مغامرات في السليم، صبرك علينا شويه
قرأت بعناية وبإعجاب كما هو المعتاد لدى حين قراءة كتابات الدكتور الفاضل أحمد عبد الله، الذي أكن له كل التقدير، على المستوى الإنساني، والمستوى العلمي، وكانت المدونة اليوم بعنوان "مغامرات في السليم" وحقيقة الأمر بالطبع أنني أتفق معه في كل ما يقول، وشحنت مثله مما يعم هذا الغضب من فوضى وغوغاء، فليس هناك من يقبل العنف، أو يؤيده، وليس هناك من يقبل السطحية، أو التسرع، وليس هناك من يقبل بالحلول السهلة، سريعة التأثير، منخفضة العمق، فليس الانتماء علما، وليس الانتماء ألوانا على الوجه، فالانتماء حب، والحب طاقة، والطاقة تغير كل شيء، تحول القذارة إلى جمال، تحول الكراهية والعدوان والرفض إلى نور يملأ القلوب والعقول معاً.
فالحب للوطن أو الانتماء له لا يرتبط بيوم معين أو بمناسبة ما، ولكنه أحد التوجهات التي من المفترض أن تكون في أيدولوجية كل مواطن، وضمن اهتماماته.......
ولكن اسمح لي يا أستاذنا رغم هذه الحالة من الكآبة التي تمرر حياتنا بسبب اليأس من أن يستجيب الأفراد والحكومات، لهذا النوع الذي نتمناه من التفكير، والتفعيل، إلا أنني إلى حد كبير أشعر بالسعادة، هناك أشخاص نصنفهم في فئات معينة، ولا نتوقع منهم في مختلف الظروف سوى التصرف بالطريقة التي تتفق مع الفئة التي وضعناهم فيها، ولكن الأمر قد اختلف، وهو ما يحدث في كل أزمة، فسواء أؤيد أو أعارض هذه الطريقة من التعبير، إلا أن منتهى السعادة، حينما نرى الناس تعبر، فالمقاطعة ليست حلاًَ نهائياً ولا عميقاً، ولكنها حجر ألقي في مجرى راكد.
كنا نقول أن شبابنا يلهو، لا يفهم دينه، لا يهمه سوى حياته.......، ولكنه قاطع نوعا من المنتجات التي يحبها (ربما) لأنها أهانت رمزه، أعرف أن ذلك ليس كل الإيمان فهو بعيد كل البعد عن أخلاق النبي الكريم، وعن سنته، ولكن دعني أفرح بأول الغيث، الذي لا أراه سوى في الشدائد، فمنذ زلزال مصر لم أرَ الشعب متفقا ومنهمكا لتحقيق شيء معين، حتى اليوم هو يظهر ويتجمع في الكارثة، يا رب يتعمم التجمع في الشارع كل يوم وكل لحظة، ونحب بجد ونفهم بجد، ونعمق سلوكياتنا بجد، يعنى حضرتك صبرك علينا شوية... مش يمكن.
اقرأ أيضا:
سب النبي .. هل هو حقاً "مزعج" ؟؟؟؟ / الاختيار دائما.......مدفوع الثمن / سامعين أفنان بتقول إيه !!!