لأن عملي هو القراءة والكتابة فإنني انتظر معرض الكتاب من عام إلى عام ويصبح –بالنسبة لي- مكان يجمع بين شراء الكتب والتعرف على ما هو جديد في علم النفس ومجال التنمية البشرية، كما يمكنني من الالتقاء بالأصدقاء وحضور الندوات... وفي هذه الرحلة شبه اليومية طوال فترة المعرض، وجدت صعوبة في ركن السيارة، أركن هنا؟.... ممنوع، ممكن أركن هنا؟ لا ماينفعش.... الطريق مزدحم والبوليس في كل مكان وحتى سكان العمارات أيقظوهم من نومهم يوم الجمعة لينقلوا سياراتهم إلى مكان آخر... أخيراً وجدت مكان أمام الاستاد، الحمد لله...
سألني "المخبر".. طبعاً عندنا في مصر الكل يعرف المخبرين رغم ارتدائهم ملابس مدنية، سألني: هل ستركنين السيارة؟... نعم..(قلت في نفسي الحمد لله لم يعترض)، وبعد خمس ساعات بالمعرض خرجت وأنا في غاية الإرهاق ومشيت إلى مكان السيارة فلم أجدها!!
0 طبعاً عرفت أن "الونش" نقلها!!... عادي جداً!!
0 قلت للضابط: سيارتي اتسرقت.
0 رد وهو مشغول بمكالمة على المحمول: اتسرقت؟ دون اهتمام أو كأنه لا يصدق.
0 نعم كانت هنا.
0 قال ابحثي عنها في موقف السيارات (هذا الموقف كان مغلق في الصباح).
0 أكمل مكالمته وكأن شيئا لم يكن!!
أحدث نفسي: إلى متى نسكت عن الحق، هذه إهانة.. إلى من أذهب؟... جميل وجدت الونش فسألت السائق(طبعاً هو بوليس): هل من المناسب لدكتورة جامعية أن تفاجئ بأن "الونش" نقل سيارتها؟، فقال لست أنا... ذهلت من الإجابة... لم يفهم ما أقول... أنا لا أتهمه ولكنني أتحدث عن قضية... هل أستحق كمواطنة هذه المعاملة؟
دخلت الموقف وسألتهم: سيارتي عندكم؟ تحرك أحدهم معي وبحثنا عنها فوجدناها... قلت له: نفسي تكوني أحسن بلد يا مصر وتنهدت وتأوهت.... أدرك وفهم رسالتي معلقا: الكبار لا يحبون مصر، الصغار فقط هم من يحبونها!!
ربت على سيارتي وقلت:"دي بتعيط؟ " فتعاطف معي وقال: لا لا... هناك من يفهمني ويدرك أن الجماد نفسه شعر بالإهانة خرجت وتحدثت مع حراس المكان: وقلت أشرح لهم حتى يفهموا!! كان مفروض أبلغ البوليس... عشان يقبض على الجاني (البوليس برضه)... ضحكوا وقالوا أن هناك من ظل يبحث عن سيارته لمدة يومين... قلت لقد استأذنت من المخبر... ضحكوا وقال أحدهم: "المخبر مايعرفش حاجة!!"
آه يا بلدي بحبك نفسي تكوني أحسن بلد... بس لسه المشوار طويـل
واقرأ أيضاً:
لبنان ... ما أجملك / أحبالي الصوتية