فحصني الطبيب بالمنظار وقال لي: "لديك التهاب حاد في الحنجرة".... لقد أجهدت نفسي خلال الفترة الأخيرة حيث كنت –ولازلت- أجهز لمشروع الدعم النفسي لضحايا الكوارث، فكنت أتحدث 22 ساعة وأنام 3 ساعات في اليوم، كنت أتحدث في الهاتف أثناء تناولي للطعام.. وأرد على أكثر من مكالمة في الوقت الواحد... وكان الحوار مع الآخرين أو عبر الهاتف أجدى وأسرع من تبادل الإيميلات....
العمل لا يمكن تأجيله فضحايا العبّارة "السلام 98" يحتاجون إلى الدعم... والنجاح في الانجاز يحتاج إلى تكاتف كثير من الجهود، نصحني طبيبي أ.د. بدر الدين مصطفى بالتزام الصمت قدر الإمكان إضافة إلى الدواء.... ليس عليّ إلا أن أستجيب لما طلبه مني حتى أستطيع أن أكمل المشوار بإذن الله تعالى.
مر يومي بسلام وأتاح لي أن أكون وحدي –حتى إن كنت وسط أسرتي-.. أتأمل الحياة بهدوء دون ما يضطرني إلى أن أتحدث مع الآخرين في أفكارهم والأمور التي تهمهم... كانت فرصة طيبة للقراءة والكتابة.
زارتني آية ابنة أخي وعمره 8 سنوات ورأت أن ما أمر به تجربة مثيرة!!!.... فكلما نطقت كلمة قالت لي بحزم -وكأني في المدرسة: "هششششش" واستمتعت هي كثيراً وهي تلعب معي ألعابا مختلفة وجديدة بلغة الإشارة.. وكلها من ابتكار الآنسة الصغيرة..... أما زينة ابنة أختي ذات الخمس سنوات فقد جلست بجانبي على مائدة الطعام حتى تفتح شهيتي للأكل –هكذا قالت لأهلي-.. وقضت ما يزيد عن ساعة وهي تبتكر أعمالاً فنية لتقدمها لي كهدايا، فلصقت بعض حبات المعكرونة والأرز على أكواب الزبادي الفارغة، وقدمتها لي وهي سعيدة جدا... لقد اكتشفت أن الأطفال بالفعل يفهمون علامات الوجه ولغة الإشارة بصورة أفضل بكثير من الكبار.... الحمد لله على الصحة قبل المرض.
السبت 8/4/2006
واقرأ أيضاً:
سيارتي اتسرقت / ماري في مدونات د.داليا