مرة أخرى ليست أخيرة في الأغلب أتساءل صراحة بكل دهشة:
ما هذا الذي يجري فيما يسمى بالحزب الوطني ؟!!
عجبنا من تشكيل الوزارة هكذا ليس رفضا لأعضائها الذين لا نعرف عنهم "ما يكفي" بقدر أن أغلبهم لا يعرفون عن السياسة "ما ينبغي" وحين رأينا أعوادهم السمهرية ولمسنا ذكاءهم اللامع وسمعنا أن عيون أغلبهم مليئة بالرزق الحلال "في الأغلب" قلنا لعله خير، برغم كل ما يشير إلى احتمال غير ذلك.
ثم تابعنا الصمت الذي أتبع صدمة الانتخابات وتصورنا أنها الدهشة التي ألجت الألسن، أو الحكمة التي ألزمت المراجعة المتأنية، وقلنا أيضا، عصبا عن حبات أعيننا، وعن كل منطق، وعن كل التجارب السابقة ، قلنا: لعله الصمت الذي سيخرج بعده الكلام بشكل آخر، كلام يحمل ما يسمى "المعنى" ليبلغ ما يسمى "الرسالة" فتنشأ ما تسمى "الدولة" ويتحرك ما يسمى "الشعب".
لم تطل فترة الصمت منهم ولا فترة الترقب منا، فخرجت علينا التصريحات "هي..هي" والتفسيرات والبيانات "هي..هي" والوعود "هي.. هي" قلنا – برغم كل ذلك - خلينا وراء الحكومة لحد باب التنفيذ، من يدري، أخيرا صدرت تعديلات الحزب الذي لم يتكون أبدا فرجعنا في خانة الصفر.
المسألة ليست في أن الذين حلوا مكان الذين ذهبوا أسوأ لا قدر الله، إذ بدا أن الأسوأ قد بلغ مداه حتى لا يوجد من هو أسوأ منه لكن المسألة في أن آلية التغيير بدت أبعد ما تكون عن الانتخابات ونتائجها، وعن الواقع ومرارته، وعن الفشل ودروسه، وعن الناس وآلامهم وآمالهم جميعا.
مع كل احترام لكل من حل محل الذي لم يعد له محل في جوقة الفريق، أتساءل: هل سأل أي منهم نفسه وهو يتوجه إلى كرسيه الجديد: هل يوجد حزب أصلا، بالمعنى السياسي للحزب السياسي .
بحيث يستطيع أن يحدد دوره، أم أنه سوف يكتفي بالأحضان والتهاني، ثم تبادل المصالح وإلقاء التصريحات؟!!!
إذا كان هذا الحزب لم ينشأ أبدا (هذا تقديري منذ عام 1952) لأنه لم يتحرك من الشارع أصلا وكل علاقته بالناس هي المصالح الشخصية، والتسهيلات المحسوبة والوعود المؤجلة، فماذا يمكن أن يفعل هذا الذي تولى ماذا مهما كان سمهريا، أو أنيقا، أو رقيقا ؟ المسألة ليست ثانوية، لأن هذا المضروب في صفر يساوي صفر، هذه الأصفار هي المسئولة عن إفراز الأحزاب الهامشية التي يتهمونها بالسلبية والضعف والبعد عن رجل الشارع، ومصالح الناس. وهي المسئولة عن أنها جعلت الانتماء الديني الظاهري يحل محل السياسة، كما جعلت مسابقات الكرة والجوائز والفوازير تحل محل حركية الرأي العام.. والعمل العام ... الخ .
