أختي الكبرى، ليست الكبرى قوي فالفارق بيننا حياالله سنة وكم شهر... المهم أن أختي الكبرى عائشة ربما تكون من القلة القليلة المتبقية التي مازالت تتابع مسلسل الإذاعة على البرنامج العام الذي هو الآن الشبكة الرئيسية ....
وعندما نتناول طعام الغداء لدى أمي لا تنسى عادتها في الخامسة والربع ولا تنفك تحدثني عن المسلسلات المعادة وتفاصيل أخرى...
أحس دائما أن عائشة التي كانت منذ الصغر تحاول أن تمشي على العجين "ماتلخبطوش" والتي تخلت عن عملها المرموق عند إنجابها طفلها الأول...أحسها دائما مصابة بالحنين إلى الماضي ومن منا لا يحن أحياناً ولكنها بزيادة حبتين....
لكني دائما معها كسبانة فهي كثيرا ما تتحفني بخطابات كتبتها إليها منذ سنوات الصبا أو بتسجيل نادر لتهنئة زملائي في الإذاعة بمولودتي الجميلة مريم، ومريم عمرها الآن 15سنة (ما شاء الله).
وكانت آخر هدايا عائشة تسجيل أصرت على أن تُسمعني إياه لحلقة من برنامج "برامجنا في الميزان" استضافت فيه الزميلة نادية الجندي الصحفية المُجِدة ماجدة الجندي وكنت ضيفتهما ودار الحوار حول برنامجي وقتها "مصر التي لا نعرفها" والذي فوجئت وأنا أستمع إلي التسجيل أنني كنت قد قررت التوقف عن تقديمه رغم وجود مادة مجموعة لدي نظراً لأنهم كانوا قد قرروا إذاعته مرة واحدة في الشهر وسقت أسبابي وأعجبني احترامي لجهدي وعدم رغبتي في إهداره لمستمع الصدفة وقلت بيني وبين نفسي جميل أن يكون الإنسان متسقا مع نفسه وأن يفخر بماضيه ولكن كانت مفاجأتي الكبرى هي عدد ساعات المونتاج وكيف كنت أُفرغ الشرائط كاملة ناهيكم عن السفر والترحال ونوبات العمل على الهواء في الخامسة صباحا وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة.
أعجبني تعليقي على إثنائهما على نشاطي وحيويتي وكان ردي ساخراً "الشباب بقي" كنت وقتها في أوائل العشرينات من عمري....
ودائما ما تجيء التداعيات ففكرت في أهمية إعطاء الفرصة للناس في مرحلة الشباب لأنهم سيعطون بفارق نوعي عن أصحاب الخبرة والشعيرات البيضاء أو المصبوغة وأنا هنا لم أتطرق بالطبع لأصحاب ألزهايمر وتصلب الشرايين. الذين أنتصر لحقوقهم التي ليست بالطبع السيطرة على كل المقاعد.
اقرأ أيضاً:
سيوة التي لا نعرفها / يا سابل الستر