هوليوود في هذه الأيام شادّة حيلها مع الشرق الأوسط ففي الأسبوعين الأخيرين شاهدت ثلاثة أفلام لا يمكن تفويتهم .
فقد حضرت بالترتيب فيلم"crash"(اصطدام) وأعقبته في اليوم التالي بفيلم "munich " ثم انتظرت على أحر من الجمر "syriana"و لم أفهم من الفيلم معني اسمه وإن كنت قد استنتجت أن يكون المقصود هو الجمع بين إيران وسوريا.
الفيلم الأول الذي حصد مجموعة جوائز أوسكار يتحدث عن العنصرية في مدينة لوس انجلوس الأمريكية ووصلتني رسالته بأنه لا يوجد خير مطلق ولا شر مطلق وأن أحداث الحياة تكون كثيرا بلا منطق محسوب وأن بث الحقد والكراهية هو أخطر وفي نفس الوقت أتفه ما تواجهه البشرية.بها يصفي البشر بعضهم والكل يدفع الثمن ظالماً أو مظلوماً ولا مهرب إلا بالتعالي علي أحقاد الماضي بالوعي.
إنه حالة سينمائية متفردة أتت ثمارها على عقلي وقلبي وكياني لاتفاقها مع إحساسي الذي يتنامى منذ سنوات منذ درست الشئون الإفريقية وتابعت عن كثب سياسات نيلسون مانديلا الرامية إلى تجاوز الماضي بكل آلامه والتسامح والغفران لبناء دولة جنوب أفريقيا بعد سنوات من الكفاح ضد نظام الفصل العنصري ثم انهياره.
أما الفيلم الثاني فقد وصلتني رسالته كالتالي:القتل ببساطة قتل وبحور الدم تشوه النفس البشرية مهما بلغ إيمان القاتل بعدالة قضيته.
وبلغت دهشتي أقصاها عندما سمعت من أصدقاء أحترم وعيهم وبعد نظرهم وهم يتهمون الفيلم بالعنصرية غير مقدرين لهذا التحول الخطير في رؤية المخرج اليهودي ستيفن سبيلبرج صاحب قائمة شيندلر.
أما الفيلم الثالث فقد أصابني بتقلص شديد في أمعائي فهو يتحدث عن كارتلاّت النفط والملوك الوهابيين والصعود الآسيوي ووقود ذلك كله نحن.
وكانت أطرف ملاحظة على لسان أحد أبطاله على الجلاليب ناصعة البياض المميزة في دول الخليج والتي تشير بأن لابسيها لا ينوون لا العرق ولا العمل.
إنه فيلم سياسي من الدرجة الرفيعة يكشف واقعا شديد السواد وللأسف الشعوب تتحرك كعرائس الماريونيت.
والرسالة الأساسية للأفلام الثلاثة هي:العنف والدم والقتل لصالح الكبار وتجار السلاح.
اقرأ أيضاً:
الورقة الصفرا / الوعود التي لا تتحقق