خذ واحدا من الذين عينوا مؤخرا كمثال، خذه معي بكل احترام والله والعظيم، وتعالى نتقمص المصري العادي جدا ونسأل: هل يعرف المسئولون في هذا الحزب وهذه الدولة ماذا يقول الناس عن هذا الإنسان الشاب الجميل ذي الشعر الفاحم، وهم الذين تعرفوا على اسمه أو ما تعارفوا من إعلانات حديد التسليح في رمضان سابق سألني حفيدي آنذاك "هو الواحد هايعمل إيه بحديد عز ده يا جدي" ؟!! قلت له أشجعه على الاستذكار"، ربما هو يقوي الذاكرة يا حبيبي وأنت باجتهادك لن تحتاجه" ليست عندي أي تحفظات ضد واحد بالذات، بل إنني –والله العظيم ثلاثا– أكن احترام لأي ناجح فعلا، لكنني أتساءل هل هذا الناجح جدا قد تطوع أخيرا لحمل هم ناسنا البؤساء جدا لعظيم نبله الوطني جدا جدا؟!!
وهل بلغت هذه الشهامة السياسية، والانتماء الوطني، والتخطيط المستقبلي، والأمل الواعي، هل بلغ به كل ذلك ما جعله يتصدى هكذا بكل حديده وأمواله ووقته لحمل همنا، وهو هم لا يتلم يا سيدي، يرحمنا ويرحمك الله؟؟
حاولت أن أتقمصه محترما مشفقا كالعادة، عجزت فأنا لم أتقمص – مثل بعض مرضاي – نبيا أبدا، ولا أعرف في بلدنا تحديدا ما هو الدافع لكل بطل هكذا، أن يضحي بكل ما كان يمكن أن يتمتع به من رفاهية واسترخاء وملذات ووقت فراغ وحظ، ليخدم هؤلاء الناس المطحونين الذين يحتاجون لكل ذكاءه الذي حقق له كل هذا النجاح، والذي يعد بأن يحقق لنا النجاح بإذن واحد أحد.
ولماذا لا ؟!!!
يا رب سترك.
اقرأ أيضا:
تعتعة نفسية: أنا عندي إيه يا دكتور؟ / تعتعة سياسية تجاوز للعلم..ووشم للمرضى! / تعتعة : فحتى المحاكاة ليسوا لها
ما هذا الذي يجري فيما يسمى بالحزب الوطني ؟!!
عجبنا من تشكيل الوزارة هكذا ليس رفضا لأعضائها الذين لا نعرف عنهم "ما يكفي" بقدر أن أغلبهم لا يعرفون عن السياسة "ما ينبغي" وحين رأينا أعوادهم السمهرية ولمسنا ذكاءهم اللامع وسمعنا أن عيون أغلبهم مليئة بالرزق الحلال "في الأغلب" قلنا لعله خير، برغم كل ما يشير إلى احتمال غير ذلك.
ثم تابعنا الصمت الذي أتبع صدمة الانتخابات وتصورنا أنها الدهشة التي ألجت الألسن، أو الحكمة التي ألزمت المراجعة المتأنية، وقلنا أيضا، عصبا عن حبات أعيننا، وعن كل منطق، وعن كل التجارب السابقة ، قلنا: لعله الصمت الذي سيخرج بعده الكلام بشكل آخر، كلام يحمل ما يسمى "المعنى" ليبلغ ما يسمى "الرسالة" فتنشأ ما تسمى "الدولة" ويتحرك ما يسمى "الشعب".
لم تطل فترة الصمت منهم ولا فترة الترقب منا، فخرجت علينا التصريحات "هي..هي" والتفسيرات والبيانات "هي..هي" والوعود "هي.. هي" قلنا – برغم كل ذلك - خلينا وراء الحكومة لحد باب التنفيذ، من يدري، أخيرا صدرت تعديلات الحزب الذي لم يتكون أبدا فرجعنا في خانة الصفر.
المسألة ليست في أن الذين حلوا مكان الذين ذهبوا أسوأ لا قدر الله، إذ بدا أن الأسوأ قد بلغ مداه حتى لا يوجد من هو أسوأ منه لكن المسألة في أن آلية التغيير بدت أبعد ما تكون عن الانتخابات ونتائجها، وعن الواقع ومرارته، وعن الفشل ودروسه، وعن الناس وآلامهم وآمالهم جميعا.
