سأُتم هذا العام الرابعة والأربعين من عمري أي سأصبح أم أربعة وأربعين ومع ذلك لا أخجل من الاعتراف بأنني طوال هذه السنوات لم أرتد الملاعب كمشاهدة على الطبيعة لماتش كرة قدم...
ربما للصدق هي مرتي الأولى في مصر، والثالثة إذا أدرجت في حساباتي مبارتي السوبر بول وهوكي الجليد اللتين حضرتهما في ولاية أطلانتا بأمريكا عندما دُعيت للمشاركة في برنامج المحترفين بمحطة السي أن أن الإخبارية عام2000.
لكن هذه المرة الأمر يختلف ففي المرتين السابقتين استمتعت حقاً بالتجربة والإخراج الأمريكي الممتع للمباريات داخل الاستاد والذي أتمنى لو أرى رُبعه في مصر التي استمتعت فيها بروح المشجعين المصريين.
أثناء الماتش أرسل إلي زميل يعمل الآن بقناة عربية برسالة على المحمول فأخبرته بأنني في الاستاد وتوقع في رده أن يراني في المقصورة على شاشة التلفزيون فضحكت بيني وبين نفسي لأني كنت وسط الجماهير في الدرجة الثانية وأنوي أن أحضر المبارايات القادمة في مدرجات الدرجة الثالثة فهم الجمهور إللى بجد.
وكالعادة تتداعى الأفكار فقد تذكرت الحكايات المُستغرَبة عن طبيبي الشهير الدكتور السيد سالم الذي كان يصر على عدم التنازل أو بمعنى أوفق عدم الترقي عن متابعة المباريات من الدرجة الثالثة بالذات.
كنا نهتف بحماسة"مصر.. مصر" وصديقتي تدعو كلما اقتربت كرة المغرب من مرمى عصام الحضري "يا سابل الستر" وسَتَر.. الجمهور كان بهجة بكل المقاييس ألوان العلم المصري مرسومة على وجوه الفتيان والصبايا الجميلات واطمأننت إلى أن خراط البنات قد خرطهن دون ابتذال وأن الجينات الوراثية تسير نحو الأقوى وقلت "عمار يا مصر".
وأسفت لعدم القدرة على استغلال هذا الحب الباقي لهذا البلد. إنها جريمة لا تُغتفر. وتأكدت أكثر فأكثر أن هناك نظاماً يحتضر عندما يفقد القدرة على استغلال طاقات أبنائه فيحدثنا ليل نهار عن كوننا عبءً ثقيلاً عليه ونعيش كل يوم في هذا البلد قائلين خلاص مفيش أمل ونحن نواجه التعقيدات الناتجة عن الفوضى والتي تجعل حياتنا لغزاً يستعصي على الحل. ليس المهم أن منتخب مصر لم يفز في المباراة ولكن الجميل والمؤثر هو أن شباب مصر قد فازوا بتحضرهم وانتصارهم للبهجة... وظللت مساء السبت موعد مباراة مصر وكوت ديفوار لا أملك إلا الدعاء"يا سابل السب
اقرأ أيضاً:
اللي يفوت ما بيموت / خارج التصنيف