أدهشني أنها تعيد نفس الفكرة، وتشير إلى نفس القاعدة!!
عندما قالت لي إحداهن عن ""رينيه الحايك"" في الروايات التي تهتم بالتفاصيل، ووصلنا إلى أن الحياة هي تفاصيل، وربما أقول الآن أن الحب أيضا ينمو ويترعرع بالتفاصيل البناءة، أو يذوي ويموت بالتفاصيل الهدامة أو اللا تفاصيل!!!!
حين تتباعد المسافات، وينزوي كل في ركن، ويظن أنه متواصل بينما هو بعيد رغم العيش تحت سقف واحد!!
حينما يحجم التفاصيل عزوفا أو زهدا أو عنادا أو لأنه لم يجد لها مناسبة أو مكانا أو خوفا من علاقة حقيقية تكسر عليه وحدته وانفراده الذي يحبه ويشعره بالأمان والدفء .
حين تكون مفردات اللغة المشتركة هي الصمت والكلام العبيط العام، البلاستيكي الفارغ، وتتحول الحياة وأطرافها إلى ما يشبه فقاعات الصابون: منتفخة، لامعة،ـ هشة، وجوفاء خالية تذكرني بقوله سبحانه: "وأفئدتهم هواء"..
علاقة بدون تفاصيل هي مسخ علاقة، أو بالأحرى لا علاقة، وهي ستقف غالبا في مهب الريح خالية إلا من التفاصيل المتراكمة تلقائيا بحكم العشرة والمعايش المشتركة، وقد تكفي هذه أو لا تكفي، بحسب قوتها، وبحسب قوة الريح!!
ثم أخرى تقول: أنت لا تعطي نفسك فرصة أن تعيش الحياة بتركيز وتفاصيل، ورحيلك الدائم قد "يجددك، ولكنه أيضا يحددك، يحرمك من العمق، ومن أن تحس لذة وروعة وطعم التفاصيل، مذاق الحياة!!
وآخر يقول: أريد أن أحس، ولم أتدرب لأفعل!!
وثالثة تقول: خذ وقتك وفرصتك لتحس مشاعرك، وتمزمز!!
ورابعة: أدهشني أنك أنت الذي تكتب كل هذا، وأنت هكذا!! ثم جاءت هذه لتقول: نظرت فوجدتني أعرف كثيرين، وأمارس أنشطة عدة دون طعم، استغنيت عن بعض من أعرف، وبعض ما أفعل لأستمتع بالباقي، لا أستطيع استيعاب كل هذا!!!
هل أملك أنا هذا الترف؟!! هل يناسبني ذاك المسار؟! هل يسعني ما سبقني إليه غيري؟! هل كنت ضحية غيره؟!
ربما حان الإصغاء والاستمتاع – الذي يصفونه – ربما حان الوقت الآن، بعد الأربعين!!!
**اقرأ أيضا:
على باب الله: في بيتنا هيفا !!!!!!!!!!!/ على باب الله: فجأة ....!!!