"النساء أقل عنفا من الرجال كما أن عدد النساء في السجون أقل".يمكن أن يكون ذلك الكلام غير جدير بإثارة الاهتمام ولكن المثير للفضول هو أن دراسة نفسية علمية تُرجع السبب وراء ذلك إلي "أن النساء أكثر ثرثرة من الرجال". وتضيف الدراسة، كل المعالجين النفسيين يستخدمون الحوار، لأن التعبير عن النفس عن طريق الكلام، وسيلة للوصول إلى العلاج. والدليل على ذلك، أن الحوار المتبادل مع طبيب معالج يساعدنا على التحرر من أزماتنا عن طريق الكلام عنها وهو بمنتهى البساطة نفس الدور الذي تقوم به صديقة أو صديق مقرب.
أما في حياتنا اليومية فنحن عادة لا نثرثر بل نتبادل المعلومات العملية، فحواراتنا مع أطفالنا مثلاً تدور غالباً حول أسئلة للاطمئنان على أن كل شيء تمام، مثل هل شربت اللبن؟، هل رتبت شنطة المدرسة؟، هل أنهيت الواجب؟ .. كلها أساليب استجواب يجب التوقف عنها وإتاحة المجال للحديث.
فوقت الثرثرة يستغله أولادنا في الحكي عما ما يدور في أذهانهم، ولكن أكثر مشوش لحديثهم هو التليفزيون لذا أطفئوه عندما يبدأ ابنكم بالحديث والحكي.
أما في العمل فقد تكون الثرثرة من أفضل وسائل الدفاع عن النفس أمام الضغوط والتغييرات، فتسرب معلومة من هنا أو من هناك في وقت الغذاء أو فى الكافيتريا خاصة إذا كانت هذه المعلومة صحيحة قد يشكل حماية مستقبلية لنا.
حتى الحديث مع شريك الحياة الذي غالبا "ما بيسمعنيش" فهو أمر لابد منه وإلا انقطع الحوار بينكما تماما.
ولا تُفوتوا أبداً فرصة التحدث مع زوجة البواب أو مع الجيران والسؤال على أحوالهم في الأسانسير أو حتى على بابه وأنت داخل وهو خارج مثلاً ولكن دون أن تعطله أو تُثقل عليه، وليكن ذلك بعفوية وبمرح وليس بالحديث عن مشاكلك أو هموم العمارة.
وتأكد أن الثرثرة والرغي ليسا عيبا بل ميزة من تمتع بها لابد عليه أن يفخر بها لأنه وإن أزعج البعض فتلك ليست سوى وسيلة لتنفيس التوترات توفر عليك أجر المعالج النفسي.
اقرأ أيضاً:
الهروب من الصراع / الورقة الصفرا