاولة التفكير والتركيب والتحليل والتغيير المتواضع الذي ننشده، أن يقاوم الناس هذا كله في شخصنا لأنه ضد تيار كسلهم، وضد ما تعودوا عليه، وضد ما تقوله الفضائيات، والشيوخ في المساجد، والقساوسة في الكنائس، والأساتذة في الجامعات، وحتى الآباء والأمهات من القول الشائع!!
الناس ينقسمون إلى فرق هذا يدافع عن العلم، وهذا يصرخ غيرة وحماسا من أجل الدين، ونحن مثل الشريك المخالف نقول: لا علم إلا بالدين، ولا دين إلا بالعلم، الناس ينقسمون فريق يقول: الجنس قلة أدب، وآخرون يقولون: الجنس مثل الطعام والشراب، ونحن نقول: لا هذا ولا ذاك، الجنس نشاط من أنشطة الحياة له أحكامه الشرعية، وأصوله العلمية، ومعرفة هذا وذاك واجب على كل مسلم ومسلمة بحسب دورهم ومكانهم وعمرهم، وتارة ننحاز هنا وتارة هناك، بحسب ما نرى الحق نحاول الانحياز إليه.
والناس ينقسمون بعضهم يهتف:الإسلام هو الحل، وآخرون ينكرون عليهم، ونحن نقول لا هكذا ولا هكذا، لان الاختصار جريمة، والتسطيح بشع، والإسلام حكمة ودين ومبادئ صار يحتاج إلى تفسير وتعليم وتفهيم ورد شبهات، وتصحيح ممارسات، لم يعد الإسلام إجابة بمقدار ما هو مدخل لعشرات الأسئلة المفيدة لمن أراد أن يسأل أصلا!! أي مصير ينتظر السابحين ضد التيار؟!!
26 /12 / 2006
**اقرأ أيضا:
على باب الله مع المراهقين/ على باب الله: المشي