بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نستعين
يعاني جيلنا - الغلبان - مشاكل عديدة.. أعتبر أولها وأهمها هي مشكلة فقدان الهوية..
قابلت منذ أيام مجموعة من الشباب من الجنسين.. تتراوح الأعمار من 18 عاما إلى منتصف العشرينات، وأخذت تدور على ألسنتنا نقاشات عديدة في مواضع شتى..
قال أحدهم.. بابا عايزني أطلع مهندس زيه!! قلت له : وانت عايز ايه؟؟ قال: لازم أسمع كلامه!!
قلت له: وماله.. لابد من الاستماع للوالدين ولا تعارض بين كونك تريد أمرا وبين الاستماع للوالد، المهم أن يكون لكن إرادة.. شيء تريده.. ويا حبذا لو أفردت نقاشا بينك وبين والديك تعرض عليهم ويعرضون عليك وجهات نظر مختلفة وبخبرتهم يكون لك حصيلة ثرية من ايجابيات وسلبيات ..
نظر لي.. ثم سكت..
بعد أن انفض المجلس.. قال أحدهم : تحضين الشاب على العصيان ؟؟
قلت: اتق الله.. بل أحضه على التفكير وتكوين شخصية قوية فاعلة وليست مفعولا بها.. أحضه على أن يفطمه أبواه..
تمتد بشبابنا حياة الرحم لسن متأخرة.. يكون فيها طفيلا، لا يتغذى إلا بوالدته ويصوم عن التفكير واتخاذ القرار.. ينتظر أن يكون برعما ينشق من والديه ولا ينشق عنهما!!!
ويكون امتدادا مستنسخا منهما بأفكارهما وبإرادتهما.. على اختلاف الظروف والمعطيات الحياتية.. وهذا بالطبع يعجب الآباء.. فهو ولد مطيع صاغر لما يريدون.. وبعد كبر سنّهما.. ما زال هناك من يشعرهما بلذة الأبوة والأمومة المسيطرة..
أظن أن الآباء لم يتربوا على كيفية الأبوة السليمة الصحية.. على مختلف مراحلها.. فلكل مرحلة متطلبها.. فلم يربوا أبناءهم على كيفية أن يكونوا أناسا أصحاء. ذوي عقول مفكرة متدبرة متخذة لما يراه صوابا بغض النظر عن الصواب الفعلي أو الخطأ النسبي.. فكلاهما وارد.. فنحن بشر، لن نعرف النجاح إلا بالفشل مرة ومرات..
قد غابت الفاطمة عن حياتنا.. فاستعذبت رضاعة ابنها البالغ..تعتقد فيه وليدها!! لتتأكد من التصاقه.. كبيرا كما كان لصيقا في السابق.
تجهل أن غذائها اللبني له وقته وتاريخ عدم صلاحية.. يفسد ويفسد -بفتح ياء الأولى وضم الثنية- بعد هذا التاريخ، وأنها لابد أن تستبدل غذاءها اللبني هذا بغذاء عقلي وروحي..
صدق الرسول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال معلما إيانا كيف تكون الوالدية الحقة بلا إفراط أو تفريط.. ومتى يجب الفطام من غير تأخير أو تبكير.. لاعبوهم لسبع واضربوهم لسبع وصاحبوهم لسبع.. ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب....صدق الحبيب المصطفى.. عليه الصلاة والسلام
مودتي
واقرأ أيضًا:
يوميات رحاب: - قال لي / مؤتمر الدانمرك ورأي متواضع