مع كل احترام لكل من حل محل الذي لم يعد له محل في جوقة الفريق، أتساءل: هل سأل أي منهم نفسه وهو يتوجه إلى كرسيه الجديد: هل يوجد حزب أصلا، بالمعنى السياسي للحزب السياسي .
بحيث يستطيع أن يحدد دوره، أم أنه سوف يكتفي بالأحضان والتهاني، ثم تبادل المصالح وإلقاء التصريحات؟!!!
إذا كان هذا الحزب لم ينشأ أبدا (هذا تقديري منذ عام 1952) لأنه لم يتحرك من الشارع أصلا وكل علاقته بالناس هي المصالح الشخصية، والتسهيلات المحسوبة والوعود المؤجلة، فماذا يمكن أن يفعل هذا الذي تولى ماذا مهما كان سمهريا، أو أنيقا، أو رقيقا ؟ المسألة ليست ثانوية، لأن هذا المضروب في صفر يساوي صفر، هذه الأصفار هي المسئولة عن إفراز الأحزاب الهامشية التي يتهمونها بالسلبية والضعف والبعد عن رجل الشارع، ومصالح الناس. وهي المسئولة عن أنها جعلت الانتماء الديني الظاهري يحل محل السياسة، كما جعلت مسابقات الكرة والجوائز والفوازير تحل محل حركية الرأي العام.. والعمل العام ... الخ .
خذ واحدا من الذين عينوا مؤخرا كمثال، خذه معي بكل احترام والله والعظيم، وتعالى نتقمص المصري العادي جدا ونسأل: هل يعرف المسئولون في هذا الحزب وهذه الدولة ماذا يقول الناس عن هذا الإنسان الشاب الجميل ذي الشعر الفاحم، وهم الذين تعرفوا على اسمه أو ما تعارفوا من إعلانات حديد التسليح في رمضان سابق سألني حفيدي آنذاك "هو الواحد هايعمل إيه بحديد عز ده يا جدي" ؟!! قلت له أشجعه على الاستذكار"، ربما هو يقوي الذاكرة يا حبيبي وأنت باجتهادك لن تحتاجه" ليست عندي أي تحفظات ضد واحد بالذات، بل إنني –والله العظيم ثلاثا– أكن احترام لأي ناجح فعلا، لكنني أتساءل هل هذا الناجح جدا قد تطوع أخيرا لحمل هم ناسنا البؤساء جدا لعظيم نبله الوطني جدا جدا؟!!
وهل بلغت هذه الشهامة السياسية، والانتماء الوطني، والتخطيط المستقبلي، والأمل الواعي، هل بلغ به كل ذلك ما جعله يتصدى هكذا بكل حديده وأمواله ووقته لحمل همنا، وهو هم لا يتلم يا سيدي، يرحمنا ويرحمك الله؟؟
حاولت أن أتقمصه محترما مشفقا كالعادة، عجزت فأنا لم أتقمص – مثل بعض مرضاي – نبيا أبدا، ولا أعرف في بلدنا تحديدا ما هو الدافع لكل بطل هكذا، أن يضحي بكل ما كان يمكن أن يتمتع به من رفاهية واسترخاء وملذات ووقت فراغ وحظ، ليخدم هؤلاء الناس المطحونين الذين يحتاجون لكل ذكاءه الذي حقق له كل هذا النجاح، والذي يعد بأن يحقق لنا النجاح بإذن واحد أحد.
ولماذا لا ؟!!!
يا رب سترك.
اقرأ أيضا:
تعتعة نفسية: أنا عندي إيه يا دكتور؟ / تعتعة سياسية تجاوز للعلم..ووشم للمرضى! / تعتعة : فحتى المحاكاة ليسوا لها