لطالما سمعت أغنية فيروز بكتب اسمك يا حبيبي لكن لم أكن أفكر بالمعاني العميقة فيها، الآن ربما بعد أن عشت تجربة مع الجنس الآخر، وسمعت قصصا كثيرة من هنا وهناك، رأيت أن هذه الأغنية على بساطة كلماتها إلا أنها تنجلي عن صورة فيها من الواقع الكثير عن طبيعة المرأة وطبيعة الرجل.......
فيروز تكتب اسم حبيبها على الصخر المتين وهو يكتب اسمها على رمل الطريق ثم " بكرة بشتي الدنيا على القصص المجرحة ، بيبقى اسمك يا حبيبي واسمي بينمحى"، وطبعا القضية ليست (وين) أكتب اسمك، ولكن هذا تعبير مجازي أو كناية كما يسمونها في اللغة، فالمرأة تحب بعمق وتريد لحبيبها أن يبقى اسمه خالدا في قلبها، وفي عيون الآخرين، تريد لاسمه أن يسمو ويعلو ويبقى، أما الرجل فغالبا حبه قصير المدى، وهو لا يعبأ باسم حبيبته أن يبقى أو يذكر، وعلى العكس من ذلك فأنه قد يسعى إلى مسحه من الوجود.
ثم تقول فيروز" وهديتني وردة، فرجيتها لصحابي، خبيتها بكتابي، زرعتها على المخدة،وهديتك مزهرية، ما عرفت تداريها،........،لضاعت الهدية"
وطبعا القضية مرة أخرى لا وردة ولا مزهرية، وإنما هي كناية، المرأة تفكر بقلبها أكثر من عقلها، ولذلك تفرح حتى بالأشياء البسيطة جدا من حبيبها، فالوردة هي تعبير عن الحب والاهتمام ولا يهم قيمتها المادية، المهم أن الحبيب تذكرني، وهديته قيمة لأنها منه ويكفي أن تكون منه،وأما الرجل............ ؟؟
وأما الرجل فالمرأة تبذل له كل ما تستطيع، ومن طبيعة المرأة أنها إذا أحبت تعطي من غير حدود، ولكنه لا يكترث، وكأنه ينظر إلى الأمر على أنه استحقاق، ونظرته في كل الأحوال مادية، فماذا يعني أن تكون المزهرية من عند الحبيبة، وتضيع المزهرية، ويضيع معها كل البذل والحب والعطاء الذي أعطته المرأة المسكينة.
والحقيقة أني لا أعرف ما بقية الأغنية، لأني نزلت من السرفيس في نهاية المقطع السابق، وأنا لا أسمع أغاني إلا في وسائل النقل، ولعل أحدكم يكمل عني.......
والآن أنا في طريقي إلى المدرسة لأسمع شدو العندليب، عفوا أقصد أصوات العفاريت مع طلابي الذكور........ وتحياتي......
واقرأ أيضًا:
ما هو المستحيل في الحب المستحيل? / في فترة النقاهة